وعادة ما يسبق هذا الإشهار تشجيع الفتى أو الفتاة على الصيام في سن مبكرة تكون في الغالب منذ سن السابعة، يشجع خلالها الطفل على صيام نصف يوم حتى يبلغ سن الصيام وقد تعود على ذلك.
وإذا اختلفت العادات من جهة إلى أخرى، وغاب بعضها باعتبار تغير طبيعة المجتمع وتركيبة الأسرة، فلم تعد العائلة الكبيرة الموسعة تقطن في البيت نفسه أو الحي أو القرية فإن القاسم المشترك لهذا الاحتفاء يبقى إشهار صيام الفتى أو الفتاة عبر طلاء اليد بالحناء ليلة قبل اليوم الأول من شهر رمضان.
وفي الماضي كانت العائلات تنظم عشاء تدعو إليه الجيران والعائلة الموسعة تقدم فيه أطباقا تقليدية تشتهر بها كل جهة، ثم تقوم العائلة في آخر السهرة وسط أجواء احتفالية وغناء بحضور أتراب الفتى او الفتاة بطلاء يد المحتفى به بالحناء ويكون الخنصر بالنسبة للفتى وكف اليد بالنسبة للفتاة.
ومن بين العادات التي بدأت تغيب شيئا فشيئا قضاء الصائم لأول مرة أغلب أيام رمضان في ضيافة أفراد الأسرة الموسعة أو الجيران المقربين بدعوته للإفطار، وتقدم له عند المغادرة هدية تكون مالية بالنسبة للفتى وملابس بالنسبة للفتاة.
ولهذه الهدايا رمزية واضحة؛ فالمال بالنسبة للفتى يعني أنه أصبح راشدا ويعول عليه للإنفاق على أسرته، أما الفتاة فيعني أنها بلغت سن الزواج وحان الوقت للتفكير في تجهيز نفسها، لكن هذه العادة غابت تقريبا نظرا لبعد العائلات عن بعضها البعض، وانشغال الفتى أو الفتاة بالدراسة، فيقتصر التشجيع على الوالدين أو الخال أو العم والجد والجدة.