شريط الأخبار
مركز الملك عبدالله الثاني للتميز يختتم ورشة "مقيِّم معتمد" بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) إعلان القائمة الأولية للمنتخب الوطني ت23 لمواجهتي البحرين وديا والتصفيات الآسيوية العماوي يعلن ترشحه لرئاسة مجلس النواب من أوائل الثانوية بمحافظة شمال سيناء.. وفاة الطالبة شروق المسلماني وزارة المياه تضبط مصنعا يعتدي على خط ناقل في المفرق قبل تناول أدوية السكر.. تعرف على الأطعمة التي ترفع الغلوكوز! كيف يسلب مرض الزهايمر حاسة الشم؟ «نبتة خضراء» زهيدة الثمن تقلّص مخاطر السرطان والضغط رخيصة الثمن.. الكشف عن نبته خضراء تحمي من السرطان وأمراض القلب بمناسبة موسم العنب.. الفاكهة الخارقة لصحة قلبك ودماغك! الامانة تنظم زيارةأعضاء المجلس البلدي السابع للأطفال الى مجلس الأمة إعلان قائمة النشامى لوديتي روسيا والدومينيكان أسباب صرير الأسنان طبيبة توضح سبب الصداع الشديد أثناء الليل سماوي: مهرجان الفحيص يجمع الثقافة والفن لتسليط الضوء على الهوية الأردنية بالأسماء .. صدور نتائج المقبولين في المكرمة الملكية لأبناء المتقاعدين العسكريين ريال مدريد ضيفا ثقيلا على ريال أوفييدو في الدوري الإسباني.. الموعد والقنوات الناقلة والتشكيل المتوقع الجيش ينعى عدوان العدوان 39 لاعبة يشاركن في بطولة المصارعة للسيدات البنك الدولي يقدّم 4 ملايين دولار لدعم برنامج التغذية المدرسية في الأردن

الدكتور فرج يكتب: المكنسة "اللمامة" والطريد الحكاية التي لا تقال

الدكتور فرح يكتب: المكنسة اللمامة والطريد الحكاية التي لا تقال
القلعة نيوز- بقلم الدكتور محمد نصرالله فرج
في قلب شركة في إحدى دول أمريكا الجنوبية، وعن أحد أقربائي،
كان هناك موظف غريب الأطوار، يعرف بـ"المكنسة".
لم يكن بارزا ولا محبوبا، لكنه كان حاضرا في كل مكان.
يتسلل بصمت، لا يلاحظ، يمسح الأرض من الكلام، ويجمع ما يقال وما لا يقال،
لا يميز بين فتات الحقيقة ونشارة الكذب كل شيء يخبأ في كيسه الأسود.
يبدو نظيفا في حضوره، أنيقا في حديثه، يبتسم لمن حوله ويتظاهر بالود.
لكن داخله كان شيئا آخر
قلب مكدس بالحقد، حتى على أقرب الناس إليه.
لا يشبع، وإن دخل عليه المال من كل باب.
يعمل هنا وهناك ، ويبحث عن المزيد، وكأن فراغه لا يملؤه شيء.
لم يكن المسؤولون في الشركة يعلمون أن "المكنسة"
الذي يبدو مسالما، كان في كل مكان عمل فيه يترك خلفه فتنة.
يتقن التمثيل، ويتلون مع المواقف، يبتسم في وجه
الجميع، ثم يطعن من الخلف بهدوء.
يزرع الشكوك، يغذي الخلافات،
ويقدم نفسه دائما كصاحب فضل، بينما هو يحفر للجميع خنادق الهلاك.
لا يتردد في تدمير صديق، إشاعة كذبة، أو التضحية بسمعة زميل ، فقط ليصل إلى أهدافه
الخبيثة.
وكان "المكنسة" أيضا يعاني من عقدة دفينة، جهله كان كابوسا
يطارده في كل مكان.
يرى في أصحاب الشهادات تهديدا لصورته الزائفة.
يغار من كل من يحمل علما، ويضيق صدره بأي إنجاز لا يملكه.
لا يحتمل أن يرى زميلا يتقدم، أو يشاد به،
فيسعى بخبثه المعتاد إلى تشويهه، تارة بالسخرية، وتارة بنشر الإشاعات، وكأن نجاح
الآخرين يفضحه ويعري نقصه.
وفي زاوية أخرى، كان يعيش "الطريد" موظف سابق لفظته
الشركة ذات صباح، لكنه لم يغادرها أبدا من داخله.
خرج بجراحه، وغضبه، وبقايا كرامة مكسورة، وراح يبني
روايته الخاصة، رواية لا تنقصها التفاصيل، لكنها تفتقر للصدق.
كل مساء، يلتقي "المكنسة" بـ"الطريد" في الظل.
يفرغ أمامه ما التقطه طوال اليوم.
همسة، غلطة، تلميح، أو حتى كذبة لا صاحب لها.
فيأخذها "الطريد"، يجملها، يلونها، ينفخ فيها من ألمه،
ثم يخرج بها إلى الناس، يرويها كنبوءة، وكأنه وحده من يعرف الحقيقة.

وهكذا، كانت الحكاية تمر بثلاث مراحل.
تكنس من الزوايا،
تفلتر بالغل،
ثم تباع على أنها يقين.
لم تكن الشركة تعرف أن أخطر
أسرارها لا تسرب عبر الحواسيب، بل عبر كيس
أسود يحمله موظف عادي،
وصوت حاقد يروي القصص على طريقته.
"المكنسة" لا تتكلم
و"الطريد" لا يسكت
والكذب بينهما كان دائما يبدو صادقا.