هو يوم ليس ككل الأيام ، هو اليوم الذي قال فيه الاردنيون بالصوت العالي .. لا للإستعمار ، نعم لحرية هذا الوطن ، نعم للإستقلال والإنطلاق نحو فضاءات من الحرية .. من الإنجاز على طرق العزّة والبناء . استقلال يعيد الذاكرة لتلك التضحيات التي كان لها الفضل في الوصول الى ما نحن عليه اليوم من تقدّم ورفعة وازدهار ، حتى بتنا نضاهي العالم بأجمعه بالمنجز الأردني الذي نعتز به ونفتخر . في الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال الوطن نؤكّد في كلّ مرّة أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا أن هذا الشعب يتمتع بعنفوان قلّ نظيرة وبعزّة هي صفة لصيقة بكل أردني وبأمجاد ما زلنا نصنعها كل يوم . كان يوما مختلفا حين جاءت الصيحة الكبرى باستقلال الوطن وتخلّصه من براثن الإنتداب بعد سنوات عديدة عانى فيها الأردنيون من ويلات ذلك الإستعمار ، غير أن
إصرارهم كان له وقع الصدى ، فتحققت الحرية والخلاص في يوم مجيد في العام 1946 . نستذكر ملوك بني هاشم الغرّ الميامين وصحبهم الكرام من رجالات الوطن الذين هم اليوم في دار الحق بعد أن انتزعوا الحق والحقوق ، كي ينطلق هذا الوطن في فضاءات رحبة من التقدّم والإزدهار الذي بات الواجب يحتّم علينا المحافظة على كل ما تحقق عبر هذه السنوات من عمر دولتنا الزاهرة . هي مناسبة لنرفع أسمى آيات الولاء لسيّد البلاد جلالة الملك حفظه الله والعائلة الهاشمية الكريمة بهذه المناسبة مهنّئين ومباركين ، وإلى شعبنا الأصيل الوفيّ في ذكرى الخلاص من براثن الإنتداب في ذلك اليوم المجيد المحفور في ذاكرة كل العرب الأوفياء . الدعاء الى الله جلّت قدرته أن يحفظ الوطن من كل مكروه وأن تبقى رايته خفاقة في أعالي السماء ، وأن يديم علينا أنعم الباريء عز وجل .. من أمن وأمان وسلامة واطمئنان ، فهذا الشعب يستحق ما يليق به من عز وكبرياء وشموخ .