شريط الأخبار
الخرشة يكتب : وزارة الداخلية ليست الجهة التي تملك المرجعية الدينية أو الاجتماعية في مثل هذه القضية الأمم المتحدة: افتحوا جميع المعابر إلى غزة العجارمة يرد على مبادرة وزير الداخلية : كيف يطلب من السياسيين وأصحاب المناصب عدم مشاركة أقاربهم وأصدقائهم أفراحهم أو ترؤس الجاهات، فهؤلاء أبناء عشائر وعائلات أردنية إسرائيل: بدء مهلة الـ 72 ساعة لتسليم المحتجزين لدى حماس ضمن اتفاق الهدنة إسرائيل تنشر قائمة بأسماء 250 أسيرا يرتقب الإفراج عنهم ضمن اتفاق التبادل "الصحفي اليماني" لـ "وزير الداخلية" : اتركوا الناس على الأقل تفرح بفلذات اكبادها، كيفما تشاء تغييرات وتعيينات متوقعه في مواقع مهمة منها الامن العام ..قريبآ بدء مهلة الـ72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وزير الخارجية يبحث مع نظيره البرتغالي تطورات الأوضاع في غزة الأردن يرحب بتبني المجلس التنفيذي لليونسكو قرارات بالإجماع بشأن مدينة القدس وأسوارها نتنياهو: القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة .. والحرب لم تنته بعد مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان الشاب فواز أبو تايه عاجل : وزير الصحة يتواصل مع والد الشاب "سند القويدر " إسرائيل تعلن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ الليلة الأولى بدون حرب منذ عامين .. كيف قضاها الغزيون؟ منح نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية مارينا ماشادو الشيباني يصل لبنان في أول زيارة لمسؤول سوري كبير منذ سقوط الأسد عزل رئيسة البيرو .. وزعيم الكونغرس يؤدي اليمين خلفا لها المسارات السياحية في عجلون.. رافد حيوي لتنشيط السياحة الداخلية أسعار النفط تهبط وسط تراجع توترات الشرق الأوسط

«رسائل إلى كارلا» للأمجد بن أحمد إيلاهي.. أسئلة الكتابة الجارحة

«رسائل إلى كارلا» للأمجد بن أحمد إيلاهي.. أسئلة الكتابة الجارحة
القلعة نيوز :
«رسائل إلى كارلا»، هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان للشاعر والفنان التشكيلي التونسي الأمجد بن أحمد إيلاهي.
وكارلا هي المرآة والظل الذي يناجيه الكاتب، وربما هي الوطن أو صورة الآخر، وفي كل الأحوال هي الاسم السري للوجع الذي يبثه إيلاهي في موجات الفضاء حينما تجرحه الوحدة ويحزّ قلبه الحنين والألم الذي يفرد جناحيه على مساحة البلاد العربية، والوحش الامبريالي الذي يمضغ بمسنناته عظام الناس.
ورسائل إيلاهي لا تشبه رسائل عبد الحميد الكاتب في إنشائها الثقيل لإيقاع الدواوين وبروتوكولاتها الرسمية، وصناعة بلاغة الإطناب والإطوال والإكثار، ولا تشبه رسائل غادة السمان لغسان كنفاني أو رسائل مي زيادة أو حتى رسائل سارتر لسيمون دي بوفوار، فهي ليست مراسلات متبادلة بل صوت من جهة واحدة، يتلاشى في الكون ويذوب فيه، ولا يجد جوابا.
وهي رسائل كتبت لكارلا، التي ربما رآها للحظة، أو تهيأ له ذلك، ولكنها كتبت للجمع وليس المفرد، وأرسلت إلى لا أحد، لأنها رسائل لا ترتجي إجابات، بل هي إجابات ناجزة لأسئلة جارحة ومستفزة، ولا تقل عن الرسائل استفزازا سوى المقدمة التي كتبها الشاعر والروائي التونسي سامي نصر بنصل سكين على راحة يده. ربما هو نوع من الرسائل الوجدانية التي يبثها الشاعر للغائب الموجع والوجع الحاضر فيه، يهدهد أحزانه، ويهدهد أحزاننا حينما يتشابه طعم الوجع في حلق القارئ والكاتب معا.
وفي تلك الرسائل يدوّن إيلاهي أسطورته باسم كارلا التي تتماهى مع الوطن والأم، وهو يكتب تلك الصور بحس الرسام الذي يحفر بالسكين بروح الشاعر وقلب المقاتل، وبين تلك الصفات والأسماء تتبدّى التناقضات، ليكون الواحد في صورة المتعدد بتناقضاته وتضاداته، كما يقول: «أنا كل هؤلاء واحدا واحدا، بمفردي، فتعددي ليستقيم الحوار». فالتناقض هو الذي يمثل الوعي كما يقول: «لست شخصا واحدا لأكون على الوتيرة نفسها والمزاج، أنا أكثر من شخص»، فهو كما يصف نفسه «راعٍ ومتمدن وآخرون كثر»؛ الراعي الصارم الغاضب من الطريق التي أدمت أقدامه الحافية، غليظ الصوت، حزين، وهو الحضاري في الصورة الآخر الذي ربته المدن الكثيرة بما رأى وجرّب وعرف من طباعها المخاتلة. ويكتب عن الصحراء التي تحضنه ولكنها تمتد من داخله، ويكتب من مكان، ولكنه يعيش بظلال سيكولوجية المكان الأول الذي أصابه بجرح ومقتل.
ويكتب عن الحب والشعر بتعريفات طازجة كفاكهة قطفت للتو عن صدر أمها الشجرة، وأحيانا تكون تلك الفاكهة واخزة كثرة الصبر أو ساق الوردة تدمي اليدين.
ويشتق من خلال تلك النصوص جمله ومفرداته وتشبيهاته الخاصة التي تحمل ملامحه وجوانياته، وتنطوي على مفارقة ووخز للسائد، ومنها: «عرس الذئب»،»كتبة قصف عشوائي»، «وجوه الخشب لا تصدأ»، «الناس يكذبون بقوة مئة حصان»، «أرجم الوقت بالحجارة»، «السراب لا يصبح ماء ولو نفق البعير»، «اليد الواحدة لا تصفق ولكنها تصفع وتصافح»..
ويذهب إلى تعريفات خاصة به، ومنها: «الحب لعنة الطيبين وأصفاد الشعراء»، و»الشعر تابع لهذا الوحش الموغل فينا، نصلا بعد نصل، ورصاصة بعد أخرى..»، أما الثورة كما يراها، فهي كما يقول حلم رومانسي يقطفه الكائن من صفحة السماء نجمة نجمة، فالثورة والشعر والحب هم أبناء حكاية واحدة، وأمهم الحب: «فالحبُّ ليس خُرافةً أو أحجية، وليسَ مملوكًا بسوقِ نخاسةٍ، نبتاعهُ لنُذِلّهُ. هو ما لا يمكنُ حصرهُ في الوقتِ مثل حياتِنا»، أما الثورة يا كارلا، كما يقول: فهي «شأن لا علاقة له بالتوحش والقتل والخراب الذي نراه اليوم»، ويقول: «عليك أن تعلمي أن الحب هو الشيء الوحيد يا كارلا الذي لا تمنحه الصحراء، ولن تفعل».
في تلك الرسائل كثير من الشعر، والسرد والألم والوجع، والمعنى والوصف والتصوير الحسي والنفسي الذي يجعل مرآة ليس للكاتب، بل صفحات تتراءى عليها صورنا.
وفي واحد من حواراته الصحفية يستعير إيلاهي من الفيلسوف الألماني فريدرك نيتشه: «إن الفنُّ يقول لنا لكي لا تقتلنا الحقيقة»، «وأنا أعمل للشّعر وبه وله وما دون ذلك فهو ترفيه، والشّعر بالنّسبة لي أسلوبُ حياة وأكثر وأداة مقاومة لمن لا مسدّس له سوى العقل والذّائقة، الشعر هو ملاذنا الوحيد بعد أن احتلّتنا الامبرياليّة، والشّعر هو البوصلة للخروج من دائرة الموتى الأحياء وهم أغلبية في عالمنا العربي المرير، وهو محرار الحياة للقلّة من قرّاء الشعر ومريديه في كل زمان ومكان».
يشار إلى أن الكاتب، أستاذ في الفنون التشكيلية، خريج المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، صدر له في الشعر : «مسافات ديمقراطية»، «يساري الهوى قلبي»، و»لا وقت لي»، عمل مدرسا في غير بلد عربي، بينها السعودية والإمارات ويعمل حاليا في صحار بسلطنة عمان.