شريط الأخبار
لابيد: التقارير حول مقترح مصر إنشاء قوة عربية يُمثل ضربة موجعة بعد ضربات أخرى الوزيرة المسند : القوافل الإغاثية القطرية الأردنية تواصل عبورها إلى ‎سوريا نتنياهو: "التخلص" من قادة حماس سيُزيل العقبة الرئيسية أمام إنهاء الحرب هاليفي يكشف إحصائية مرعبة لضحايا غزة منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين: نتنياهو "عقبة" أمام إنهاء حرب غزة الخيرية الهاشمية : 8664 شاحنة مساعدات أردنية دخلت غزة رغم المعيقات وسائل اعلام اردنية ... أمير قطر الشيخ تميم يزور الأردن نهاية الاسبوع الحالي روبيو: الاختلاف بشأن الهجوم على قطر "لن يغير" الدعم الأميركي لإسرائيل برعاية الأميرة ريم علي ... انطلاق الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان الفيلم الأوروبي الأمير فيصل يُشارك في فعالية "سباق المرح” للترويج لدورة الألعاب الآسيوية الأردن يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف جنودا في باكستان اتفاق اردني تركي بتكثيف الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري وزير الزراعة يتفقد مكتب التسويق الزراعي بسوق عمان المركزي المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية وزير الطاقة يفتتح محطة تحويل ومركز خدمات لتعزيز الشبكة الكهربائية قمة عربية وإسلامية الاثنين لإدانة العدوان الإسرائيلي على الدوحة وزارة الثقافة تشارك في حملة النظافة الشاملة التي نظمتها وزارة البيئة مصر تبحث مع دول عربية وإسلامية سبل الرد على إسرائيل وعد انتخابي صادم: مرشح عمدة نيويورك يتوعد باعتقال نتنياهو إذا دخل المدينة وزير الإدارة المحلية يتفقد بلديات جرش وباب عمان والعيون والشفا

الرواشدة يكتب : "أجندتان" تتصارعان على بلدنا، الحذر واجب ‏

الرواشدة يكتب : أجندتان تتصارعان على بلدنا، الحذر واجب ‏
حسين الرواشدة
‏أرجو أن لا نقع في" الفخ"، ثمة أجندتان تتصارعان على بلدنا ، وتدفعان باتجاه توريطه في حرب لا يريدها ، أجندة يتبناها نتنياهو وحكومته ، ملامحها وأهدافها أصبحت معروفة ، تبحث عن ذريعة ، أي ذريعة، لتنفيذ مخططاتها بأقل كلفة سياسية، وأجندة أخرى يُروّج لها بعض الذين يحاولون أن يضعوا الأردن لغماً جاهزاً للانفجار ، وضحية منذورة للإنتحار بالنيابة عن الأمة ؛ الطرفان - وإن تعارضت أهدافهما- يلتقيان أمام قناة تصريف واحدة ، عنوانها "الحل على حساب الأردن "، الطرف الأول يرتدي قفازات فائض القوة ، فيما يرتدي الآخر فزّاعات التخويف من هذه القوة.
‏فرقٌ كبير بين أن نتصرف بهدوء وعقلانية، ونحسب حساب كل خطوة نخطوها، أو تصريح نُطلقه، ونضع بلدنا على سكة الجهوزية الكاملة، والاستعداد لأي أخطار تهدد أمننا ومصالحنا، وبين أن ندبّ الصوت ونتصرف بانفعالية ونقفز في فضاء الرغبات ، ونُلهب مشاعر الجمهور بالخطابات ، أو نتحرك بناءً على ما يطلبه الجمهور المتعطش للبطولات .
‏فرقٌ كبير ،أيضاً، بين أن يكون لنا أجندة أردنية نضبطها على ساعة استنفار كل جهد وطني، واستثمار كل حركة سياسية وعلاقات إقليمية ودولية ، وعلى حسابات دقيقة للإمكانيات والخيارات والاضطرارات ، من اجل حماية الأردن وضمان سلامته ، وبين أن تأخذنا أجندة الجنون التي نسمع صدى أصواتها وأفعالها تتردد حولنا إلى المجهول ، أو أن تستفزنا لإعطاء الآخرين فرصة لتسديد فواتيرهم على حسابنا.
‏لقد انكشفت أمامنا ، خلال العامين الماضيين، أكثر من خديعة استندت إليها إسرائيل في تنفيذ مشروعها، بدءاً من تصفية القضية الفلسطينية وانتهاء بإخضاع المنطقة وأعاده تشكيلها من جديد، لا يجوز أن نصنع لإسرائيل جداراً يمكن أن تستند إليه لتمرير خديعة جديدة ضدنا، نحن دولة تعتبر مرجعية للاعتدال ، وتحظى باحترام العالم ، لا تمارس الغموض السياسي، ولا تلعب على المتناقضات ، ولا يوجد لديها ميليشيات تهدد أحداً، لم نعتدِ على أحد، ولا نسمح لأحد أن يعتدي علينا، نحن دولة لا تخاف ، لكنها لا تغامر بمستقبلها أيضاً.
‏ نعم ، نحتاج إلى "التصعيد السياسي" المحسوب لمواجهة ممارسات الكيان المحتل ضد مصالحنا الوطنية، هذا ضروري ومهم، لكن في موازاة ذلك نحتاج إلى أرض صلبة نضع عليها أقدامنا ، نحتاج إلى تدابير احترازية وعملية تُجنبنا الوقوع في أفخاخ التهجير ، ومصائد الأدوار التي لا تصب في مصالحنا ، نحتاج إلى إستدارة حقيقية للداخل تجعل جبهتنا أصلب، واقتصادنا أقوى ، ومعنوياتنا أعلى، ورجالات الدولة حاضرين في المشهد ، نحتاج إلى تصعيد يضعنا مع اشقائنا في مركب واحد ، ولا يتركنا وحدنا في "بوز المدفع".
‏نحن ،في الأردن ، مسؤولون عن حماية بلدنا والدفاع عن وجوده وحدوده، كل مسؤول أردني أقسم على ذلك، واجبنا الديني والعروبي أن نساعد أشقاءنا ونقف إلى جانبهم ونتضامن معهم، لنا عدوّ واحد هو إسرائيل ، لا نشعر أننا ضعفاء أمامه، نتعامل معه بمنطق الدولة ، ومستعدون لمواجهته ، سياسياً وعسكرياً ، حالما فكر بالاعتداء علينا.
‏من حقنا ، في هذه المرحلة الخطرة التي سقطت فيها بعض العواصم، وانتُهكت فيها المواثيق الدولية والإنسانية ، وانتهى النظام الرسمي العربي ، أن نبحث عن طوق نجاة ، أن نُحصّن أنفسنا بأجندة وطنية عنوانها الأردن أولاً، لقد دفعنا -عبر تاريخنا - أثماناً باهظة بسبب الانجرار وراء أجندات أخرى رفعت لافتة العروبة وقضاياها، او بدافع الخوف من الاتهامات التي كانت توزع على الصحف والإذاعات ، حان الآن أن نتعلم مما حدث ، وأن نتحرك وفق بوصلتنا الوطنية ، وعلى توقيت ساعتنا ، وبما يصبّ في الحفاظ على الدولة الأردنية.