تقدم ازمة كوفيد19، مع كل المعاناة، فرصة مهمة لاجراء مراجعات استراتيجية و لكل مفاصل الدولة. و مع اعادة تشكيل مجلس الاعيان، و انتخابات نيابية و حكومة جديدة، فان ملامح بوصلة المستقبل بدأت تتضح و فيها لحظات مهمة للتغيير الايجابي الذي يمكن له ان يعيد صياغة مشروع نهضوي اردني شامل و متكامل. الظروف مهيئة لفتح صفحة جديدة مع المستقبل. ليس المطلوب الانفصال عن الماضي، بل البناء على ما فيه من ايجابيات و منجزات. عام 2020 لغاية الان، كان صعبا و مؤلما، و لكن الحالة النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية للمواطن و للمجتمع موائمة لاجراء تعديلات جذرية على انماط الحياة، و متقبلة لتغييرات حكومية عميقة تنطلق بنا و بقوة نحو العقود المقبلة. المراجعات ضرورية و يجب ان ترتكز الى استراتيجيات و سياسات عامة اساسها العلم و الخبرة و المعرفة الحقيقية لا المسلمات السابقة. مطلوب مراجعة جريئة لاسلوب الادارة الحكومية و اعادة هيكلة قوية للقطاع العام بحيث يعود كرافعة للتنمية و ليس مجرد مجموعة انظمة تقوم بردة الفعل اعتمادا على سياسات مرحلية مؤقته. الحكومة هي القائد للمجتمع و ليست فقط انعكاسا له. نحن بحاجة الى قيادات حكومية وطنية تعرف مكنونات الاردن و رسالته، تفهم نفسية مواطنيه، تعرف همومه، و تعبر عن طموحاته. القيادي الحكومي، و على كل المستويات، لا بد ان يدرك التحديات و يجابهها ليس بتكرار المجرب و لكن بالابداع المقرون بالعمل المنضبط، الهادىء، المستدام. العمل العام شاق و فيه تضحيات و ايثار، و لا بد من اعادة الاعتبار لذلك في ثقافتنا الاجتماعية. مع التشكيلات الجديدة، لدينا نافذة امل كبيرة بان المستقبل يمكن ان يصنع بايدينا بشكل علمي ممنهج و بنظرة طويلة الامد. النهضة الاردنية المرتقبة ستعتمد على اعادة تقييم لتجربتنا الوطنية بشكل شامل و اعداد رؤية فعالة للمستقبل. اللحظة مواتية.
اللواء(م) عبد اللطيف العواملة يكتب: المراجعات الوطنية
تقدم ازمة كوفيد19، مع كل المعاناة، فرصة مهمة لاجراء مراجعات استراتيجية و لكل مفاصل الدولة. و مع اعادة تشكيل مجلس الاعيان، و انتخابات نيابية و حكومة جديدة، فان ملامح بوصلة المستقبل بدأت تتضح و فيها لحظات مهمة للتغيير الايجابي الذي يمكن له ان يعيد صياغة مشروع نهضوي اردني شامل و متكامل. الظروف مهيئة لفتح صفحة جديدة مع المستقبل. ليس المطلوب الانفصال عن الماضي، بل البناء على ما فيه من ايجابيات و منجزات. عام 2020 لغاية الان، كان صعبا و مؤلما، و لكن الحالة النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية للمواطن و للمجتمع موائمة لاجراء تعديلات جذرية على انماط الحياة، و متقبلة لتغييرات حكومية عميقة تنطلق بنا و بقوة نحو العقود المقبلة. المراجعات ضرورية و يجب ان ترتكز الى استراتيجيات و سياسات عامة اساسها العلم و الخبرة و المعرفة الحقيقية لا المسلمات السابقة. مطلوب مراجعة جريئة لاسلوب الادارة الحكومية و اعادة هيكلة قوية للقطاع العام بحيث يعود كرافعة للتنمية و ليس مجرد مجموعة انظمة تقوم بردة الفعل اعتمادا على سياسات مرحلية مؤقته. الحكومة هي القائد للمجتمع و ليست فقط انعكاسا له. نحن بحاجة الى قيادات حكومية وطنية تعرف مكنونات الاردن و رسالته، تفهم نفسية مواطنيه، تعرف همومه، و تعبر عن طموحاته. القيادي الحكومي، و على كل المستويات، لا بد ان يدرك التحديات و يجابهها ليس بتكرار المجرب و لكن بالابداع المقرون بالعمل المنضبط، الهادىء، المستدام. العمل العام شاق و فيه تضحيات و ايثار، و لا بد من اعادة الاعتبار لذلك في ثقافتنا الاجتماعية. مع التشكيلات الجديدة، لدينا نافذة امل كبيرة بان المستقبل يمكن ان يصنع بايدينا بشكل علمي ممنهج و بنظرة طويلة الامد. النهضة الاردنية المرتقبة ستعتمد على اعادة تقييم لتجربتنا الوطنية بشكل شامل و اعداد رؤية فعالة للمستقبل. اللحظة مواتية.