بعد ما يقرب الشهرين على انتخابات رئاسية مختلفة عن سابقاتها وما تبعها من تجاذبات ونزالات سياسية، يجد الأميركيون أنفسهم من جديد مع يوم سياسي صاخب يصادَق فيه على الرئيس الجديد المنتخب وتحدد فيه نتائج انتخابات جورجيا الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي.
ويصادق الكونغرس، الأربعاء، على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة (306 أصوات لجو بايدن مقابل 232 لدونالد ترامب)، في وقت يتعهد مشرعون من الحزب الجمهوري بالاعتراض على النتائج.
وسيناقش الكونغرس بغرفيته مزاعم التزوير التي ظهرت منذ ليلة الانتخابات الأولى، إضافة إلى الاعتراضات المتعلقة بعدد الأصوات التي حصل عليها الرئيس المنتخب.
وعادة تكون المصادقة في الكونغرس شكلية، لكن هذه الجلسة يتوقّع أن تكون صاخبة هذا العام، بعدما تعهّد بعض حلفاء ترامب في مجلسي النواب والشيوخ الاعتراض على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة، في خطوة قد تؤخّر عملية المصادقة على فوز بايدن لكنّها لن توقفها.
ورغم اعتراف بعض الشخصيات الجمهورية البارزة ومن بينها زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أخيرا بفوز بايدن، ما زال بإمكان ترامب الاعتماد على الدعم الراسخ لعشرات البرلمانيين.
في مجلس النواب كما في مجلس الشيوخ، وعد هؤلاء بالتعبير عن اعتراضهم الأربعاء، وإعادة طرح مزاعم التزوير داخل مبنى الكابيتول.
ووجه ترامب مناشدة لنائبه مايك بنس الذي يقع على عاتقه إعلان بايدن فائزا في الرئاسة الأميركية، وكتب على تويتر الثلاثاء "يتمتع نائب الرئيس بسلطة رفض الناخبين الكبار الذين تم اختيارهم عن طريق التزوير".
مسيرات لأنصار ترامب
وفي الشارع، بدأ انصار ترامب التجمع في العاصمة رافعين رايات تحمل اسمه.
وأكد ترامب أنه سيتوجه بكلمة إلى المتظاهرين يوم الأربعاء من ساحة إليبس الواقعة في جنوب البيت الأبيض.
ومن جانبه، امتنع بايدن عن التعليق على هذا الضغط غير المسبوق في يوم تكون فيه الإجراءات عادة شكلية. ومن المقرر أن يلقي خطابا يوم الأربعاء عن الاقتصاد.
معركة جورجيا
ومع ترقب معركة الكونغرس لإقرار فوز بايدن، اقترب الديمقراطيون من السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء بعد إعلان فوزهم في الانتخابات الفرعية في جورجيا.
وأفادت شبكات "سي إن إن" و"سي بي إس" و"إن بي سي" بأن المرشح الديموقراطي رافاييل وارنوك هزم السناتورة الجمهورية كيلي لوفلير، في حين أعلن المرشح الديمقراطي الآخر جون أوسوف فوزه على الجمهوري ديفيد بيريو.
وإذا تم تأكيد فوز أوسوف (33 عاما) سيصبح أصغر سناتور ديمقراطي منذ بايدن (عام 1973).
وبالتالي، سيحصل الديموقراطيون على 50 مقعدا في مجلس الشيوخ، وهو عدد مماثل للجمهوريين. لكن كما ينص الدستور، سيكون لنائبة الرئيس المستقبلية كامالا هاريس سلطة تحديد الأصوات وبالتالي ترجيح كفة الميزان إلى الجانب الديموقراطي.
وقال بايدن عن انتخابات جورجيا الفرعية "كل شيء يحدد اليوم" في إشارة إلى الحصول على الأغلبية في مجلس الشيوخ، بعد أن حصل الديمقراطيون على الأغلبية في مجلس النواب وفازوا بالرئاسة.