القلعة نيوز : دمشق – قتل 29 من مسلحي وقياديي تنظيم «حراس الدين» في غارات جوية شنتها قوات التحالف الأمريكي على مدينة إدلب السورية.
وأكدت مصادر محلية في إدلب لـ»سبوتنيك» أن طائرات التحالف الأمريكي شنت غارات جوية طالت اجتماع لقيادات تنظيم حراس الدين في (مدجنة) تقع ضمن إحدى المزارع في بلدة (بروما) شمال مدينة إدلب.
وبينت المصادر أن الاجتماع كان يضم أكثر من 51 إرهابيا من التنظيم بينهم قياديون من الصف الأول، ما أسفر عن مقتل 29 إرهابيا بينهم 7 «أمراء» من الصف الأول يحملون جنسيات أجنبية. ونفت المصادر مقتل أو إصابة الإرهابي أبو محمد الجولاني متزعم تنظيم «هيئة تحرير الشام»، واجهة تنظيم «جبهة النصرة»، في تلك الغارات.
وحصلت «سبوتنيك» على معلومات تفيد بانتشال 22 مصابا في الغارات معظمهم بحالة خطرة، تم نقلهم إلى المشفى الجراحي في مدينة إدلب. وأكدت المصادر أن (المدجنة) التي استضافت الاجتماع تم تدميرها بشكل كامل، وأن الصواريخ المستخدمة في استهداف الموقع تسببت بدمار شديد انتشر على مسافة تزيد عن مئتي متر. ويشهد محيط مدينة إدلب حضورا كثيفا لميليشيات وعناصر تنظيم «حراس الدين» وتنسيقا وثيقا بينه وبين «هيئة تحرير الشام» وخاصة بعد دحر قواته على يد الجيش السوري من عدة مناطق في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.
ويتكون تنظيم حراس الدين من مقاتلين متشددين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص تحت اسم «حراس الدين» محافظين على ولائهم (وبيعتهم) لزعيم تنظيم «قاعدة الجهاد» في أفغانستان أيمن الظواهري، وذلك عام 2016. ويضم تنظيم حراس الدين «جهاديين» أجانب وعرب، ذوي تاريخ طويل في القتال إلى جانب تنظيم القاعدة بأفغانستان والعراق وكوسوفو والشيشان، كما استقطب التنظيم مقاتلين محليين متمرسين إلى جانب مقاتليه الأجانب.
إلى ذلك، تداولت مصادر سورية أنباء عن قرب حل تنظيم «هيئة تحرير الشام - جبهة النصرة» نفسه، وحل «حكومة الإنقاذ» التابعة له، وذلك بضغوط من تركيا بناء على تفاهمات جديدة مع روسيا حول إدلب.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر معارضة في إدلب أن مفاوضات تجري بين «النصرة» وفصائل «الجبهة الوطنية للتحرير» المعارضة بوساطة تنظيم «فيلق الشام»، بهدف حل «النصرة» وتسليم الإدارات لـ»حكومة جديدة» تشكل من فصائل «الجبهة الوطنية».
وذكرت المصادر أن إعلان وقف إطلاق النار الأخير في إدلب، الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من السبت، جاء إشارة من موسكو لمنح أنقرة فرصة من أجل حل «النصرة»، وهو أحد أهم البنود في الاتفاقات الموقعة بين الطرفين لوقف إطلاق النار.
وتناقل ناشطون سوريون تسجيلا صوتيا للمعارض ميشيل كيلو، أشار فيه إلى اعتقاده بأنه في حال إخفاق الجانب التركي في حل عقدة تنظيم «النصرة»، فإن إدلب كلها ستقع تحت سيطرة القوات السورية المدعومة من روسيا، وإذا نجحت أنقرة في ذلك سيكون هناك وقف لإطلاق النار، واتفاق «روسي تركي» لحماية مطار حميميم والسقيلبية والطرق ومناطق أخرى، إضافة لاتفاق من أجل إدارة المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.
وأشار كيلو إلى وجود أسماء مطروحة لتشكيل ما سماها «حكومة مؤقتة» جديدة، على رأسها اللواء الفار سليم إدريس المرشح ليكون «وزيرا للدفاع» في الحكومة المفترضة.
من جانبه ذكر موقع «عنب بلدي» أن القيادي السابق في «تحرير الشام» صالح الحموي، قد نشر عقب القمة الأخيرة التي جمعت الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، بنود عرض من الجانب التركي لتفكيك عقدة محافظة إدلب. ويتضمن العرض، حسب ما نشر الحموي عبر «تلغرام» في 29 آب 2019 عدة بنود، أولها تفكيك «تحرير الشام» من خلال توجه عناصرها إلى فصائل «الجبهة الوطنية» مع مهلة زمنية لتحقيق ذلك.
البند الثاني هو حل «حكومة الإنقاذ السورية» كاملة، بينما يقضي البند الثالث بإنشاء «الحكومة المؤقتة»، التي «لا تقبل الدول بدعم المناطق المحررة إلا من خلالها».
تجدر الإشارة إلى أن مصادر معارضة تحدثت منذ أشهر عن أن الهيئة كانت تدرس «حلا لينا»، ضمن الفصائل الأخرى، لكن «الظروف الإقليمية والعسكرية» كانت تحول دون ذلك، أما الآن فيبدو أن الوقت بات مناسبا لبدء «تحرير الشام»، بالخطوات العملية باتجاه هذا «الحل اللين» وسط حديث عن انحلال عناصرها ضمن الفصائل الأخرى أو إمكانية بروز فصيل أو مكون جديد قد يكون المنحلون من الهيئة جزءا منه. (وكالات)