شريط الأخبار
أجواء لطيفة الأربعاء والخميس وكتلة حارة تؤثر على المملكة الجمعة صاروخ يمني ثالث يستهدف إسرائيل خلال 24 ساعة ارتفاع التداول العقاري في الأردن 4% للثلث الأول من العام الحالي لتسجل ملياري دينار بعد أحداث الكلاسيكو.. برشلونة مهدد بعقوبات مرصد الزلازل: الأردن لم يسجل أي زلزال فجر الأربعاء كتلة حارة تؤثر على الاردن اعتباراً من الجمعة الجيش الأردني : سقوط صاروخ مجهول المصدر في منطقة صحراوية بمحافظة معان الرواشدة يزور بلدية الشوبك ويؤكد البلديات تقوم بدور مهم في التنمية الثقافية المستدامة الهميسات يطالب بالتحقيق في تعيينات القيادات الحكومية الأردن يرحب بإعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا ترامب: محمد بن سلمان رجل عظيم .. ومستقبل المنطقة يبدأ من الرياض ترامب: سأوقف العقوبات ضد سوريا الرواشدة : حفل غني بالمفردات الثقافية والفنية الوطنية للواء الشوبك مدينة الثقافة الأردنية السعودية.. محرز يعلق على لقائه بالأمير محمد بن سلمان بوتين: يجب التعامل بإنسانية مع الشركات الأجنبية التي أرغمت على الانسحاب من روسيا بريطانيا.. مطالبات برلمانية بمحاكمة عناصر "داعش" العائدين موعد مواجهة مصر ضد المغرب في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب والقناة الناقلة ارتفاع احتياطيات روسيا الدولية بنحو 33 مليار دولار في شهر واحد "أسوشيتد برس" نقلا عن البيت الأبيض: الرئيس ترامب يلتقي نظيره السوري الشرع غدا الأربعاء ريال مدريد يواجه مايوركا بحضور ثنائي مغربي وغياب 9 لاعبين بارزين

سجن التميز.. كيف تنشئ طفلا معقدا دون أن تشعر؟

سجن التميز.. كيف تنشئ طفلا معقدا دون أن تشعر؟

القلعة نيوز:

اعتاد الآباء على أساليب المقارنة بين الأطفال كوسيلة لتحفيزهم على الوصول إلى مستويات الكمال، حتى تحولت إلى روتين يومي يتكرر في مواقف مختلفة، كأن يقولوا "شقيقك أذكى منك”، و”أختك أكثر تهذيبا”، ظنا منهم أن المقارنة ستؤتي ثمارها في تحفيز الطفل وتشجيعه على التميز.

لا تقتصر قائمة المقارنات بين الأبناء على ذلك فحسب، وإنما تتسع في عالم المدرسة لمستويات أخرى تتعلق بالتحصيل الدراسي، ويصبح الأمر سباقا تنافسيا غير متكافئ الفرص، البعض ينجح في التميز بحسب معايير المدرسة، والبعض الآخر لا يمكنه اللحاق بركب المتفوقين ويتولد داخله شعور الإحباط والاستسلام.

سجن التميز للأطفال
تقول الاستشارية النفسية سحر طلعت كما جاء في تقرير للجزيرة نت "هذه بعض أشكال المقارنات السائدة في مجتمعاتنا، ليست الوحيدة، ولكن السمة الغالبة فيها أنها تميز لصالح طفل ضد طفل آخر. إما بسبب بعض السلوكيات أو بعض المقومات الجسدية، وكثر الحديث عن خطورة وضرر التميز السلبي على نفسية الطفل، وكيف أنه يهز ثقته بنفسه ويدمر إحساسه بقيمته”.

وأضافت طلعت "لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يقع الضرر على الطفل الأضعف فقط، وماذا عن الطفل المثالي المقارَن به، ذلك الطفل الذي نصفه بالمهذب والذكي المطيع والأجمل والخفيض الصوت؟ وماذا عن الطفلة الجميلة ذات الشعر الناعم والبشرة الفاتحة، وماذا عن الأطفال التي كانت المقارنة دوما لصالحهم؟ هل نتيجة هذه المقارنات إيجابية عليهم أم أن لها أيضا أضرارها على من وصفوا بالمميزين؟”.

تجيب طلعت "إن هذه المقارنات لا تضر فقط الطفل الذي تعرض للمقارنة السلبية ولكنها أيضا تضر الطفل الذي تعرض للمقارنة الإيجابية أيضا”.

وتابعت أن الطفل الذي تعرض للتمييز الإيجابي اعتاد أن يكون في منزلة ومكانة أعلى من أقرانه، فإذا كان الأهل ومجتمع المدرسة الصغير حققوا له هذه المكانة، فإن تحقيق نفس المكانة في الحياة أمر شبه مستحيل، إذ لا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكن أن يكون مميزا طوال الوقت في كل ما يقوم به.

ولكن طفلنا الجميل أصبح مسجونا في "سجن التميز” -أيا كان نوع هذا التميز- وهو يسعى للحصول على هذه المكانة السامية دوما، يسعى أن يكون الأميز فيما يقوم به من أعمال، والأغنى الذي يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون أو الأعلى درجات علمية.

تقول طلعت "خلال رحلة الوصول إلى هذه المكانة المثالية، تتكون الشخصيات الكمالية التي لا ترضى أبدا ولا تسعد بأي نجاح أو إنجاز تحققه لأنه ناقص، فلو كان الأول على فصله الدراسي فهو حزين لأنه لم يكن الأول على المدرسة، وقد يصل الأمر لأن يصل إلى هذا المستوى من التميز على حساب الآخرين، فيستخدم مهاراته وذكاءه في الإيقاع بالآخرين أو في التحقير من شأن إنجازاتهم أو قد ينسبها لنفسه”.

صراع القبول المشروط
أما عن تأثيرها عليه داخليا -بحسب طلعت- فإنه بات متكررا في غرف العلاج أن نجد الطفل الذي تعرض للتميز الإيجابي وصلت له رسالة قبول مشروط، "أنت مقبول لأنك مهذب أو متفوق دراسيا أو تمتلك ملامح شكلية مميزة”.

والطفل كأي إنسان بداخله كل المتناقضات، بداخله جزء مطيع وجزء متمرد، وجزء منظم ومجتهد وآخر كسول وفوضوي، وهو في أشد الاحتياج لأن يحصل على "القبول غير المشروط”، يحتاج لأن تصل إليه هذه الرسالة من والديه "نحن نقبلك بكل ما فيك، نقبل قوتك وضعفك، نقبلك كما أنت”، وهذه الرسالة هي التي ستساعد الطفل على أن يحقق الالتئام بين جميع أجزائه وأن يصل إلى التوازن والتناغم فيما بينها.

وتابعت "أما رسالة القبول المشروط فتخلق صراعا داخله يدفن الجزء التلقائي الحر المبدع، أو يدفن الجزء الغاضب، ودفنها لا يعني موتها، ولكنها تظل أجزاء من شخصيته مضطربة وقلقة، وقد تنفجر مسببة نوبات غضب مدمرة أو أشكالا من الأمراض النفسية المختلفة. وقد يعيش الطفل لا يقبل فشله وضعفه مما يجعله مهزوزا يخشى المغامرات والمواجهات، أو تجعله طفلا خانعا خاضعا، يعجز عن أن يقول لا، ويستسلم بسهولة في أبسط الأزمات ولا يستطيع أن يحمي حدوده”.

وختمت طلعت حديثها بأن المقارنات بين الأطفال تضر كل أطفالنا، وأكثر ما يحتاجه منا أطفالنا هو الحب والقبول غير المشروط، وعلى بساطة الكلمات فإن معناها ليس بسيطا. فالأهم ليس مجرد تنشئة أطفال يمتلكون صورة نموذجية دون أخطاء، فتظل حياتهم مهددة دائما بتحقيق هذا المستوى من المثالية، وإلا فقدوا مكانتهم المميزة لدى الآباء، فالأولوية دائما لتنشئة طفل سوي وليس طفلا مثاليا.