أكد رئيس سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز إن المسارات الثقافية تعزز في جذب السياحة بشكل عام ،وأن السلطة تحرص على العلاقة التشاركية مع كافة المؤسسات الوطنية لتقدم الدعم الكامل من بنى تحتية ومرافق تسهم بالترويج للمواقع السياحية والأثرية والتراثية والثقافية في المدنية.

جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات برنامج مسارات ثقافية الأربعاء في محافظة العقبة بعنوان" الأردن إرث ثقافي تراثي سياحي" في إطار جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي بين المحافظات الأردنية وتسليط الضوء على المعالم الثقافية التاريخية والطبيعية التي تزخر بها المملكة.

وأضاف أن الأردن يعتبر بمثابة نقطة استراتيجية تربط آسيا و افريقيا، تجد أنواعاً مختلفةً من الطيور في عدة بيئات مختلفة منها المائية، الشجرية و الصحراوية مقصدها الراحة و التزود بالغذاء، لتتمكن من مواصلة رحلتها في هجرتي الخريف و الربيع من كل عام.

وبين "الفايز" أن المحمية الطبيعية سجلت 271 نوع من الطيور في مرصد طيور العقبة، وهي تمثل أكثر من 61% من الأنواع المسجلة في المملكة بشكل عام.

وجال "الفايز: يرافقه مدير التراث بوزارة الثقافة عاقل الخوالدة، ومدير ثقافة العقبة طارق البدور، في مرصد الطيور ، مصحوبين بفريق مكون من إعلام ثقافي متنوع من مختلف وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية.

وشدد على إن هذه المسارات الثقافية الجديدة وربطها بالمسار السياحي في مدينة العقبة سيطيل من مدة ‏إقامة السائح ويخلق مزيج متنوع يجمع الثقافة بالسياحة لعشاق المسارات وروادها من خلوة ‏وتأمل واستكشاف ومعرفة وإثراء للهوايات.‏

ونوه إلى أن البرنامج الثقافي السياحي يأتي ضمن مخرجات برنامج التحديث الاقتصادي ولتعزيز الحراك الثقافي ‏والسياحي وبدعم من السلطة بهدف رفع الوعي في التراث ‏الثقافي في مدينة العقبة وتنشيط الحركة السياحية بما يعود على كافة القطاعات بالنفع.

من جهته، أكد مدير مديرية التراث في وزارة الثقافة عاقل الخوالدة، أن مسار العقبة جزء من سلسلة مسارات ثقافية أطلقتها الوزارة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والمؤسسات الرسمية و المجتمعية في المحافظات.

وأشار إلى إن المسارات الثقافية جسر للجهود الوطنية الثقافية في مجال لإبراز ذاكرة الوطنية والتراث الشعبي والارث التاريخي والمنتج الوطني الذي يسلط الضوء على الابداعات الوطنية الثقافية في سبيل انتاج اعمال تضيء على المواقع السياحية الثقافية بعين المعجب .

وقال الخوالدة أن المسار الثقافي ليس جولة سياحية بل فرصة للإضاءة على الكنوز الثقافية في المحافظات و إن هذه التجربة تُشير إلى أن النموذج الوطني والعمل المشترك بين المؤسسات الرسمية والشعبية في المحافظات يهدف لتحقيق التنمية الثقافية الشاملة، موضحاً أن المسارات لها أهمية ‏كبرى في تفعيل السياحة الثقافية، وإدماج ‏المجتمع المحلي في المسارات.

وبين الخوالدة أن الهدف من تلك المسارات الاعتزاز بالقيم الوطنية والتراث الأردني ورفع ‏الوعي الثقافي لدى المجتمعات حول التراث الثقافي المادي وغير المادي، ومساهمته في ‏التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب التعرف على المواقع الثقافية والتراثية ‏والطبيعية الموجودة في الأردن .

وبدوره شدد مدير ثقافة العقبة طارق البدور على أهمية المواقع الثقافية والسياحية في مدينة العقبة والعمل على ابراز المعالم التاريخية والثقافية بأساليب متنوعة ومتطورة تناسب العولمة الحديثة بالترويج الفعلي للمواقع السياحية والثقافية في المملكة.

وبين إن وزارة الثقافة بالتعاون مع مفوضية السياحة والاستثمار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تنوي ‏إطلاق مسار العقبة الذي يضم أهم المناطق الموجودة فيها و ‏تعزيزها ضمن إعداد مواد إعلانية وإعلامية تبرز خطط المسار الثقافي .

وأشار إلى هناك خطط لإعداد ‏بروشورات تعريفيه تتضمن المواقع التي ستكون ضمن خط المسار معززاً بالصور ‏الفوتوغرافية، والمعلومات التوضيحية للمواقع السياحية الثقافية.

وأضاف إلى إن هناك خريطة توضح مكان انطلاقة ‏المسار إلى نهايته إلى جانب إعداد فيلم ترويجي للمسار يتضمن محطات أو ‏نقاط المسار ومعلومات تراثية و تصميم "كيو أر كود" للمنتجات المتعلقة ‏بالمسار "البروشور ، الفيلم، المواقع."

من جانبها أكدت مديرة مشروع التنقيب والترميم الدكتورة سوسن الفاخري إن كنيسة العقبة البيزنطية تعد من أقدم الكنائس في العالم ظهرت فيها بدايات المسيحية وبداية التخطيط للكنائس مؤكده انها كانت معلنه خلال فترات رومانية ترجع أواخر القرن الثالث بداية القرن الرابع ،حيث تم اكتشافها عام 1988.

وقالت أن مدنية أيلة الإسلامية كانت مدنية مهمه باعتبارها اول مدينة إسلامية أنشأت خارج الجزيرة العربية و كانت بتنظيم وتخطيط إسلامي ذات أهمية تجارية واقتصادية ودينية واجتماعية وثقافية وسياسية منذ خلافة عثمان بن عفان وحتى نهاية العصر الفاطمي .

وأشارت إلى ان المدنية لعبت دورا في تاريخها الأهم في تاريخ الأردن الحديث ورفع الشعار الهاشمي ومن هنا بدأ تاريخ المملكة الأردنية ، مشيره إلى إن بيت الشريف حسين بن علي في ساحة الثورة العربية الكبرى كان له أهمية كبيره في تاريخ الأردن وأهميته وبجانب رفع علم الثورة وعلى شاطئ الثورة في الساحل الشمالي البحري بمدينة العقبة.

وتضمن البرنامج زيارة إلى المواقع الثقافة والتراثية والطبيعية في الأردن التي تعزز من خلف فرص جديدة للاستثمار في قطاع السياحة والثقافة وإبراز دور المجتمع بالمشاركة في التنمية الشاملة ، بالإضافة إلى التعرف على الأماكن التراثية والسياحة التي ترتبط بها مع الحكايات الشعبية والطقوس والممارسات في المجتمعات المحلية وتنشيط الحراك الثقافي والسياحي للأردنيين والأجانب.

وأشتمل المسار على جولة ميدانية للمواقع التراثية والثقافية والتاريخية والبحرية في مدينة العقبة للاطلاع على ارثها الحضاري مكانتها الوطنية المرموقة في تاريخ الحضارة والثقافة الأردنية.