
القلعة نيوز-
الاناضول
عثرت مجموعة من الآثاريين الأتراك في قلعة رومانية بولاية دياربكر التركية (جنوب شرق)، على ختم آشوري عمره 3000 عام.
وأوضح مراسل الأناضول، أن مجموعة من الآثاريين الأتراك، برئاسة الأستاذ الدكتور أيتاج جوشقن، تجري أبحاثا وتنقيبات أثرية في قلعة "زرزوان" بولاية دياربكر.
وأشار المراسل أن الأبحاث وأعمال التنقيب بدأت قبل 5 سنوات في القلعة التي تعود للعصر الروماني، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة التركية.
ولفت المراسل أن أعمال التنقيب أسفرت عن نفض غبار التاريخ عن أسوار القلعة التي تراوح ارتفاعها ما بين 12-15 مترًا بطول 200 متر على مساحة تبلغ 60 فدانًا.
وأوضح المراسل أن أعمال التنقيب أماطت اللثام أيضًا عن برج مراقبة بارتفاع 21 مترًا، وكنيسة، ومساكن، ومستودعات حبوب وعنابر أسلحة، ومصلى تحت الأرض، ومقابر صخرية، وقنوات و54 صهريجًا صخريًا لحفظ المياه في القلعة.
ولفت المراسل إلى أن مجموعة الآثاريين الأتراك المشرفة على أعمال التنقيب في القلعة، عثرت هذا العام على معبد تحت الأرض، يرجع للعهد الروماني ويبلغ عمره نحو ألف و700 عام.
وأشار إلى أن المعبد يرجع لأتباع الديانة الميثرانية، التي شهدت انتشارًا في الامبراطورية الرومانية ما بين القرن الأول والقرن الرابع الميلادي.
وفي معرض تصريحات أدلى بها رئيس لجنة التنقيب في قلعة "زرزوان"، الأستاذ الدكتور أيتاج جوشقن، لمراسل الأناضول، قال إن القلعة كانت أحد المراكز العسكرية المهمة للإمبراطورية الرومانية في الأناضول.
وأشار جوشقن، أن أعمال التنقيب في القلعة تهدف لتسليط الضوء على تفاصيل تاريخ المنطقة خلال عهد الإمبراطورية الرومانية، لاسيما وأن قلعة "زرزوان" استخدمت من قبل الإمبراطوية الرومانية كمركز عسكري لمدة 800 عام.
وتابع قائلًا: كان الاعتقاد الشائع لدى الآثاريين، أن الإمبراطورية الرومانية كانت أول من استخدم القلعة، لكننا شهدنا هذا العام اكتشافًا مهمًا غيَّر نظرة التاريخ إلى المنطقة. حيث عثرت مجموعة من الآثاريين الأتراك على ختم آشوري عمره 3000 عام. هذا الاكتشاف يدفعنا نحو إعادة كتابة تاريخ القلعة والمنطقة بشكل عام.
ولفت جوشقن، إلى أن الختم مصنوع من الكلوريت ويحمل تصاوير لا يمكن رؤية نظير لها في مكان آخر، مشيرًا أن الختم مزين بتصوير يحمل صورة إله خلفه طائر، وشجرة الحياة، إضافة إلى دلو من الماء يمنح الحياة للشجرة.
وأضاف: في القسم الأعلى من الختم نقش تصوير لشمس تمتد أشعتها البراقة لتمنح حياة بالمعنى المقدس، فيما يمتد رأس الإله عاليًا نحو السماء. إن الأهمية التاريخية لهذا الختم لا تكمن في قدمه ووجوده في موقع آثاري روماني وحسب، بل يمتلك هذا الختم أهمية خاصة من ناحية إماطة اللثام عن بعض المعتقدات الدينية التي سادت في حقبة الإمبراطورية الآشورية (ما بين 934 ق.م. وحتى 609 ق.م).
كما نوه جوشقن إلى أن مستخدمي الختم أوجدوا فيه ثقبًا، يسمح لهم بتمرير خيط وارتدائه في العنق، مشيرًا أن الختم استخدم للمصادقة على الرسائل والألواح الطينية التي تحمل قيمة مستندات رسمية، وأن هذا الاستخدام جدير بالاهتمام ويعبر عن التطور الذي شهدته الحضارة البشرية قبل 3000 ألف عام خلت.
وتابع شوجقن قائلًا: اعتقد المؤرخون أن قلعة "زرزوان" كانت عبارة عن مركز عسكري أو مستوطنة أو حصن خلال فترة الإمبراطورية الرومانية فقط. لكن اكتشاف هذا الختم يؤكد بالدليل القاطع على أن تاريخ هذه المنطقة موغل أكثر في القدم. لقد احتضنت هذه المنطقة الحضارة الآشورية، إحدى الحضارات الإنسانية الموغلة في التاريخ، ولربما جرى استخدام هذا الختم من قبل حاكم آشوري، أو شخصية متنفذة خلال الفترة الآشورية.
كما أشار جوشقن أن الاكتشافات التي ترجع للفترة الآشورية، لم تقتصر على الختم فقط، بل شملت العديد من القطع الأثرية البرونزية التي أظهرت نفائس الفنون التي ازدهرت خلال الحقبة الآشورية، إلا أن جوشقن أكّد في الوقت نفسه على أن الختم الذي يعود تاريخ صنعه لنحو 3000 عام، يعتبر أكثر اللقى الأثرية القيمة التي عثر عليها في قلعة زرزوان.
كما أوضح جوشقن إلى أن القلعة تعتبر أيضا وجهة سياحية مهمة، وأن عدد زوارها خلال العام الماضي بلغ 352 ألف شخص، فيما بلغ عدد الزوار خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام 340 ألفًا، ومن المتوقع وصول هذا العدد إلى نصف مليون زائر حتى نهاية هذا العام.