عادة ماتضرب الأمثال لتعطي العظة من وحي التجربة، فقال الأوائل : ركبناه ورانا مد إيه على الخرج، ويضرب المثل عادة لمن يغدر ويخون الأمانة، ويواجه الإحسان بالنكران. لم يكن الأردن يوما إلا فاتحا قلبه وحضنه وباسطا ذراعية لاحتضان كل ملهوف، فهذا هو ديدن الهاشميين، وهذه عاداتنا وتقاليدنا ألا نكون إلا مغيثي كل محتاج وملهوف، فكان الأردن الوطن لمن ضاقت عليهم في أوطانهم. الجيش العربي لا ينكر فضله إلا جاحد ولا ينسخ بطولاته إلا حاقد، معركة الكرامة لا يحق لأي كان أن يصادر ما تحقق فيها من نصر كان بدم الشهداء الزكي من أبناء الجيش العربي، أبناء الكرامة من سطروا ملحمة للتاريخ والتأريخ. يطل علينا عريب الرنتاوي بمقال لا يمكن أن يصنف إلا في باب نكران الجميل واغتيال الحقيقة ، ومحاولة مقيته لمصادرة ما صنعه الجيش الأردني في ملحمة الكرامة، مقال يأتي في وقت تمر فيه المنطقة بأمواج التغيير والتبدل في المواقف والولاءات، وتتلون فيه التبعية حسب المصالح الضيقة. لا نعرف النية من وراء هكذا مقال في مثل هذه الظروف، فإن لم يكن يقصد ولا أظنه كذلك، فهي سقطة ما بعدها سقطة، وإن كان يدرك كنه ما كتب وأظنه كذلك فهي قمة النكران للجميل. الجندي الأردني سطر مواقف بطولية في معركة الكرامه.. فها هو صوت الشهيد خضر شكري يعقوب ما زال مدويا حينما طلب من زملاءه قصف موقعه عندما أحاط به جند الصهاينه:. الهدف موقعي... إرمي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله... إرمي إرمي... ألم تسمع ياعريب هذه الكلمات.. وتعود اليوم لتعتذر عما كتبت، اعتذارك غير مقبول، لأن لسانك نطق مابقلبك، وأهدافك المسمومة واضحة مفضوحة... الخلود لشهدائنا الأبرار والمجد والكرامة للوطن والخزي والعار لكل نكار جميل. حمى الله الوطن وقائد الوطن
الدكتور علي البياضي دكتوراه في إدارة الموارد البشرية
0779214114