شريط الأخبار
في حفل جماهير ي برعاية العيسوي : عشائرالزعبي في المملكه يؤكدون " سنتصدى بقوة لمن يحاولون التشكيك بمواقف الاردن وللذباب الاليكتروني" ( صور ) بني مصطفى تعرض لأبرز مبادرات قطاع تمكين المرأة خلال الفترة المقبلة لرؤية التحديث الاقتصادي انعقاد الجلسة الأخيرة لمناقشة البرنامج التنفيذي الثاني لرؤية التحديث الاقتصادي اليوم وفد وزاري يطلع على الواقع الخدمي والبيئي لمدينة الأزرق العيسوي يلتقي وفداً شبابياً من محافظتي العاصمة والزرقاء "الرواشدة" يُشارك في لقاء حواري نظمته الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تعلن ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 64 ألفا مدير الأمن العام يلتقي رئيس وأعضاء الاتحاد الأردني للكراتيه واشنطن تدرس فرض قيود على وفود عدة دول خلال اجتماعات الأمم المتحدة الأمم المتحدة تعيد إطلاق مؤتمر حل الدولتين ترامب: نجري مفاوضات متعمقة مع حماس ونطالبها بالإفراج عن المحتجزين جيش الاحتلال الإسرائيلي ينذر سكان برج في مدينة غزة بإخلائه قبل استهدافه المومني : الموقف الأردني خط من نار في مواجهة التهجير عبد العاطي: التهجير خط أحمر للأردن ومصر والدول العربية ضمان القروض تعقد تدريبا متخصصا للقطاع المصرفي القمر الأحمر يضيء سماء الأردن غدا في خسوف كلي نادر تجارة عمان تصدر 26729 شهادة منشأ خلال الـ8 شهور الماضية البرلمان العربي يدين تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين مجلس إدارة جديد لجمعية المصدرين برئاسة العين الخضري مدرسة حقلية في لواء الكورة لزراعة النباتات الطبية والعطرية

ضَنك صنعناه بأيدينا

ضَنك صنعناه بأيدينا
ضَنك صنعناه بأيدينا.
القلعة نيوز -
عندما تُمسح ذاكرة المواطن لتُشكِّل مواطنًا جديدًا، يخشى جورج أورويل، مؤلف رواية 1984 وحديقة الحيوان، من إعادة تشكيل الوعي الجمعي، وصناعة إنسان جديد ليس له صلة بالمواطن القديم. هل نحن في عالم تتم فيه صياغة إنسان لا نعرفه، على استعداد للقيام بأمور لا تمتّ للواقع، ولا للمعقول، ولا للمقبول بصلة؟

وهنا تحضرني بقوة تلك القصة عن الإنسان الذي يهجر وطنه، فيهجر الأخلاق والانضباط والسلوك السوي، لأنه هنا لا يعرفه أحد. هل بتنا نعيش في واقع افتراضي يظن فيه البعض أنه لا يعرفه أحد؟ هل هناك أشباح من الكثيرين من البشر هي التي تعيش بيننا؟

هناك انفصام نعيش معه يوميًا، من هؤلاء الأشباح الذين نتعامل معهم يوميًا. هذه قصة مواطن يعود إلى أرض الوطن بتحويشة العمر، كما يقولون، ليبدأ رحلة النهاية في أرض الوطن. فهو عاش الغربة، وأخذت منه وأعطته، ويريد نهاية سعيدة، فيقع بين براثن مواطن لا يرحم، يعمل في القطاع العام، وتبدأ رحلة المعاناة التي تنتهي بخسارة المشروع وتحويشة العمر، والعودة إلى الصفر المطلق.

وهنا يخبرني أحدهم بأنه عاد بالسيارة التي لم يعد يملك غيرها، بعد أن خسر قرابة ربع مليون دينار. ربما الخطأ هنا ليس خطأ موظف عطّل المعاملة في أحد البلديات أو الوزارات، أو تشجيع الاستثمار، أو وزارة الصناعة والتجارة، وربما هو أخطأ التقدير أو حساب الجدوى، أو تحديات المشروع التنظيمية والقانونية والمالية والتسويقية والبيروقراطية. ولكن ما هي النتيجة؟

قصص كثيرة مختلفة؛ فصاحبنا هنا علق في البيروقراطية من جهة، ودراسة الواقع والتسويق من جهة أخرى. ولكن إذا غابت الوزارات المتعددة المسؤولة عن القصة، فلماذا تغييب غرف التجارة والصناعة والجمعيات والهيئات التي تملأ الفراغ بكل المسميات التي توحي بالحرفية والتقنية والتطور والحضارة، عن تقديم يد المساعدة لهؤلاء؟

سيعود هذا بقصة يرويها لأبناء الوطن المغتربين في الخارج، عن وطن يأكل الأخضر واليابس، ولا يرحم، ولا يُبقي، ولا يذر. وعندها ستجد أن قصصًا كهذه عن مصانع وشركات ومشاريع ومحاولات فاشلة تنتشر بين المغتربين في الخارج، وعندها يصبح لدينا كافكا ودوستويفسكي في كل تجمع لأبنائنا خارج الوطن. وعندها تجد أن استثمارات المغتربين تنتشر في كل أرض إلا أرض الوطن؛ يأكلها التضخم في جهة، والبورصات في جهة، والأنظمة والقوانين في جهة أخرى، لأنهم يخافون من العودة إلى أرض الوطن.

من السبب هنا؟ هل هو ذلك الذي كان يملك المفتاح ولكنه، لسبب ما، تقاعس عن القيام بواجبه؟ هل هو صاحب القرار الذي جبن عن اتخاذ قرار صائب لخوف، أو ضَعَة نفس، أو حسد؟ لكن من الخاسر هنا؟ هل لأجل ذلك تتباطأ العجلة الاقتصادية، ولا نجد وظائف، ولا تُفتح أمامنا مجالات جديدة؟ هل نحن السبب؟

لماذا هناك فئة تتفنن في تعطيل كل مركب، وتسعى لتشويه كل صورة جميلة، وتسعى بكل السبل لإحباط أي نجاح؟ هل هي شبكة الوعي الجمعي المتفلّتة من الرقابة والآخر والصواب والمقبول والأخلاق والدين؟ هل هناك لعنة أو سحر خارجي يسيطر علينا؟ من يفرض بقوة رأيه في شوارعنا، ومن يبيع ويشتري، ومن يخدع ويغش ويسرق، أو يسكت عن سارق وممتنع ومحتال، ومن يضع عصا في كل عجلة دائرة؟ هل هو الآخر أم أنا؟

البعض يظن أن العقوبة في حديث عدم إنكار المنكر والسكوت عليه صاعقة أو عذاب يهبط علينا من السماء، ولكني أجد ما نحن فيه هو عقوبة في الحقيقة. عندما تغيب الأخلاق، ويغيب العقل الجمعي الذي يحافظ عليها، عندها فقد عَمَّتنا العقوبة. فهذا يأكل مال هذا وجهده، وذاك لا يستطيع أن يقوم بأي عمل يعود عليه وعلى الآخرين بالفائدة، وصاحب الفكرة يخشى صاحب المال، وصاحب المال يخشى من الزبائن، والبائع خائف، والمشتري خائف، والكل في ضَنك صنعناه بأيدينا.

ابراهيم ابو حويله ...