
اسعد بني عطا
تداول الاعلام الاسرائيلي وقنوات التلفزة العبرية خبر وثيقة سرية داخلية للجيش « الاكثر إنسانية والذي لا يقهر « اقرت بفشل عملية ( عربات جدعون ) في غزة، مشيرة إلى أن الوثيقة تقر بأن أهداف العملية بإخضاع حماس، وإعادة الأسرى لم تتحقق بسبب عدم ملاءمة العمليات لأسلوب قتال حركة حماس، وكشفت وسائل الإعلام ذاتها عن ارتفاع معدلات الانتحار بصفوف الجيش والقتلى الذي تجاوز (900) جندي، وتلقي ما يزيد على (10) آلاف جندي آخرين العلاج من ردود الفعل العقلية واضطراب ما بعد الصدمة.
-من جهة اخرى ارتفعت اصوات المعارضة في الكنيست والتي تنتقد حرب ( نتنياهو ) على القطاع، حيث أكد ( عميت هليفي / عضو الكنيست عن حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو نفسه ) بأنه لا يمكن للحرب أن تستمر لعامين دون ان يتمكن الجيش من السيطرة على ارض مساحتها (50 ) كم2، كما أكد بعض اعضاء الكنيست بان قرار العديد من دول الاتحاد الأوروبي الاعتراف بفلسطين وفرض عقوبات على اسرائيل هو نتيجة مباشرة لفشل سياسات نتنياهو.
-قاد هذا الامر حكومة اليمين الاسرائيلي لاستدعاء (60 ) ألف جندي احتياط استعداداً لمواصلة العمليات في غزة، وأعلن الجيش إخراج مدينة غزة من الهدن اليومية واعتبارها منطقة قتال خطرة وخطوة تمهيدية للعملية العسكرية، كما أكد ( رئيس الأركان إيال زامير ) مواصلة عمليات الجيش لإعادة جميع الأسرى « أحياء أو أموات «، وتوعّد بالوصول إلى جميع قادة حركة حماس في الخارج، مؤكداً أن الجيش يعمل بشكل هجومي وزمام المبادرة بيده في جميع الساحات، وإمعانا بالتصعيد، قرر ( وزير الأمن القومي / إيتمار بن غفير ) منح (100) ألف مستوطن في الضفة الغربية رخصا بحمل السلاح.
-في نداء موجه للرئيس الامريكي، طالب اكثر من (600) من اعضاء حركة ( قادة من أجل أمن إسرائيل ) وتضم : رؤساء أركان سابقين، مسؤولين بأجهزة الموساد والشاباك والأمن العام إلى جانب دبلوماسيين سابقين بالتحرك الفوري لإنهاء الحرب، وأعربوا عن دهشتهم وخيبة أملهم من رفض الحكومة الإسرائيلية التخطيط لليوم التالي، مؤكدين أن حماس لم تعد تمثل تهديدا إستراتيجيا كما كان يُعتقد سابقا، فيما جاء رد الرئيس الامريكي أن : « حرب غزة تضر بإسرائيل ما سيضطرها لإنهائها، خاصة وأنها قد تربح الحرب، لكنها لا تكسب نفوذا في عالم العلاقات العامة وهذا يضر بها «، تلا ذلك تسريبات صحفية بأن نتنياهو يدرس تقصير امد الحرب في غزة خشية فقدان الدعم الأميركي.
-رسالة نتنياهو بتقصير امد الحرب كما جرت العادة خلال العدوان على قطاع غزة، تشي بان الحكومة اليمينية تحضر لعملية كبيرة لا تستهدف قيادة حماس بالخارج فحسب، بل تمتد الى كافة الاسماء المتوفرة في بنك الاهداف الاسرائيلي لما يسمى « خط الممانعة « في المنطقة من باب رفع شعبية « نتنياهو المخلّص « الذي أرسلته العناية الإلهية لغايات « دينية نبيلة « حسبما يرى، وهو ما يدعو دول المنطقة للحذر والاستعداد لمزيد من التوتر والتصعيد.