"يبدو ان " حماس " لم تحقق اي اختراق جديد، باتجاه اعتراف الاردن ومصروالعرب سياسيا بشرعيتها ، لأن ذلك من شأنه تعزيز وادامة حالة الانقسام الفلسطيني ، التي تتخذها اسرائيل ذريعة لعدم تنفيذ الاتفاقات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية "
القلعه نيوز – محمد مناور العبادي *
في الوقت الذي يرفض المجتمع الدولي التعامل - بالمطلق - مع حركة حماس فيما يتعلق باعادة اعمار غزة ، تجري الحركة اتصالات مكثفه غير مباشرة مع الاردن ومباشرة مع مصر للاعتراف سياسيا بشرعيتها في غزة .
ويبدو ان الحركة لم تحقق اي اختراق جديد بهذا الاتجاه ، ذلك ان اي اعتراف سياسي بالحركة ، يعني ادامة حالة الانقسام الفلسطيني ، التي تتخذها اسرائيل ذريعة لعدم تنفيذ الاتفاقات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية ، وفي مقدمتها اقامة دولة مستقله . .
اذ ان المسؤوليين في الدولة العبرية يؤكدون دوما انهم مستعدون للتوصل الى اتفاق فلسطيني اسرائيلي حول تنفيذ القرارات الدولية ولكنهم – حسب وجهة النظر اليهودية - فانهم لايمكن ان يتفاوضوا مع جهة تدعو الى ازالة الدولة اليهوديه -حماس - واخرى - السلطة الفلسطينية - غيرقادره بالمطلق على اجبار حماس على احترام اي اتفاق يمكن التوصل اليه بما في ذلك اقامة دولة فلسطينية مستقله محاذية لاسرائيل
الانقسام الفلسطيني عقبة ومعضلة تقف سدا منيعا امام اي حل قد يؤدي الى اقامة دولة فلسطينية ، كما ان اي اعتراف سياسي عربي بحماس من شانه ان يدعم الحجج الاسرائيليه في رفض تنفيذ القرارات الدوليه الخاصة بالفلسطينين
الاردن ومصر والدول العربيه اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطينية وبالاجماع ، بالتالي فانها تر ى ان السلطة الفلسطينية -المولود الشرعي للمنظمة - ينسحب عليها ماينسحب على المنظمة .
ان محاولات حماس استغلال نتائج الحرب الأخيره المدمرة على شعب غزة ، لتقفز لتكون شريكا في الشرعيه الفلسطينية ،من شانه تعزيز الانقسام الفلسطيني، وبالتالي توجيه ضربه قد تكون – القاضية - على طموحات الشعب الفلسطيني، الذي تقوده رسميا وشرعيا السلطه الفلسطينية في رام الله .
ذلك كله يستدعي الحذر اردنيا ومصريا وعر بيا من اي خروج على الاجماع العر بي والدولي، فيما يتعلق بتمثيل الشعب الفلسطيني ، اذ يكفي الشعب الفلسطيني انه حقق رقما قياسيا عالميا ،في تقديم التضحيات، طول فترة نضاله على مدى قرن من الزمان ، لتحقيق طموحاته التي تقوده السلطه الوطنية الفلسطينية المعترف بها دوليا وشرعيا وشعبيا وعربيا .
صحيح هناك نقاط ضعف في السلطه الفلسطينية ، ككل سلطة ، ولكن ذلك لايبرر ابدا تدمير طموحات الفلسطينين ، اذ ثبت عربيا ان تغيير القيادات هواسوأ الحلول ، المطلوب تغيير النهج ، واحترام الشرعية اولا ، لاستكمال المسيرة .
ان عدم الاعتراف بحماس سياسيا، لم يمنع استمرار الدعم الاردني والمصري والقطري والعربي والدولي لشعب غزة المنكوب دوما .. فالاردن يقدم تسهيلات خاصة للغزيين لزيارته والعمل والاقامه فيه وهناك مستشفى عسكري اردني في غزة عالج مئات الالوف من الغزيين قبيل الحرب واثناءها وحتى الان ، وكذلك مصر وجميع الدول العربيه ، والمجتمع الدولي ، يعملون معا لدعم الشعب الغزي الذي يعاني نوما ، لان الجميع مقتنع تماما ان الانقسام لن يستمر.
وحده اليمين الاسرائيلي الذي يرى في هذا الانقسام الدجاجة التي تبيض ذهبا لمواصلة ممارساته القمعيه للشعب الفلسطيني . فهل نقف مع اليمين الاسرائيلي او مصالح الشعب الفلسطيني؟؟ ..هذا هو السؤال
*الكاتب : رئيس التحرير المسؤول لوكالة القلعة نيوز - صحفي وباحث