شريط الأخبار
فرنسا تدين اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى وتؤكد أهمية الوضع التاريخي القائم غارة جوية إسرائيلية مميتة على العاصمة اليمنية إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق العميد الرشيد: يؤكد انخفضت وفيات الحوادث بعد إقرار قانون السير انقسام مجتمعي وسياسي عراقي حول زيارة الوفد الأمني إلى دمشق إعلام إسرائيلي: نتنياهو يمنع صفقة متكاملة وحماس لم تغير شروطها الأردن يدين بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان في غزة السعودية تدعم موازنة الحكومة اليمنية بـ500 مليون دولار يحملون جوازات مزورة .. الأمن اللبناني يضبط أفراد من عائلة الأسد صحيفة: إسرائيل تواصلت مع الأسد عبر واتساب لإبرام صفقة إجلاء موظف أممي إلى الأردن إثر إصابته بضربة إسرائيلية في اليمن تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال هنية في إيران الأردن ومصر يتفقان على إزالة المعيقات أمام حركة الاستيراد والتصدير محافظ دمشق: لا نسعى للتدخل في أي أمر يهدد أمن إسرائيل الملك يؤكد لـ ماكرون دعم الأردن لسوريا في بناء دولة حرة مستقلة استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني وتوقف الملاحة فيه "الافتاء": المساعدات المقدمة الى غزة الاسبوع الماضي تجاوزت الـ 2 مليون دينار ثلاث غارات إسرائيلية على البقاع اللبناني غدا السبت دوام لمديريات الضريبة وتمديد دوام الثلاثاء المقبل 9 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين في غزة

الرضيعــة هـنـاء تفـارق حـيـاةً أمضتهــا في عراء الأغوار

الرضيعــة هـنـاء تفـارق حـيـاةً أمضتهــا في عراء الأغوار

القلعة نيوز : لن تتمكن الطفلة هيام ناجح كعابنة (14 عاما)، بعد اليوم من الاعتناء بشقيقتها الصغرى الرضيعة هناء التي كان الموت لها بالمرصاد عندما كانت عائلتها تشق طريقها نحو المجهول وهي تحاول عبثا البحث عن مسكن جديد عله يكون أكثر أمانا من ذلك الذي لجأت إليه في خربة الحديدية المهددة بالتهجير من سلطات الاحتلال في الأغوار الشمالية، قادمة من منطقة الجفتلك بالأغوار الوسطى، وكان هو الآخر هدفاً للهدم والتدمير من جيش الاحتلال، خلال الشهر الماضي.
وحسب تقرير محمد بلاص في «الايام» ، بدأت حكاية المواطن كعابنة مع الاحتلال، قبل عدة سنوات عندما هدم الاحتلال بيته لأكثر من مرة في منطقة تل الصمادي بالجفتلك، ثم انتقل إلى الأغوار الشمالية لتبدأ حكاية أخرى من الهدم والترحيل، فترك أبناءه في العراء، دون مأوى، بمن فيهم الطفلة هناء التي رأت من العذاب والقهر ما رأت خلال الشهور الثلاثة الأولى من عمرها حتى رحلت عن هذه الدنيا الاسبوع الماضي جراء حادث سير مع إحدى مركبات المستوطنين في رحلة أبيها من أغوار طوباس إلى الجفتلك من جديد.
« هدم الاحتلال مساكن عائلتها في الحديدية وألقى بها جيش الاحتلال في العراء وتحت أشعة الشمس..توجهت إليها بكاميرتي، كانت كالملاك وهي التي لا تعرف الوداع ولا الاستقبال، وتركتها بجانب ظل برميل مياه حيث كان الجنود ينظرون إليها بلا شفقه ولا رحمة»..بهذه الكلمات تحدث الناشط الحقوقي عارف دراغمة الذي يوثق اعتداءات الاحتلال في الأغوار، عن واقع حياة عائلة كعابنة.
ومضى دراغمة: «هربا من جنازير الجرافات التي كانت لا تلبث حتى تعود لتغرس أنيابها في مساكن عائلة كعابنة، قرر الجد والوالد الانتقال إلى مكان آخر اعتقادا أنه أكثر أمنا لعائلتهما من اعتداءات جيش الاحتلال الذي هدم بيت زواج والد هناء الأول في الجفتلك، فوقع الاختيار على خربة الحديدية، إلا أن الاحتلال لاحق العائلة هناك قبل أقل من شهر فهدم مساكنها بذريعة بنائها في منطقة عسكرية مغلقة، جمعت العائلة ما تبقى من ركام مساكنها المهدمة، وانطلقت إلى المجهول بحثا عن مكان آخر للسكن، وهي في الطريق وقع حادث سير مأساوي أدى إلى وفاة الرضيعة هناء وإصابة والدتها وأربعة من أفرادها أسرتها ممن وصفت إصابات معظمهم بأنها بالغة الخطورة.
واستخدمت سلطات الاحتلال، طائرة مروحية لنقل بعض المصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر لتلقي العلاج، فيما تم نقل من تبقى بسيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر في طوباس وإسعاف مركز صحة الجفتلك إلى مستشفيات مدينة نابلس لاستكمال العلاج، بينما تم نقل جثة الطفلة إلى المستشفى الحكومي التركي في مدينة طوباس.
ووقع حادث السير على مقربة من حاجز «الحمرا» الإسرائيلي في الأغوار الوسطى بين مركبة تعود لأحد المستوطنين والجرار الزراعي الذي كان يقل أفراد عائلة كعابنة.
وكانت هيام الشقيقة الكبرى للرضيعة المتوفاة هناء، من بين المصابين إلى جانب والدتها التي كان همها الأول والأخير البحث عن مسكن أكثر أمنا لعائلتها، بعدما كان مسكنها الأخير في خربة الحديدية هدفا للتدمير من جرافات الاحتلال الذي ألقى بتلك العائلة إلى العراء في ظل الأجواء الحارة التي تجتاح البلاد وتشتد في المنطقة الغورية، في عملية هدم تعتبر الثانية من نوعها والتي استهدفت من خلالها سلطات الاحتلال خيام ومساكن العائلات البدوية في تلك الخربة خلال أقل من شهر.
وأظهرت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، آثار الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال في خربة الحديدية بعد تفكيك ومصادرة خيام سكانية وحظائر للأغنام في تلك الخربة التي تعتبر جزءا من منطقة المالح والمضارب البدوية وتقع إلى الشرق من مدينة طوباس على بعد 33 كم منها، ويعيش فيها 183 نسمة يعتمدون في معيشتهم على الزراعة والرعي.
وكان من بين تلك الصور، صورة الطفلة هيام وهي تحاول استخدام جسدها الضعيف لحجب أشعة الشمس عن شقيقتها الرضيعة هناء، بعد أن فقدت العائلة مأواها جراء الاعتداء الإسرائيلي الأخير.
وتعتبر الحديدية واحدة من الخرب المنتشرة في الأغوار الشمالية، ويحيط بها معسكرا جيش الاحتلال «حمدات» و»سمرة»، ومستوطنة «روعي» من الجنوب، ودمرها الاحتلال بعد احتلاله للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس في الرابع من حزيران العام 1967، حيث طرد أهلها منها، وتقطنها اليوم عشرات العائلات البدوية التي تعتمد في مصدر عيشها على تربية المواشي والزراعة.
وشكلت منشآت تلك الخربة على مدار سنوات طويلة هدفا للهدم والتدمير من سلطات الاحتلال، في إطار سياسة الاحتلال المنظمة والهادفة إلى إفراغ منطقة الأغوار من أصحابها الشرعيين وتحويلها لصالح المستوطنين.
«الأيام»