شريط الأخبار
الحالة السورية..... وزير التربية: مستمرون في تطوير امتحان "التوجيهي" ليكون إلكترونيا القوات المسلحة: مشروع التحول الرقمي في "الخدمات الطبية" سيسهل رحلة المريض العلاجية وزير الصحة: لن يتم دفع مستحقات الشركة المنفذة لمستشفى مأدبا الجديد قبل تسليمه أعضاء بالشيوخ الأميركي يطالبون نتنياهو بتغيير مساره في حرب غزة فورا محافظ الطفيلة يطلع على إجراءات توسعة مصنع جرش للأزياء في الحسا "شؤون المرأة" تنظم لقاء حواريا لتعزيز تمثيل النساء في مجالس الإدارة المحلية رئيس لجنة بلدية جرش يشيد بجهود الإعلام في دعم المهرجان العيسوي يلتقي وفدا من أعضاء المجلس المحلي الأمني لمنطقة وادي السير أجواء جافة وحارة اليوم وتحذيرات من خطر التعرض لاشعة الشمس إصدار جدول الجولات الخمس الأولى من الدوري الأردني للمحترفين CFI الحجايا يكتب: هذا هو الأردن؛ قيادة وشعبا .. لا نلتفت للابواق الناعقة وفاة الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني انخفاض أسعار الذهب في الأردن اليوم السبت كلام ضروري جدّا عن "الصفقة" بعد عربدة "ويتكوف" اليوم.. بيان سوري فرنسي أميركي: التزام بعدم تشكيل تهديد بين سوريا ودول الجوار سوريا: محافظة درعا تستقبل عائلات جديدة كانت محتجزة في السويداء الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيّرة على الواجهة الغربية الصفدي يلتقي غوتيريش في نيويورك لبحث مستجدات المنطقة الأردن يواصل دعم غزة ويعمل على تخفيف معاناة سكان القطاع ( أرقام)

معرض الفنانة وجدان.. حين يتحول الحرف إلى قول عرفاني

معرض الفنانة وجدان.. حين يتحول الحرف إلى قول عرفاني


القلعة نيوز-
لم تهدأ الفنانة وجدان علي في تفكيرها الفني يوما، بل كانت على قلق في صياغاتها نازحة نحو تجريبية مغامرة فتحت لها آفاقا مهمة في طبيعة تحولات عملها الفني، وهذا الامر يقودنا إلى سؤال الفنان في وجوده الإبداعي، حيث لم تتوقف تلك التجربة عن الدخول في وسائط مختلفة كالغرافيك والكولاج في ورقة شجرة «البيبال» والنحت والرسم والتلوين، من هنا نرى إلى قلقها الابداعي الذي يدعونا لتتبعه واقتفاء أثر تلك التجربة على طبيعة الفلسفة الذاتية في مناخات العمل الفني.
ففي معرضها الذي يقام في غاليري فينان نشتبك مع مفردات محددة تم تشكيلها نحتيا لتنغمس تلك الأشكال في تعبيرية سيميائية تدلنا على طبيعة الهاجس الذي تنشغل فيه الفنانة، حيث نرى الى مفردات نستطيع قراءتها ببساطة تامة منها « هو، لا، حب، هو حب،» فهو مثلا «ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَرْفُوعٌ لِلْغَائِبِ الْمُفْرَدِ وَالْمُذَكَّرِ» هنا نستطيع أن نستدل على طبيعة الخطاب النفسي والجمالي في دلالات منحوتة هو والتي تشير إلى الآخر وتمثلاته في الذات الإنسانية، وهو قول يراد به المخاطبة المباشرة والمواربة في آن.
وفي سياق آخر نرى «هو» قد تحولت الى مرآة تعكس ذات الشكل بفعل تقابلي ومتساوي فهو صورة لتماهي الذات وال»هو» حالة واحدة ويذكرني ذلك في ادبيات الصوفيين فيما يخص هو وتمثلاتها العرفانية العالية، «هو» حرفان هاء وواو.
فالهاء في صوت الحرف تخرج من أقصى الحلق كآخر المخارج لصوت الحرف، والواو صوت يخرج من إبتداء الصوت، وكأنه إشارة إلى الابتداء دون إنتهاء،فكاشف خاصة الخاصة بهويته على عكس العوام يكشفون بالحوادث، حيث تشكل كلمة هو مدارا منفتحا على تجليات الذات الخاصة في فعلها العرفاني والنتسامي إزاء «الحال» الذي يتحقق فيما بعد إلى مرتبة المقام، فصورة هو تنعكس بترددات تعكس مدى ليونة موسيقاها في الشكل الفني الذي تطرحه وجدان علي، وهو إحدى حالات الكتمان الذي يتلذذ بسكوته، لكنه في الظاهر كلمة تتمل ظلها ووجودها الأقرب الى التقديس، وتواصل المنحوتات كلامها المسموع حتى تدعوك للانتقال من البصر الى المنطوق، فحين تشاهد تلك التشكيلات مباشرة يخرج صوتك بمعناها ثم تتحسس طبيعة الحلول البصرية في التكوين، كما لو انها منحوتات صوتية شفيفة، وأجد أن طبيعة المادة الشفافة في المنحوتات تتناغم مع طبيعة الحالة العليا للدلالة والمعنى.
ففي منحوتة حب نجد مفارقة بين لون النقطة وجسد النحت عامة، فهي بين صوتين صوت ظاهر وآخر ساكن أو مصموت، ونصدم بسياق الرفض في تشكيل «لا» تلك الكلمة التي ارتبطت بالتمرد والرفض، فنحن أمان مفردات قوية تعبر عن ذاتها دون ريب أو شك «هو» و»لا» و»حب» «هو حب» تتناغم تلك المفردات في حالة من الوجد العالي، الوجد الذي يجتاح الذات الصامتة لعمقها، فقد جاءت جميعها في سياق منسجم معبر وقوي في حضور الصورة البصرية والصويتة للنحت الملون، لم يذهب من ذاكرتي معرض «ورقة البيبال» وقد وردت فيه كلمة حب وهذا المعرض هو تواصل بين هاجس بعيد وحال قريب، تبقى الأميرة وجدان علي فنانة منشغلة بالفعل الجمالي والبحثي في مجال الفنون وتضيف في كل معرض أسئلة مهمة في طبيعة الفن وتجلياته الذاتية والعامة، فهو نتاج يتصل باللغة ومرجعياتها البعيدة.-الدستور