
صالح السقار يكتب : رسائل جلالة الملك واضحة وسيادة الأمة فوق كل الاعتبارات
القلعة نيوز:
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة لم يكن خطابًا عابرًا بل كان إعلان موقفٍ حازم يعكس وضوح الرؤية وصلابة المبدأ. لقد رسم جلالته أمام الأشقاء العرب والمسلمين صورة دقيقة لحجم التحدي الذي تمثله السياسات الإسرائيلية المتطرفة وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الأمة في مواجهتها.
أكد جلالته أن أمن قطر من أمننا، واستقرارها من استقرارنا ودعمنا لها مطلق. هذه العبارة وحدها تختصر فلسفة السياسة الأردنية؛ سياسة قائمة على نصرة الحق والوقوف إلى جانب الأشقاء بلا تردد. إنه موقف يبرهن أن الأردن لا يعرف الحياد عندما يتعلق الأمر بسيادة دولة عربية أو كرامتها الوطنية.
في لحظة يختبئ فيها كثيرون خلف لغة الدبلوماسية الرمادية سمّى جلالته الأشياء بأسمائها: إسرائيل تمادت في الضفة الغربية تهدد لبنان وسوريا وتعتدي على سيادة قطر. هذا التوصيف المباشر ليس مجرد كشف للواقع بل هو تحذير صريح بأن التهديد الإسرائيلي عابر للحدود وأن صمته المجتمع الدولي هو ما جعل هذه الحكومة المتطرفة فوق القانون.
الملك لم يكتفِ بالتنديد بل دعا الأمة لمراجعة أدوات عملها المشترك والخروج بقرارات عملية وفاعلة. هنا يكمن جوهر الزعامة؛ قيادة لا تكتفي بالكلام بل تحث على الفعل وتطالب بترجمة الغضب إلى خطوات تحفظ الكرامة وتردع العدوان.
إن ما ميّز خطاب جلالة الملك في قمة الدوحة أنه أعاد التذكير بأن الأردن رغم محدودية موارده يقف دومًا في الصف الأول دفاعًا عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية. لقد تحدث جلالته بلسان الأمة لا بلسان دولة واحدة معبرًا عن وجعها ومصيرها المشترك.
يمكن القول إن كلمة جلالة الملك لم تكن مجرد موقف سياسي بل كانت بيان زعامة يضع الأردن في مكانه الطبيعي: في طليعة الدفاع عن الحق العربي والإسلامي وصوتًا واضحًا لا يلين في وجه العدوان والهيمنة. لقد برهن عبدالله الثاني مرة أخرى أن القائد الحق هو من يصدح بالحقيقة في زمن الصمت ويمد للأمة بوصلة النجاة وسط عواصف التحديات.
حفظ الله الأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة لتبقى صوتًا قويًا للأمة ودرعًا متينًا في وجه كل عدوان.