رجح مراقبون في سوق النفط تخفيض أسعار المحروقات محليا بنسب طفيفة قد تصل إلى 2 % بداية الشهر المقبل في ظل تراجع الأسعار في الأسواق العالمية منذ بداية أيار(مايو) الحالي.

يأتي هذا في وقت عدلت فيه الحكومة أسعار المشتقات النفطية عد مرات منذ بداية العام الحالي وحتى شهر أيار(مايو)، إذ قامت بتعديل أسعار المحروقات عدة مرات، إذ رفعت سعر البنزين أوكتان 90 مرتين وثبتته مرة واحدة وخفضته مرة واحدة.

أما البنزين أوكتان 95 فقد تم رفع سعره مرة واحدة، وتثبيته مرتين، وخفضه مرتين وبالنسبة للسولار، فقد تم رفع سعره مرتين وخفضه ثلاث مرات، فيما بقي سعر الكاز ثابتا دون تغيير.

في هذا السياق، رجح الخبير الاقتصادي المختص في شؤون الطاقة عامر الشوبكي أن تخفض الحكومة الأسعار مع بداية الشهر المقبل، متوقعا أن يتراجع سعر الديزل بما يتراوح بين 1 إلى 1.5 قرش، وسعر البنزين بنحو 5 فلسات، مع بقاء احتمالية تثبيت سعر البنزين في ظل آلية التسعير الشهرية المعتمدة.

وأكد الشوبكي أن هذا التغير المحدود في الأسعار يعكس التقلبات الأخيرة في السوق العالمية، موضحا أن إعلان تحالف "أوبك بلس" عن زيادة الإنتاج وإلغاء التخفيضات الطوعية أدى إلى ضغوط نزولية على الأسعار.

وفي المقابل، قال الشوبكي إن "الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما، ساهم في دعم الأسعار جزئيا، بينما تبقى المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران عاملا غير مستقر، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض أو ارتفاع الأسعار تبعا لمخرجات هذه المحادثات".

ورغم هذه التطورات، يرى الشوبكي أن أسعار المشتقات النفطية في الأردن ما تزال مرتفعة بشكل نسبي نتيجة الضرائب والرسوم الثابتة المفروضة منذ عام 2019، داعيا إلى إجراء مراجعة شاملة لهياكل الضرائب بهدف تحقيق انخفاض فعلي ينعكس بشكل مباشر على المستهلكين، حيث تفرض الحكومة منذ ذلك الحين ضريبة مقطوعة على البنزين أوكتان 95 بمقدار 575 فلسا لكل لتر، وعلى البنزين أوكتان 90 بمقدار 370 فلسا، فيما ما تزال الضريبة على الكاز، البالغة 165 فلسا للتر، مجمدة.

من جهته، قدر الخبير في شؤون النفط هاشم عقل أن يشهد سعر البنزين بنوعيه انخفاضا بمقدار 5 فلسات للتر، وأن يتراجع سعر الديزل بمقدار 15 فلسا، أي ما يقارب 2.2 %، مرجعا هذا الانخفاض إلى عدة أسباب، أهمها قرار أوبك+ زيادة الإنتاج اليومي بمقدار 411 ألف برميل، ما عزز مخاوف الأسواق من فائض في المعروض مقابل تباطؤ في الطلب.

كما أشار إلى أن الزيادة غير المتوقعة في المخزونات الأميركية ساهمت في الضغط على الأسعار، إلى جانب استمرار التوترات التجارية العالمية، خاصة بين الصين والولايات المتحدة، وما تسببه من حالة عدم يقين انعكست على توقعات الطلب.

ولفت عقل إلى أن النظرة المستقبلية للطلب العالمي على النفط تبدو ضعيفة في ضوء تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا، ما يزيد من احتمالية استمرار انخفاض الأسعار خلال الفترة المقبلة إذا استمرت هذه العوامل مجتمعة. في السياق نفسه، قال الخبير الاقتصادي منير دية "الأسعار في السوق المحلية مرشحة للانخفاض أيضا خلال الأشهر القادمة بنسب تتماشى مع التراجع العالمي في أسعار النفط".

وأوضح دية أن هذا التراجع يعود إلى ما خلفته الحرب التجارية العالمية من تبعات، لا سيما بعد فرض رسوم جمركية أميركية جديدة، بالتزامن مع انخفاض الطلب العالمي على النفط في هذه المرحلة.

وأضاف "الطلب على المحروقات، خاصة البنزين، شهد تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة نتيجة انتشار المركبات الكهربائية والهجينة في السوق المحلي".

وأشار دية إلى أن الطلب المحلي يشهد عادة ارتفاعا مؤقتا خلال فترة الصيف وعودة المغتربين والعطل الرسمية، ليعود بعد ذلك إلى مستوياته الاعتيادية في بقية أشهر السنة.

وتشير بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية إلى أن استهلاك المشتقات النفطية في الأردن خلال الربع الأول من العام الحالي انخفض بنسبة

6.5 % مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، حيث بلغ حجم الاستهلاك 852 مليون لتر مقابل 912 مليون لتر في الربع الأول من العام الماضي.

وسجل الطلب على البنزين أوكتان 90 تراجعا كبيرا بنسبة 10.7 %، إذ بلغت مبيعاته 344 مليون لتر مقارنة بـ385 مليون لتر في الفترة ذاتها من عام 2024. كما انخفض الطلب على البنزين أوكتان 95 بنسبة 1.2 % ليصل إلى 34 مليون لتر، وانخفض الطلب على السولار بنسبة 2.6 % ليبلغ نحو 429 مليون لتر مقابل 440 مليون لتر العام الماضي.

أما فيما يتعلق بأسعار النفط العالمية، فقد أظهرت النشرة الأسبوعية الأخيرة الصادرة عن وزارة الطاقة تراجعا طفيفا في أسعار البنزين في الأسبوع الثالث من أيار(مايو) ، حيث انخفض معدل سعر البنزين أوكتان 95 إلى 655 دولارا للطن مقابل 657 دولارا في الأسبوع الثاني، بانخفاض نسبته 0.3 %. كما انخفض سعر البنزين أوكتان 90 إلى 639 دولارا للطن مقابل 641 دولارا، بنسبة انخفاض بلغت أيضا 0.3 %.

بالمقابل، شهدت أسعار الديزل والكاز ارتفاعا طفيفا، حيث ارتفع معدل سعر الديزل إلى 574 دولارا للطن مقارنة بـ572 دولارا، وبلغ معدل سعر الكاز 603 دولارات مقابل 602 دولار. واستقر معدل سعر خام برنت في الأسبوع الثالث عند 65 دولارا للبرميل، وهو ذات المستوى المسجل في الأسبوع الثاني من الشهر.