شريط الأخبار
الخرشة يكتب : وزارة الداخلية ليست الجهة التي تملك المرجعية الدينية أو الاجتماعية في مثل هذه القضية الأمم المتحدة: افتحوا جميع المعابر إلى غزة العجارمة يرد على مبادرة وزير الداخلية : كيف يطلب من السياسيين وأصحاب المناصب عدم مشاركة أقاربهم وأصدقائهم أفراحهم أو ترؤس الجاهات، فهؤلاء أبناء عشائر وعائلات أردنية إسرائيل: بدء مهلة الـ 72 ساعة لتسليم المحتجزين لدى حماس ضمن اتفاق الهدنة إسرائيل تنشر قائمة بأسماء 250 أسيرا يرتقب الإفراج عنهم ضمن اتفاق التبادل "الصحفي اليماني" لـ "وزير الداخلية" : اتركوا الناس على الأقل تفرح بفلذات اكبادها، كيفما تشاء تغييرات وتعيينات متوقعه في مواقع مهمة منها الامن العام ..قريبآ بدء مهلة الـ72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وزير الخارجية يبحث مع نظيره البرتغالي تطورات الأوضاع في غزة الأردن يرحب بتبني المجلس التنفيذي لليونسكو قرارات بالإجماع بشأن مدينة القدس وأسوارها نتنياهو: القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة .. والحرب لم تنته بعد مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان الشاب فواز أبو تايه عاجل : وزير الصحة يتواصل مع والد الشاب "سند القويدر " إسرائيل تعلن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ الليلة الأولى بدون حرب منذ عامين .. كيف قضاها الغزيون؟ منح نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية مارينا ماشادو الشيباني يصل لبنان في أول زيارة لمسؤول سوري كبير منذ سقوط الأسد عزل رئيسة البيرو .. وزعيم الكونغرس يؤدي اليمين خلفا لها المسارات السياحية في عجلون.. رافد حيوي لتنشيط السياحة الداخلية أسعار النفط تهبط وسط تراجع توترات الشرق الأوسط

سجن التميز.. كيف تنشئ طفلا معقدا دون أن تشعر؟

سجن التميز.. كيف تنشئ طفلا معقدا دون أن تشعر؟

القلعة نيوز:

اعتاد الآباء على أساليب المقارنة بين الأطفال كوسيلة لتحفيزهم على الوصول إلى مستويات الكمال، حتى تحولت إلى روتين يومي يتكرر في مواقف مختلفة، كأن يقولوا "شقيقك أذكى منك”، و”أختك أكثر تهذيبا”، ظنا منهم أن المقارنة ستؤتي ثمارها في تحفيز الطفل وتشجيعه على التميز.

لا تقتصر قائمة المقارنات بين الأبناء على ذلك فحسب، وإنما تتسع في عالم المدرسة لمستويات أخرى تتعلق بالتحصيل الدراسي، ويصبح الأمر سباقا تنافسيا غير متكافئ الفرص، البعض ينجح في التميز بحسب معايير المدرسة، والبعض الآخر لا يمكنه اللحاق بركب المتفوقين ويتولد داخله شعور الإحباط والاستسلام.

سجن التميز للأطفال
تقول الاستشارية النفسية سحر طلعت كما جاء في تقرير للجزيرة نت "هذه بعض أشكال المقارنات السائدة في مجتمعاتنا، ليست الوحيدة، ولكن السمة الغالبة فيها أنها تميز لصالح طفل ضد طفل آخر. إما بسبب بعض السلوكيات أو بعض المقومات الجسدية، وكثر الحديث عن خطورة وضرر التميز السلبي على نفسية الطفل، وكيف أنه يهز ثقته بنفسه ويدمر إحساسه بقيمته”.

وأضافت طلعت "لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يقع الضرر على الطفل الأضعف فقط، وماذا عن الطفل المثالي المقارَن به، ذلك الطفل الذي نصفه بالمهذب والذكي المطيع والأجمل والخفيض الصوت؟ وماذا عن الطفلة الجميلة ذات الشعر الناعم والبشرة الفاتحة، وماذا عن الأطفال التي كانت المقارنة دوما لصالحهم؟ هل نتيجة هذه المقارنات إيجابية عليهم أم أن لها أيضا أضرارها على من وصفوا بالمميزين؟”.

تجيب طلعت "إن هذه المقارنات لا تضر فقط الطفل الذي تعرض للمقارنة السلبية ولكنها أيضا تضر الطفل الذي تعرض للمقارنة الإيجابية أيضا”.

وتابعت أن الطفل الذي تعرض للتمييز الإيجابي اعتاد أن يكون في منزلة ومكانة أعلى من أقرانه، فإذا كان الأهل ومجتمع المدرسة الصغير حققوا له هذه المكانة، فإن تحقيق نفس المكانة في الحياة أمر شبه مستحيل، إذ لا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكن أن يكون مميزا طوال الوقت في كل ما يقوم به.

ولكن طفلنا الجميل أصبح مسجونا في "سجن التميز” -أيا كان نوع هذا التميز- وهو يسعى للحصول على هذه المكانة السامية دوما، يسعى أن يكون الأميز فيما يقوم به من أعمال، والأغنى الذي يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون أو الأعلى درجات علمية.

تقول طلعت "خلال رحلة الوصول إلى هذه المكانة المثالية، تتكون الشخصيات الكمالية التي لا ترضى أبدا ولا تسعد بأي نجاح أو إنجاز تحققه لأنه ناقص، فلو كان الأول على فصله الدراسي فهو حزين لأنه لم يكن الأول على المدرسة، وقد يصل الأمر لأن يصل إلى هذا المستوى من التميز على حساب الآخرين، فيستخدم مهاراته وذكاءه في الإيقاع بالآخرين أو في التحقير من شأن إنجازاتهم أو قد ينسبها لنفسه”.

صراع القبول المشروط
أما عن تأثيرها عليه داخليا -بحسب طلعت- فإنه بات متكررا في غرف العلاج أن نجد الطفل الذي تعرض للتميز الإيجابي وصلت له رسالة قبول مشروط، "أنت مقبول لأنك مهذب أو متفوق دراسيا أو تمتلك ملامح شكلية مميزة”.

والطفل كأي إنسان بداخله كل المتناقضات، بداخله جزء مطيع وجزء متمرد، وجزء منظم ومجتهد وآخر كسول وفوضوي، وهو في أشد الاحتياج لأن يحصل على "القبول غير المشروط”، يحتاج لأن تصل إليه هذه الرسالة من والديه "نحن نقبلك بكل ما فيك، نقبل قوتك وضعفك، نقبلك كما أنت”، وهذه الرسالة هي التي ستساعد الطفل على أن يحقق الالتئام بين جميع أجزائه وأن يصل إلى التوازن والتناغم فيما بينها.

وتابعت "أما رسالة القبول المشروط فتخلق صراعا داخله يدفن الجزء التلقائي الحر المبدع، أو يدفن الجزء الغاضب، ودفنها لا يعني موتها، ولكنها تظل أجزاء من شخصيته مضطربة وقلقة، وقد تنفجر مسببة نوبات غضب مدمرة أو أشكالا من الأمراض النفسية المختلفة. وقد يعيش الطفل لا يقبل فشله وضعفه مما يجعله مهزوزا يخشى المغامرات والمواجهات، أو تجعله طفلا خانعا خاضعا، يعجز عن أن يقول لا، ويستسلم بسهولة في أبسط الأزمات ولا يستطيع أن يحمي حدوده”.

وختمت طلعت حديثها بأن المقارنات بين الأطفال تضر كل أطفالنا، وأكثر ما يحتاجه منا أطفالنا هو الحب والقبول غير المشروط، وعلى بساطة الكلمات فإن معناها ليس بسيطا. فالأهم ليس مجرد تنشئة أطفال يمتلكون صورة نموذجية دون أخطاء، فتظل حياتهم مهددة دائما بتحقيق هذا المستوى من المثالية، وإلا فقدوا مكانتهم المميزة لدى الآباء، فالأولوية دائما لتنشئة طفل سوي وليس طفلا مثاليا.