شريط الأخبار
تنكيس الأعلام فوق الوزارات والدوائر الرسمية حدادا على وفاة قداسة البابا فرنسيس المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل وزير الثقافة ينعى الكاتب والناقد غطاس الصويص أبو نضال اللاتفية أوستابينكو تفجر مفاجأة من العيار الثقيل في شتوتغارت الصادرات الزراعية الروسية إلى السعودية تسجل نموا بنحو الربع في 2024 بوتين يشكك في قدرة قادة الاتحاد الأوروبي على تنفيذ تهديداتهم ضد ضيوف احتفالات النصر في موسكو مانشستر سيتي يبلغ برناردو سيلفا بقرار "محبط" بشأن مستقبله مع الفريق الرياض تبدي اهتماما بالإنجازات الروسية الجديدة في مجال علم الوراثة دخان أبيض أو أسود.. كيف يجري اختيار بابا جديد في الكنيسة الكاثوليكية؟ قائد ليفربول يثير الجدل حول مستقبل أرنولد الخشاشنة: لن يتم تطبيق نظام البصمة إلا ضمن معايير واضحة تحمي حقوق الطبيب وتصون كرامته عندما يحكم العالم غبي... الصفدي: وحدتنا الوطنية أقدس من أن يعبث بها أي حاقد أو جاحد وزارة الداخلية تستعرض أبرز إنجازاتها خلال آذار اختتام معسكر القيادة والمسؤولية المجتمعية في عجلون النائب الهميسات يطالب العمل الإسلامي بالانفكاك عن الجماعة مطالبات نيابية بحل حزب جبهة العمل الإسلامي الملك: أحر التعازي للإخوة والأخوات المسيحيين في العالم بوفاة قداسة البابا فرنسيس النواب يشطب كلمة للعرموطي: لا خون في الحكومة ونحن نعرف أين الخون زلزال مالي جديد من قلب الصين

مختارات الشاعر اللبناني عبده وازن: تَوقٌ للعالَم الأثيريّ

مختارات الشاعر اللبناني عبده وازن: تَوقٌ للعالَم الأثيريّ

ضمن سلسلة "مختارات "العائدون" الإبداعيّة"
مختارات الشاعر اللبناني عبده وازن: تَوقٌ للعالَم الأثيريّ

عمّان- القلعه نيوز - كتبت عزيزه علي
عن دار العائدون للنشر، وضمن سلسلة مختارات العائدون الإبداعيّة (عمّان- الأردن)، صدر منذ أيّام كتاب مختارات شعرية للشاعر والمبدع اللبناني المعروف عبده وازن *، وحملت المختارات عنوان "هكذا في الحكاية التي لم يَرْوِها أحد"،
وجاء الكتاب في 366 صفحة، متضمّنًا قصائد من خمس مجموعات من دواوين الشّاعر هي: "أبوابُ النّوم" (1996)، و "سِراج الفتنة" (2000)، و "نار العَودة" (2003)، و "حياة مُعطّلة" (2007)، و "الأيّام ليست لنُودّعها" (2015). وتضمن الكتاب مقدّمة بقلم الشاعر محمد مظلوم، وحمل الغلاف لوحة للفنان اللبناني- الفلسطينيّ بول غيراغوسيان.
في تقديمه للمختارات يكتب محمد مظلوم أن هذه المختارات تعكس تجسيدًا للتنوع في تجربة الشاعر، وخلاصة لها وللمآل الذي بلغته، وترسم صورة تقريبية لتحولات الذات ونضجها "فهي تتضمَّن التنوُّع داخل الوحدة، أو هي الوحدة المتنوِّعة، بمعنى أن موضوعات قصائد هذه المختارات تبدو متعدِّدة ومختلفة، مع أنها تشكِّل في سياقها العام وحدةً كلية، تعبر عن تحولات الذات، وعن وحدة الوجود في الوقت نفسه، حيث لا انفصال ولا حدود في الجوهر بين الذات والعالم، الأنا والآخر، الإنسان والطبيعة".

ويشير مظلوم في تقديم المختارات إلى ظاهرة "التباين في حجم القصائد"، وأنه "تباينٌ شكلي ليس إلّا، فالقصيدة القصيرة في حجمها، هي بشكل ما قصيدة طويلة بزمنها وكثافتها الداخلية، ومستفيضة ومحتدمة في إيحائها، وإن كانت وجيزة في عباراتها وإيقاعها، ذلك أن الاختمار يمثِّل العُمر الآخر لقصيدة تبدو، من خلال شكلها، قصيرة. وعبده وازن يولي عناية خاصة لبناء قصيدته، حيث الرشاقة في الشكل، والاكتناز في المحتوى، والنّحت الدّقيق للعبارة والعناية باختيار المفردة والاستغناء عن الزوائد، هذا كلُّه يتطلب "وقتًا فيزيائيًا طويلًا" لتكثيف زمن داخلي ميتافيزيقي، والوصول إلى إيجاز مكثّف عبر خميرة ناضجة ومعتَّقة عبر ذلك الزمن".
ويوضح أنه "في مقابل هذا الإيجاز ثمة شكلٌ آخر مجاور، يتمثّل في تقنية التدفّق التي بُنيت عليها قصيدة "النائمة"، وهي قصيدة طويلة اعتمد بناؤها على تقنية التكرار، والتكرار أسلوب بلاغي وإيقاعي ونفسي اقتضته موجبات المضمون حيث صدمة الموت البناء الرثائي للقصيدة، واستعادة سيرة الغائبة،
لهذا جاءت هذه القصيدة طويلة في شكلها الفني ومتدفِّقة في بنائها العضوي".

وبخصوص العالَم الذي يتحرَّك فيه هذا الشعر، فهو أقرب للعالم الأفلاطوني، العالم الثالث بين الواقعيّ والحُلميّ، الذاكرة والنسيان، والزمان الأثيريّ: انظر قصيدة "حفرة ضوء":"لعلّه الغد الذي عرفناه قديمًا.. لكنّنا لسنا نحن ...نحن الذين كنّا"

ويضيف أنّ "هذا العالَم الصّوري لا يدرَك بالمعرفة التجريبية، وإنما بالعرفان والاستبصار، ذلك أنه مزيج ملتبس من السحر والواقع، الخيال والذاكرة. فثمة عالمٌ يوميٌّ ملموسٌ لكنَّه يبقى غيرَ مفهوم، فيما عالمٌ آخر يُحدَس ويُشعَر به، لكنَّه واضح في تجلياته الداخلية كما لو إنه أقوى من مظاهر الوجود حولنا. هذه الذخيرة الواسعة من التشابه والاختلاف تُشكِّلُ المادة الأساسية للعالم الذي يصوِّره لنا وازن".
وعن الحُبّ في تجربة وازن، يرى مظلوم أنه "ملمح آخر للتنوّع والأسئلة، إذ يبدو في تعقيداته وصور تجلياته المتعدَّدة، كتلك الأطياف القزَحية التي حدَّدها "جون لي" من خلال تمثيل أنماط الحب على وفق ألوان قوس قزح، ألوان تبدو منفصلة ومتدرجة في الظاهر، لكنها قابلة للتداخل، وأيّ مزج بينها سينتج عنه تشكيل لون جديد بحرارة ودفء مختلفين. والحب في شعر وازن يعيد تشكيل التدرج القزحي بأطياف جديدة، فهو مزيج من التبجيل والاشتهاء، الحيازة بالحواسّ، والاستحواذ والإيثار، الفقدان في عالَم ما، ثم الاستعادة بالحدس والاستبطان والتأمل في عالم آخر".
لعلّ هذه هي أبرز ملامح تجربة عبده وازن في هذه المختارات، ومعها نختم بهذا المقطع من شعره من "مشهد ختامي للنشيد الأوركسترالي" في القصيدة الأطول في الديوان عن "النائمة:
الجميلة النّائمة
التي ستظلّ جميلةً نائمة
التي ستظلّ جميلة
التي ستظلّ نائمة.

*عبده وازن: شاعر وروائي وصحافي لبناني من مواليد العام 1957. تلقّى دروسه الجامعية في جامعة القديس يوسف-كلية الآداب والعلوم الإنسانية. التحق بدورة للغة الفرنسية في جامعة فال دو مارن-كرتاي –فرنسا 1979، عمل في صحيفة "الأنوار" ثم "النهار" والتحق بجريدة "الحياة" الصادرة في لندن ثم اندبندنت عربية - لندن. صدرت له مجموعات شعرية وكتابات نثرية- سردية روائية وفي السيرة.