تخطط وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لإرسال رواد فضاء إلى المريخ لأول مرة، وتهدف هذه المهمة لجمع عينات من سطح الكوكب وإعادتها إلى الأرض لتحليلها، وقد تستغرق سنوات طويلة.
وبالنظر إلى المسافة الهائلة التي تفصل المريخ عن الأرض، يجب أن تكون أي عمليات على سطح المريخ مكتفية ذاتيا بقدر الإمكان؛ أي الحصول على كل ما يريده رواد الفضاء من سطح المريخ نفسه.
ويتضمن الأمر استخدام المياه الموجودة على كوكب المريخ لإنتاج غاز الأكسجين ومياه للشرب ووقود للصواريخ، وهو ما يمثل تحديا كبيرا أمام ناسا؛ نظرا لأن أي مياه سائلة من المحتمل أن تكون مالحة.
ونتيجة لذلك، ابتكر فريق من الباحثين من كلية جيمس ماك كيلفي للهندسة بجامعة واشنطن، نوعا جديدا من أنظمة التحليل الكهربائي التي يمكنها تحويل المياه المالحة إلى منتجات قابلة للاستخدام.
وتتوافق هذه الأداة مع رغبة ناسا في الحصول على تقنيات؛ لاستخدام الموارد على الكوكب، وهو ما يسمح للبعثات المستقبلية بأن تكون أقل اعتمادا على مهام إعادة الإمداد من الأرض.
فضلا عن ذلك، تتماشى هذه الأداة مع التزام وكالة ناسا والوكالات الأخرى بتقليل تكاليف إطلاق الحمولات في الفضاء.
وتمكن الفريق من إنشاء أول محلل كهربائي يمكنه العمل مع المياه المالحة الشائعة على المريخ، حيث تعتمد الأدوات التقليدية على الكهرباء وخلايا الوقود المصنوعة من الإلكتروليت؛ من أجل تفكيك المركبات الكيميائية وإعادة تجميعها لإنشاء مواد جديدة، إلا أنه لا يمكن لهذه الأدوات العمل مع المياه الملحية، وتقتصر على المياه النقية منزوعة الأيونات، ويعد الخيار الوحيد هو إزالة الملح مسبقا، وهو الأمر الذي يتطلب إضافة جهاز تحلية.