حققت شركة البوتاس العربية، ربحا صافيا بنحو 55 مليون دينار حتى نهاية حزيران الماضي، وذلك بعد اقتطاع الضرائب والمخصصات ورسوم التعدين، وهي المرة الاولى في تاريخ الشركة التي تحقق فيها أرقاما قياسية على صعيدي الإنتاج والمبيعات، رغم التداعيات السلبية لانتشار فيروس كورونا في الأردن ودول العالم أجمع.
وبحسب النتائج المالية النصفية لشركة البوتاس العربية، ارتفعت كميات الإنتاج لتصل إلى 31ر1 مليون طن في النصف الأول من العام الحالي وبنسبة نمو مقدارها 2 بالمئة، فيما ارتفع حجم مبيعات الشركة بنسبة 3 بالمئة ليصل إلى 29ر1 مليون طن، مقارنة بذات الفترة من العام 2019.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة في تصريح صحفي اليوم الاحد، إن أرباح الشركة من العمليات تأثرت بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول للحد من انتشار كورونا، والتي أدت لتراجع الطلب العالمي على سماد البوتاس، وانخفاض أسعاره بشكل ملحوظ، حيث انخفض سعر العقد الصيني خلال النصف الأول من العام الحالي بقيمة 70 دولارا للطن الواحد، كما انخفض سعر العقد الهندي بواقع 50 دولاراً للطن الواحد.
واضاف ان صافي الأرباح المتحققة جاءت بعد خصم 30 مليون دينار، كمساهمات "البوتاس العربية" لصندوق "همّة وطن"، وحساب وزارة الصحة والمؤسسات الوطنية الأخرى والمجتمعات المحلية، موضحاً أن هذه المساهمات تأتي في إطار دعم الشركة لجهود الدولة في مواجهة التداعيات السلبية لجائحة كورونا.
وبين الصرايرة أن استمرار عمليات الشركة مكنها من تحقيق أرباح تشغيلية، وبنسب ربحية مقاربة لما تحقق في السنة الماضية، مؤكدا أنه في حال استبعاد الآثار السلبية لجائحة كورونا وانخفاض أسعار بيع البوتاس فإن الأرباح النصف سنوية للشركة لعام 2020 ستكون مقاربة لأرباح ذات الفترة من العام الماضي وذلك بفضل الجهود المبذولة لخفض كلف الإنتاج وزيادة كميات الإنتاج والمبيعات.
وبلغت إيرادات البوتاس العربية في النصف الأول من العام الحالي 201 مليون دينار، فيما بلغ الربح التشغيلي من العمليات 31 مليون دينار خلال ذات الفترة من العام الماضي.
واكد الصرايرة أن "البوتاس العربية" ماضية في تنفيذ مشاريع التوسع في إنتاج الصناعات المشتقة، حيث باشرت بتسجيل منطقة تنموية لدى هيئة الاستثمار ستكون حاضنة لشركة مملوكة لشركة البوتاس والتي ستقوم بدورها بتملك وإنشاء مجمع متكامل للكيماويات والأسمدة المتخصصة في منطقة البحر الميت، وتم تقسيم تنفيذ مشروع المجمع على مرحلتين رئيستين يتم خلالهما بناء 4 مصانع بكلفة استثمارية تقدر بـ 330 مليون دولار.
ولفت الى ان المرحلة الأولى من المشروع تتضمن، بناء عدة مصانع معنية بإنتاج الكيماويات والأسمدة المتخصصة، وتشمل المرحلة الثانية توسع شركة كيمابكو/ المملوكة بالكامل لشركة البوتاس العربية، في إنتاج سماد نترات البوتاسيوم بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنوياً وأسمدة متخصصة أخرى سيتم إنتاجها كمواد ثانوية من عملية الإنتاج، وذلك من خلال إقامة شراكات استراتيجية جديدة، موضحا ان "كيمابكو" تنتج سماد نترات البوتاسيوم من خلال مصانعها المتواجدة في العقبة وتساهم أرباحها المتحققة في رفع ربحية شركة البوتاس.
من جانبه، اوضح الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية الدكتور معن النسور، أن "البوتاس العربية" اتخذت مجموعة من الإجراءات لمواجهة التراجع الحاصل على أسعار البوتاس عالمياً من أهمها زيادة كميات الإنتاج خلال النصف الأول من هذا العام حيث وصلت إلى 1,31 مليون طن، وهي كميات قياسية مقارنة بالأعوام السابقة، إضافة إلى خفض كلفة إنتاج الطن الواحد في النصف الأول من العام الحالي وبنسبة 4 بالمئة.
وقال النسور، إن أساسيات الطلب على الأسمدة والغذاء ما زالت تدعم خطط البوتاس المستقبلية، مشيرا إلى أن الشركة باشرت بتنفيذ خطتها الاستراتيجية العشرية التي تركز على تدعيم عناصر العمليات الرئيسية المسؤولة عن الإنتاج الحالي للشركة من خلال تطوير مفهوم الصيانة الوقائية لمصانع الشركة ومرافقها الإنتاجية كالسدود والملاحات، والتوسع في الإنتاج من خلال مشروعين رئيسيين في شمال منطقة الامتياز وفي جنوبها.
واضاف انه تُجرى حالياً الدراسات الفنية لكلا المشروعين حيث سيكون القرار بالتوسع مبنيٌ على الجدوى الاقتصادية والعائد الاستثماري المتوقع لمساهمي الشركة من هذين المشروعين، إضافة إلى تنويع المنتجات من خلال إنتاج البوتاس الحُبيبي الأحمر الذي تم البدء بإنتاجه في العام 2019 والدخول لأسواق جديدة، إلى جانب التوسع في الصناعات المشتقة.