تم تشكيل لجنة مختصة في عام 1923، اي في العام الثالث للامارة الفتية، لاعداد اول قانون انتخاب. اقرت الحكومة، مجلس النظار انذاك، القانون، و تم اعداد قوائم الناخبين في عام 1924. و قد كان من المعروف ان المجلس التشريعي الاول سيصادق على بنود المعاهدة مع بريطانيا مما ادى الى نشوء معارضة لاول انتخابات ترشيحا و انتخابا، و دار حراك سياسي قوي في البلاد كان بالفعل بمثابة التمرين المبكر في التجربة الديمقراطية.
و عندما نشر مشروع المعاهدة انقسم المجتمع السياسي في حينها ما بين مؤيد و معارض. المعارضون انتقدوا صلاحيات الانتداب الواسعة بينما رأى المؤيدون انها خطوة مهمة على طريق الاستقلال. و راوحت الامور مكانها الى ان نشرت حكومة حسن خالد ابو الهدى في عام 1928 قانون المجلس التشريعي الذي نص على انتخاب ستة عشر ممثلا موزعين على اربعة دوائر هي البلقاء و عجلون و الكرك و معان، اضافة الى مقعد لبدو الجنوب و اخر لبدو الشمال.
دعت الحكومة الناس بقوة للمشاركة في التسجيل و الانتخاب و الترشح. و على سبيل الرد، اقامت المعارضة المؤتمر الوطني الاول في عمان بتاريخ 25 تموز 1928، منادية بالمقاطعة و ذلك احتجاجا على سلطات الانتداب، و كذلك اعتراضا على ان يشكل مجلس النظار جزأ من المجلس التشريعي.
اجريت اول انتخابات في كانون الثاني و شباط من عام 1929 و تم انتخاب الذوات التالية اسماؤهم: سعيد المفتي، علاء الدين طوقان، شمس الدين سامي، سعيد الصليبي، محمد الانسي، بخيت الابراهيم، نجيب الشريدة، عبد الله الكليب الشريدة، عقلة محمد النصير، نجيب ابو الشعر، رفيفان المجالي، عطا الله السحيمات، عودة القسوس، صالح العوران، حمد بن جازي، ومثقال الفايز. و كان قد تم دمج دائرة معان مع الكرك قبيل الانتخابات.
انعقد المجلس التشريعي الاول في 2 نيسان 1929، و صادق بالاغلبية على المعاهدة و بدأت مسيرة الاستقلال التي اجتمعت فيها و تماهت معها جهود الجميع من مؤيد و معارض، و كلها في خدمة الوطن. و كان تبادل مقاعد السلطة التنفيذية و التشريعية فيها يتم بطريقة سلسة وطنية و اردنية راقية بامتياز. اختلف الرعيل الاول في الوسائل و اتفقوا في الاسباب . اكثر من رأي و وطن واحد .