القلعة نيوز -الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا - الهند
merajjnu@gmail.com
إن العالم المعاصر يئن اليوم من صراعات كثيرة وحروب عديدة بين قوى متنافسة وجماعات وأفراد متنافرة ومجتمعات ودول معتدية، وأن الأوضاع التي يواجهها العاالم ويعيش الإنسان لنبذ العنف والكراهية التي نشاهدها ونحس بخطرها على الأمن والسلام العالمي.
لقد شهد التاريخ البشري حروبا متعاقبة في إحلال السلام في العالم وظلت معها فكرة السلام العالمي رهينة النظريات والدعوات والمحاولات التطبيقية أوالعنصرية بسبب التناقض والتعارض في السياسة، وعدم تلك الكفاية المطروحة لحل مشكلة السلام العالمي.
ظلت فكرة السلام حبيسة النظريات، وتتحكم بها في الواقع القوى الغالبة حتى اكتوى العالم بنار الحربين العالمتين. قد قامت الدنيا وقعدت بالنسبة الإنسانية، برزت فكرة السلام العالمي إلى الوجود، حيث أدرك الناسبضرورة إيجاد تنظيم للسلام والأمن ينقذ مستقبل البشرية من عنائها الأكبر الناجم عن التطور السريع الذي أصبحت عليه صناعة الأسلحة وآلات الحرب، فكانت أن تكون عصبة الأمم، ثم تلتها منظمة الأمم المتحدة التي استهدفت إلى السلام العالمي مقصدا أساسيا لها. ثم دعت المجتمع الدولي للتقيد بميثاقها في سبيل تحقيق السلام العالمي وحرمت الحرب من أجل إحلال السلام.
السلام بمفهومه العام هو عدم قيام حرب، فالسلام حالة واقعية ظاهرة، وهي الحالة التي يكون فيها العالم خاليا من الحروب. السلام يعني أكثرمن مجرد غياب الحرب والصراع، فهو مفهوم ديناميكي، والحفاظ على السلام يرتبط بدرجة العدالة الاجتماعية وامكانية البشر في ادراك قوتهم ودفعهم إلى حياة كريمة. فالسلام هو حالة من التوافق الوئام والأمن والستقرار تسود المجتمع والعالم وتتيح فرصة التطور والازدهار للجميع.
إن هناك ثلاثة مبادئ ممكن تستخدمها في قيام السلام في العالم.
·صناعة السلام: وهو مساعدة الأطراف النزاع للوصول إلى اتفاق تفاوضي.
·حفظ السلام: وهومنع أطراف النزاع من الاقتتال وتعزيزالعلاقات بين الأفراد والمجتمعات.
·بناء السلام: وهو تشديد ظروف المجتمع حتى يستطيع المجتمع أن يعش في سلام.
إن مفهوم السلام قد تدرج ليشمل عدة أبعاد داخل الشخص نفسه، وفيما بين الأشخاص وبين المجتمعات كما تدرج السلام مع البئية وحقوق الإنسان والتنمية اجمالا، من السلام المحلي إلى السلام العالمي.
إن ما يفتقر إليه العالم هو ما ينبعث عند الشعور بالسكينة والطمأنية والأمن والسلام لدى الإنسان، وتحريره من العوامل التي تخلق الخوف وتشيع القلق والاضطراب وعدم الشعور بالاستقرار.
والسلام لا يأتي من معالجة حالة واهمال أخرى، ولا يأتي السلام بالقوة، ولا يأتي السلام بالحرب، لا يأتي الأمن والسلام في العالم إلا بمنهج شامل لمعالجة أسباب الصراعات النفسية والاجتماعية والسياسية.
ويبدأ مشروعه بالقاء بذرة الخير وحب السلام والتنعم به في نفوس الأفراد، ويتوافق فيه السعي لتحقيق السلام للعالم مع السعي لتحقيقه للأفراد والمجتمعات.
يمكن تحقيق السلام العالمي من خلال تحقيق خمس حريات أساسية لجميع البشر في العالم، وهذه الحريات هي:
·حرية التعبير:
·حرية الدين:
·حرية التحرر من العوز والفقر:
·الحرية للبيئة:
·التحرر من الخوف:
هذه الحريات الخمسة هي الأساسية التي يمكن من خلال تحقيقها السلام العالمي حيث إنّها تعتبر جوهر الحياة الجيدة للجميع.
ما هو السلام المطلوب حاليا هو عالم بلا حرب، وبلا خوف، أم عالم بلا صراعات، وبلا نزاعات.
فالاهتمام هنا بالصراعات المحلية أن الإقليمية والتركيز على السلام المحلي الذي يوصلنا به في النهاية إلى السلام العالمي.
هذه المهمة في بناء السلام وفي نشر ثقافة السلام حتى تنعم العالم بالاستقرار والتنمية المستدامة الشاملة.