
يبدأ هذا المشروع بطرح الاسئلة الكبرى و بالحاح. ما هي فلسفتنا كشعب، و كوطن؟ ما الذي نحلم به لبلدنا؟ ما هي طموحاتنا للاجيال القادمة؟ و ايضا، ما هي رسالتنا في هذا العالم؟ كيف يجب ان تكون عليه خدماتنا الحكومية الاساسية من تعليم و صحة و بنية تحتية؟ ما هي مفاعيل المواطنة و استحقاقاتها؟ خطأ كبير اختزال العمل الحكومي بوظيفة تقريب النفقات من الايرادات لان ذلك يحقق نجاحا نسبيا في العمليات و خسائر كبيرة في الاستراتيجية. ان ادارة العمل الحكومي اعقد و اعمق من ذلك بكثير. نحتاج الى الابتكار و الانضباط و طول الاناة، و علينا عدم تكرار المغالطات المنطقية و الافتراضات الذهنية الوهمية، فالمجرب لا يجرب. و كذلك، فلا بد من التخلص من عقلية التجزئة في الحلول. التصحيح و المعالجات الموضعية ضرورية و لكنها لا تؤسس للتغيير الشامل او لنهضة مستدامة.
اذا لم نعتمد فكرا جديدا فأننا سنبقى ندور في ذات الحلقة المفرغة، و ستبقى النتيجة هي المراوحة في المكان مع نتائج متواضعة. ان استمرارنا في محاولة صناعة المستقبل بادوات الماضي هو ضرب من العبث.
مطلوب منا و بشكل طارىء مغادرة ساحة المألوف. الحاجة ماسة الى فكر مبتكر، و نهج جديد في الادارة الحكومية، حتى نؤسس لملامح النهضة المرجوة.
حفظ الله الوطن قيادة و شعبا.