القلعة نيوز - علي الحسيني
برنامج، "جلسة علنية" في تلفزيون المملكة .....هل ترى فيه جذبا للمتلقي أو لفتا لعنق المشاهد؟ هل ترى فيه ابتكارا أو إبداعا أو كسرا للكلاسيك بما يتناسب مع راتب ضخم مستل من جيب دافع الضرائب؟ .. جرت عادة معدّي البرامج تخيّر عنوانات لافتة ذات قيمة فكرية أو اجتماعية أو تراجيدية أو كوميدية أو فلكلورية .... الخ؛ فأي جذب أو "قيمة/ مضمون" مما ذكرنا في هذا العنوان المستهلك المكرر الذي بات يتحاشاه جلاس المقاهي لكثرة دورانه على ألسنة العامة في الأسواق وعلى الأرصفة.
ثم أين الإشراف العام على دائرة البرامج؟ إن مرّ هذا العنوان على المعد أو المقدم (عفوا: البريزنتر) فكيف يمر على التحرير والتنسيق وما لست أدري؟
ثم أسأل من يشاهد المحطة، وهم فئة قليلة لا تكاد تذكر، "كم من الوقت تستطيعون أن تتسمروا أمام الشاشة وقت عرض هذا البرنامج؟"، أنا متيقن من أن أجلد المتابعين لن يصبر على أكثر من عشر دقائق على أبعد تقدير.
من أين جاء هذا اليقين؟ .... من مظاهر ودلائل كثيرة، هاك بعضا منها:
افتقار المعدّ و المقدم لمبادئ العربية، افتقاده للكاريزما، افتقاده لمخارج الحروف، افتقاره لأبجديات مكونات المثقف، افتقاره لأوليات الموضوع محل البحث، طريقة عرض المادة مرفوضة كـ"ستايلست" من حيث مقاطعة الضيف أو طريقة الانتقال إلى سؤال جديد، عدم وجود مضمون حقيقي، حشد الضيوف بطريقة كمية لا نوعية، يلقي في بالك (البريزنتر) انه متشوق لإلقاء الحمل عن كاهله، فهو حريص على الإنهاء، وبالتالي المتلقي يكون أكثر حرصا على استخدام الريموت، والانتقال إلى محطة أخرى، تأتأة و"لخبطة" كثيرة، فإنك لو أحصيت مجموعها في (10 دقائق) لو استطعت أن تصبر كل هذا الوقت، فستجد أنها أكثر من (8 أو 9) مرات.
الخلاصة هي: بما أن دافع الضرائب مضطر إلى تغذية هذه المحطة من جيبه، فإن من حقه على القائمين (بالتعيين) على هذه المحطة أن يقدموا له منتجا ومُخرجا يستحق المشاهدة، لا مادة تثير الرغبة في النوم باكرا.
وصار الآن واضحا أمامك، أن فكرة مهنية وحرفية القائمين على هذه المحطة، والعاملين فيها، التي تم الترويج لها كثيرا، هي من جملة المغالطات التي باتت ممجوجة مرفوضة عند المشاهد دافع الضرائب.