
القلعة نيوز- ناقش قانونيون وأكاديميون، اليوم الأربعاء، الأبعاد القانونية والسياسية للتهجير القسري وتدمير الممتلكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال ندوة نظمها اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، بالتعاون مع دائرة المكتبة الوطنية ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون39.
وتناول المشاركون في الندوة، أحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيما المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر النقل القسري أو ترحيل المدنيين من الأراضي المحتلة، باستثناء حالات الضرورة العسكرية القهرية، مع التشديد على ضرورة إعادتهم إلى ديارهم فور انتهاء الأعمال العدائية، وتوفير ظروف نقل إنسانية وآمنة، وضمان عدم تفريق العائلات.
وقال الدكتور جمال المناصير إن التهجير القسري، بحسب تعريف الأمم المتحدة، يُعد "وسيلة تأديبية أو عقابية تهدف إلى فرض مصالح معينة عبر القضاء على الخصوم ضمن بيئة مجتمعية حاضنة"، مؤكداً أن هذه الممارسات تُصنّف كجرائم ضد الإنسانية بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية لعام 1977.
وأشار إلى أن ما يجري من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ قرابة العامين، رغم وضوح القوانين الدولية، يكشف فشل المجتمع الدولي في وقف هذه الانتهاكات، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني الذي أحبط سياسات التهجير المتواصلة منذ عام 1948.
من جهته، سلط الدكتور زياد عطا العرجا على ما وصفه بـ"التدمير الممنهج" للبنية التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال هدم المنازل والمنشآت، واستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف، وحرمان السكان من الغذاء والدواء، في انتهاك صارخ للمادتين (53) و(147) من اتفاقية جنيف.
وتنص المادتان على حماية الممتلكات خلال النزاعات المسلحة، فالمادة 53، تفرض حظرًا على تدمير الممتلكات الثابتة أو الخاصة، إلا إذا كان ذلك التدمير ضرورياً للغاية للعمليات العسكرية، في حين أن المادة 147 تحدد "الانتهاكات الجسيمة"، والتي تشمل تدمير الممتلكات على نطاق واسع بشكل غير قانوني وغير مبرر عسكريًا.
بدوره، تحدث الدكتور تيسير الزعبي عن نظام روما لعام 1998 وأبرز بنوده المتعلقة بحماية المدنيين من التهجير القسري، مستعرضاً ما وصفه بـ"جرائم يهتز لها جبين الإنسانية"، استشهد فيها بتجربة مدينة جروزني في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، التي شهدت دماراً شاملاً قبل تدخل قوات حفظ السلام.
وأشاد الزعبي بمواقف الراحل الملك الحسين بن طلال وجلالة الملك عبدالله الثاني، تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الدعم الأردني، خاصة من خلال الجسر الجوي والمساعدات الإنسانية، يعكس التزام القيادة الهاشمية التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني، لاسيما في غزة.
وفي ختام الندوة التي أدارها الدكتور محمد السلامات، سلم رئيس اتحاد الكتاب الشاعر عليان العدوان شهادات التقدير بالنيابة عن إدارة مهرجان جرش، وسط حضور لافت. الدستور-ياسر العبادي