شريط الأخبار
وزير الأوقاف يتفقد الحجاج في مكة المكرمة أوتشا: الاحتلال الإسرائيلي يخنق مدنيي غزة في 18% من القطاع ارتفاع عدد شهداء مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة الى 52 "الأونروا": آلية توزيع "مساعدات غزة" لا تلبي الاحتياجات الجمارك تدعو للاستفادة من قرار شمول القضايا الجمركية بإعفاء الغرامات اجتماع أردني سوري لبحث التعاون بقطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرتين مسيّرتين بالاسماء : ترفيع متصرفين إلى رتبة محافظ وإحالتهم للتقاعد سعد الصغير ينتقد شقيق إبراهيم شيكا: عيب بنك صفوة الإسلامي.. نمو مالي وريادة مجتمعية والثقة بلا حدود لإدارته الحكيمة الحجاج يتوافدون إلى مكة وسط تدابير مشددة ودرجات حرارة مرتفعة الذهب يرتفع مسجلا 3309 دولارات للأونصة عجلون: بيت البسكوت نكهات تراثية بأياد محلية تجارة الأردن تشيد بقرار تمديد مهلة توفيق الأوضاع لشركات الصرافة بالأسماء ... وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات 180 طبيب بيطري أردني يشرفون على ذبح أكثر من مليون رأس من الهدي في الحج بحث تطوير البنية التحتية لشبكة الإنترنت في سوريا من خلال الأردن رئيس الوزراء يفتتح توسعة مستشفى الأميرة إيمان الحكومي في دير علا تأثير كبير.. إليكم أهمية دور الآباء في تشكيل علاقة الطفل بالطعام دراسة جديدة عن "الزهايمر".. ماذا كشفت؟

سلام على الذين استشهدوا وعلى الذين قاتلوا

سلام على الذين استشهدوا وعلى الذين قاتلوا

القلعة نيوز- علي سعادة

ممسكا بندقيته الآلية، وقد لوحت شمس حزيران 1948 وجهه..أصبعه على الزناد، بالكاد تلمح ابتسامته التي يخبئها خلف سمرة البداوة، وفيما ينظر بعيدا إلى مكان آخر متجاهلا عدسة كاميرا مصور وكالة " أسوشيتد برس" التي تشاغبه أثناء وظيفته في حماية طرقات القدس وشوارعها التي كان الأقحوان والياسمين يزهر على حجارتها فرحا وهي تستقبل المقاتلين العرب يتوافدون من إربد وعجلون وجرش والكرك والطفيلة ومعان والبلقاء ومن سهول حوران وسوريا.

قبل التقاط هذه الصورة بشهرين تقريبا كان ثمة من يصنع المجد والبطولة في الطرف الأخر من فلسطين، هناك في حيفا: كان الضابط الأردني محمد حمد الحنيطي القادم من أبوعلندا جنوب عمان.

وصل مع رفاقه إلى حيفا التي كانت تعاني من الهجمات المتتالية للعصابات الصهيونية، كانت حامية حيفا تعاني نقصا حادا من الأسلحة والذخائر، فقام القائد الجديد الحنيطي بتنظيم المقاتلين استعدادا لمواجهة ستة آلاف من عصابات "الهجاناة " و"الأرغون".

تمكنت الحامية من صد الصهاينة في الشوارع الرئيسية للمدينة وفي أحيائها. ومع تناقص الذخائر والأسلحة، تقرر أن يغادر القائد ومساعده إلى بيروت سرا لإحضارها من قيادة الهيئة العربية العليا هناك.
في طريق عودتهم إلى فلسطين في 17 نيسان عام 1948، برفقة شاحنتا أسلحة وذخيرة، اعترضها كمين محكم، وألقيت على الطريق براميل الإسفلت المشتعلة، وأمطرت بإطلاق نار كثيف حيث سقط خمسة عشر شهيدا من مرافقيها .

أصيب الحنيطي بجراح بالغة، أمر مرافقه بالانسحاب فورا، وقام بتفجير إحدى شاحنتي الذخيرة بإلقاء قنبلة داخلها كي لا تقع غنيمة بأيدي الصهاينة، فوقع انفجار هائل، استشهد على إثره الحنيطي، وسمح بإفلات الشاحنة الثانية وعدد من السيارات، حيث عادت جميعها إلى حيفا مع الجرحى.

في مساء نفس اليوم، قامت مجموعات من حامية حيفا بسحب الشهداء والجرحى من أرض المعركة، وفي اليوم التالي انطلق موكب الشهداء مخترقا شوارع المدينة إلى الجامع الكبير حيث صلي عليهم، وخرج الموكب يتقدمه نعش الشهيد الحنيطي وأحاط بالموكب عدد من المقاتلين، تتبعهم زغاريد النساء قبل مواراتهم في مقبرة الروضة.

وبطلب من قيادة الجيش العربي، نقل الشهيد الحنيطي إلى جنين حيث حضر عدد من أهله لتسلم جثمانه ونقله إلى عمان حيث شيع وسط تكريم وحفاوة عسكرية وشعبية غير مسبوقة. سقطت مدينة حيفا في 22 نيسان بعد استشهاد الحنيطي بخمسة أيام، ثم توالت الضربات بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني وسقوط القسطل.

بالعودة إلى القدس كانت تدور في شوارعها رحى معركة أطلق عليها العرب "معركة القدس" وأطلق عليها اليهود اسم "المعركة من أجل القدس". كان القتال على أشده في القدس بعد انسحاب قوات "الانتداب" منها حيث أخذ اليهود يقذفون الأحياء العربية بمدافع الهاون وقدر عدد القوات اليهودية داخل المدينة بين 6 و 8 آلاف جندي.
عندما اشتدت وطأة القتال في القدس وخشي السكان العرب سقوط المدينة، هبت قوات الجيش الأردني لنجدة القدس بقيادة عبدالله التل الذي عين قائدا عاما للقوات العربية.

امتدت معارك القدس الأسطورية بين أيار 1948 وكانون الثاني 1949 وكان من أشهرها معارك: باب الواد، اللطرون، والشيخ جراح. وتمكن الجيش العربي من السيطرة على القدس الشرقية بما فيها البلدة القديمة.

قبل ذلك بقليل كان أيقونة النضال الأردني والفلسطيني والعربي الأمير راشد الخزاعي يناضل ضد "الانتداب" البريطاني في بلاد الشام ويستقبل الشيخ عز الدين القسام في طريقه إلى فلسطين عام 1935 ولجأ القسام إلى جبال عجلون مع عدد من الثوار، وكانوا في حماية الأمير الخزاعي الفريحات الذي أمدهم بكل ما يلزم ويقدر عليه، وتحمل الكثير من المعاناة من الإنجليز في سبيل توفير الحماية للثوار الفلسطينيين وحث قبيلته على القتال.

لم تكن نكبة فلسطين عام 1948 خياما ومشردين ومذابح كانت أيضا محطات مضيئة من البطولة والمجد، واجهت الأمة من خلالها، الصهيونية العالمية وبريطانيا العظمى وأنظمة عربية ناشئة كانت تبحث لنفسها عن مكان لها بعد سايكس بيكو.

سلام على أولئك الذين استشهدوا وعلى الذين قاتلوا على أبواب القدس وفي حيفا ويافا واللد والرملة وعكا وعلى تراب فلسطين من البحر إلى النهر.