
(صفحات الكراهية والتضليل الإلكتروني)
المحرر الصحفي
محمد الفايز
بين الحرية والمسؤولية، وعي يحمي وجهل يهدم،
فلا تكن وقودًا لحربهم الخفية، "صفحات الهدم الإلكتروني" جيش إلكتروني موجه للعالم والمجتمعات العربية، يستهدف قيمهم، فهو هدف احتلال ص ه ي وني، هذه ليست كلمات عابرة، بل نداء لكل عقلٍ وقلبٍ، نحن في زمن اصبح فيه الهاتف أقوى من المدفع، والكلمة قد تهدم ما لا تهدمه القنابل، فالتكنولوجيا منحتنا فوائد لا تُحصى، تواصل أسرع، ومعرفة متاحة، وفرص بلا حدود، ولكن خلف هذه الإيجابيات، هناك من يزرع السم في العسل، ويستغل المنصات ليقود حربًا صامتة على قيمنا وأسرنا ومجتمعنا.
صفحات وهمية، تُدار بأيدٍ خفية، تنشر مواضيع ظاهرها عادي وباطنها موجه، استهزاء بالأوطان، عقوق الوالدين، إسقاط على المعلمين والكبار، تشويه لصورة الأسرة، وإيحاءات تضرب الدين والكرامة، بعضها صريح، وبعضها مبطن بين السطور، الهدف واضح، تفكيك المجتمع وضرب ثوابته، فهي معركة فكرية وأخلاقية.
أيها الأحبة لا تنخدعوا، فالحل الأبسط لا تعلق ولا تشارك، بل واجه مسؤوليتك، بلّغ عن المحتوى السيئ، واحمِ نفسك ومن حولك، فالحكمة أقدم من التكنولوجيا، فقد قال (هانا أرندت، الشر لا يولد دائمًا من وحشية عظيمة، بل من "تفاهة” صغيرة تتكرر حتى تهدم المجتمع)، فالمجتمع ليس جدرانًا ولا مؤسسات فقط، بل هو قلوبنا وعقولنا، كل واحد منا خط دفاع، التكنولوجيا لن تهزمنا إن تحلّينا بالوعي، لنجعلها أداة بناء لا وسيلة هدم، وكما قال (فرانسيس بيكون،المعرفة قوة)، فلنستخدم قوتنا لحماية أوطاننا وقيمنا، لا لفتح الأبواب لأعدائنا.