شريط الأخبار
طلبة جامعة الحسين بن طلال يحصدون المركز الثالث في المهرجان الوطني التكنولوجي الثاني عشر لمشاريع التخرج العمل تحرر 3413 مخالفة وتنذر 3181 منشأة خلال 5 أشهر امين عام وزارة على التقاعد .. قريبا 16 شهيدا في غزة منذ فجر السبت الى متى يستمر تاثير الكتلة الحارة على المملكة ؟ ارتفاع أسعار الذهب في الأردن 60 قرشا السبت وفاة شاب متأثرًا بإصابته بعيار ناري اثر مشاجرة في منطقة الحلابات دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز وزير الثقافة يكشف نسبة مشاركة الفنانين الأردنيين في مهرجان جرش البيت الأبيض ينشر صورة للرئيس.. "سوبرمان ترامب" السير: مخالفات عكس الاتجاه تسببت بـ0.5% من وفيات حوادث عام 2024 "FBI" يخضع موظفيه لكشف الكذب لقياس ولائهم لإدارة ترامب روسيا تدعو لاستمرار وقف إطلاق النار بين ايران وإسرائيل اختتام معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب وشابات الزرقاء النموذجي الاحتراق العاطفي للأمومة: استنزاف القُدرة النفسية في رعاية مراهق مدمن مهرجان صيف الأردن يواصل فعالياته في الزرقاء الأردن يحمي أكثر من 1600 متر مربع من الفسيفساء في مأدبا صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا صحة غزة: كميات الوقود لا تلبي أدنى احتياجات المستشفيات ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية

«رسائل إلى كارلا» للأمجد بن أحمد إيلاهي.. أسئلة الكتابة الجارحة

«رسائل إلى كارلا» للأمجد بن أحمد إيلاهي.. أسئلة الكتابة الجارحة
القلعة نيوز :
«رسائل إلى كارلا»، هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان للشاعر والفنان التشكيلي التونسي الأمجد بن أحمد إيلاهي.
وكارلا هي المرآة والظل الذي يناجيه الكاتب، وربما هي الوطن أو صورة الآخر، وفي كل الأحوال هي الاسم السري للوجع الذي يبثه إيلاهي في موجات الفضاء حينما تجرحه الوحدة ويحزّ قلبه الحنين والألم الذي يفرد جناحيه على مساحة البلاد العربية، والوحش الامبريالي الذي يمضغ بمسنناته عظام الناس.
ورسائل إيلاهي لا تشبه رسائل عبد الحميد الكاتب في إنشائها الثقيل لإيقاع الدواوين وبروتوكولاتها الرسمية، وصناعة بلاغة الإطناب والإطوال والإكثار، ولا تشبه رسائل غادة السمان لغسان كنفاني أو رسائل مي زيادة أو حتى رسائل سارتر لسيمون دي بوفوار، فهي ليست مراسلات متبادلة بل صوت من جهة واحدة، يتلاشى في الكون ويذوب فيه، ولا يجد جوابا.
وهي رسائل كتبت لكارلا، التي ربما رآها للحظة، أو تهيأ له ذلك، ولكنها كتبت للجمع وليس المفرد، وأرسلت إلى لا أحد، لأنها رسائل لا ترتجي إجابات، بل هي إجابات ناجزة لأسئلة جارحة ومستفزة، ولا تقل عن الرسائل استفزازا سوى المقدمة التي كتبها الشاعر والروائي التونسي سامي نصر بنصل سكين على راحة يده. ربما هو نوع من الرسائل الوجدانية التي يبثها الشاعر للغائب الموجع والوجع الحاضر فيه، يهدهد أحزانه، ويهدهد أحزاننا حينما يتشابه طعم الوجع في حلق القارئ والكاتب معا.
وفي تلك الرسائل يدوّن إيلاهي أسطورته باسم كارلا التي تتماهى مع الوطن والأم، وهو يكتب تلك الصور بحس الرسام الذي يحفر بالسكين بروح الشاعر وقلب المقاتل، وبين تلك الصفات والأسماء تتبدّى التناقضات، ليكون الواحد في صورة المتعدد بتناقضاته وتضاداته، كما يقول: «أنا كل هؤلاء واحدا واحدا، بمفردي، فتعددي ليستقيم الحوار». فالتناقض هو الذي يمثل الوعي كما يقول: «لست شخصا واحدا لأكون على الوتيرة نفسها والمزاج، أنا أكثر من شخص»، فهو كما يصف نفسه «راعٍ ومتمدن وآخرون كثر»؛ الراعي الصارم الغاضب من الطريق التي أدمت أقدامه الحافية، غليظ الصوت، حزين، وهو الحضاري في الصورة الآخر الذي ربته المدن الكثيرة بما رأى وجرّب وعرف من طباعها المخاتلة. ويكتب عن الصحراء التي تحضنه ولكنها تمتد من داخله، ويكتب من مكان، ولكنه يعيش بظلال سيكولوجية المكان الأول الذي أصابه بجرح ومقتل.
ويكتب عن الحب والشعر بتعريفات طازجة كفاكهة قطفت للتو عن صدر أمها الشجرة، وأحيانا تكون تلك الفاكهة واخزة كثرة الصبر أو ساق الوردة تدمي اليدين.
ويشتق من خلال تلك النصوص جمله ومفرداته وتشبيهاته الخاصة التي تحمل ملامحه وجوانياته، وتنطوي على مفارقة ووخز للسائد، ومنها: «عرس الذئب»،»كتبة قصف عشوائي»، «وجوه الخشب لا تصدأ»، «الناس يكذبون بقوة مئة حصان»، «أرجم الوقت بالحجارة»، «السراب لا يصبح ماء ولو نفق البعير»، «اليد الواحدة لا تصفق ولكنها تصفع وتصافح»..
ويذهب إلى تعريفات خاصة به، ومنها: «الحب لعنة الطيبين وأصفاد الشعراء»، و»الشعر تابع لهذا الوحش الموغل فينا، نصلا بعد نصل، ورصاصة بعد أخرى..»، أما الثورة كما يراها، فهي كما يقول حلم رومانسي يقطفه الكائن من صفحة السماء نجمة نجمة، فالثورة والشعر والحب هم أبناء حكاية واحدة، وأمهم الحب: «فالحبُّ ليس خُرافةً أو أحجية، وليسَ مملوكًا بسوقِ نخاسةٍ، نبتاعهُ لنُذِلّهُ. هو ما لا يمكنُ حصرهُ في الوقتِ مثل حياتِنا»، أما الثورة يا كارلا، كما يقول: فهي «شأن لا علاقة له بالتوحش والقتل والخراب الذي نراه اليوم»، ويقول: «عليك أن تعلمي أن الحب هو الشيء الوحيد يا كارلا الذي لا تمنحه الصحراء، ولن تفعل».
في تلك الرسائل كثير من الشعر، والسرد والألم والوجع، والمعنى والوصف والتصوير الحسي والنفسي الذي يجعل مرآة ليس للكاتب، بل صفحات تتراءى عليها صورنا.
وفي واحد من حواراته الصحفية يستعير إيلاهي من الفيلسوف الألماني فريدرك نيتشه: «إن الفنُّ يقول لنا لكي لا تقتلنا الحقيقة»، «وأنا أعمل للشّعر وبه وله وما دون ذلك فهو ترفيه، والشّعر بالنّسبة لي أسلوبُ حياة وأكثر وأداة مقاومة لمن لا مسدّس له سوى العقل والذّائقة، الشعر هو ملاذنا الوحيد بعد أن احتلّتنا الامبرياليّة، والشّعر هو البوصلة للخروج من دائرة الموتى الأحياء وهم أغلبية في عالمنا العربي المرير، وهو محرار الحياة للقلّة من قرّاء الشعر ومريديه في كل زمان ومكان».
يشار إلى أن الكاتب، أستاذ في الفنون التشكيلية، خريج المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، صدر له في الشعر : «مسافات ديمقراطية»، «يساري الهوى قلبي»، و»لا وقت لي»، عمل مدرسا في غير بلد عربي، بينها السعودية والإمارات ويعمل حاليا في صحار بسلطنة عمان.