
قد تكون تأثيرات الحجر الصحي واسعة النطاق ولكن هناك طرقًا لجعل التجربة أكثر تحملاً؛ إذ يمكن لهذا النوع من الحجر الصحي التطوعي أن يمنح للمتضررين فرصة مثالية للبدء أخيرًا في تلك الرواية التي كانوا يفكرون في قرائتها دائمًا، واستكمال فيديوهات التعلم الذاتي الذي تم التخلي عنه قبل سنوات، أو ربما الأكثر واقعية، مشاهدة جميع المسلسلات التي لا تجد لها الوقت الكافي للجلوس، وذلك وفقًا لما ذكره موقع ”inews".
ذكرت ورقة بحثية نشرتها مجلة ”لانسيت" الطبية الأسبوع الماضي أن للحجر الصحي آثارًا نفسية سلبية خطيرة مثل الغضب والارتباك والملل، والاستنفاد العاطفي.
والأكثر إثارة للقلق، أنه يمكن أن يؤدي إلى أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة والاكتئاب الذي يمكن أن يستمر إلى ما بعد فترة العزلة.
كما استعرض الباحثون في جامعة كينجز كوليدج لندن 24 دراسة حول التأثير النفسي للحجر الصحي، وخلصوا إلى أن الآثار يمكن أن تكون ”واسعة النطاق وكبيرة و طويلة الأمد"، رغم أنهم أشاروا إلى أن آثار عدم استخدام الحجر الصحي والسماح بانتشار المرض ”قد تكون أسوأ"، ومع ذلك، قالوا إن هناك طرقًا لتخفيف أي آثار سلبية لهذا الشكل من العزلة.
واقترحت الدراسة أيضًا، أنه على أصحاب العمل التفكير في السماح للمتضررين بالعمل من المنزل، إذا كانت الظروف تسمح بذلك؛ إذ لن يساعد هذا في تجنب الملل فحسب، بل يمكن أيضًا أن يمنع الناس من الخسارة مالياً، فالمخاوف من خسارة الأرباح يمكن أن تؤدي إلى التوتر.
وقال موظفون: ”لا يكون الموظفون في أكثر إنتاجية لديهم لكن قد يستفيدون أكثر من الدعم الاجتماعي عن بعد من زملائهم".
وفي حين أن الأفراد الذين يعيشون بمفردهم قد يتوقون إلى الشركة أثناء العزلة الذاتية، فإن أولئك الذين يعيشون في أسر متعددة الأشخاص قد يواجهون مشكلة معاكسة.
أجرت مجلة ”فورين بوليسي" الأمريكية، مقابلات مع عدد من الأشخاص المعزولين في الصين، وذكروا أنهم يعانوا من نوبات الغضب، حتى ممن يبلغون من العمر 16 عامًا.
ومن بين النصائح التي قدمها السكان للتعامل مع الحجر الصحي التمسك بالروتين، وإفساح المجال لممارسة الرياضة، وإبقاء الأطفال مشغولين بالألعاب والأشغال المدرسية، وإذا أمكن، قضاء بعض الوقت في الخارج في الحديقة أو على الشرفة.