عواصم - أكملت ألمانيا، سحب قواتها العسكرية من أفغانستان، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الألمانية، على أن يستكمل الانسحاب الأميركي بحلول الحادي عشر من أيلول/سبتمبر المقبل.
وبدأت ألمانيا سحب قواتها في أيار/مايو الماضي، «بعد نحو 20 عاما على الانتشار، غادر آخر جنود الجيش الألماني أفغانستان هذا المساء. هم الآن في طريقهم إلى بلادهم»، بتعبير وزيرة الدفاع الألمانية، التي وصفت الأمر بأنه «انتهاء فصل تاريخي». بموازاة ذلك، لم يستبعد القائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان، سكوت ميلر، الثلاثاء، شن ضربات جوية ضد طالبان إذا واصلت هجماتها للسيطرة على مناطق جديدة في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها أعمال العنف، فيما تكمل القوات الأميركية انسحابها.
وتصاعدت حدة القتال في أفغانستان منذ أوائل أيار/مايو عندما بدأ الجيش الأميركي المرحلة النهائية لسحب قواته، وأعلنت طالبان أنها استولت مؤخرًا على أكثر من 100 من أكثر من 400 مقاطعة في البلاد.
وقال ميلر للصحافيين في كابول، «ما أحب أن أراه ليس الضربات الجوية، لكن حتى لا تحصل ضربات جوية، عليكم أن توقفوا كل أشكال العنف»، وأضاف «إن أفضل طريقة لوقف ذلك، وقد أبلغت طالبان بذلك بالفعل، هو وقف العمليات الهجومية والضربات الجوية»، مصرا على أن الجيش الأميركي ما زالت لديه القوة النارية لشن ضربات جوية ضد المسلحين حتى وهو يواصل الانسحاب.
ويشكك المسؤولون الحكوميون الأفغان في تأكيد طالبان الاستيلاء على مناطق جديدة، فيما يصعب التحقق من ذلك بشكل مستقل.
لكن الخبراء يقولون إن أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت طالبان قادرة على السيطرة على عشرات المناطق الجديدة في الأسابيع الأخيرة، هو افتقار القوات البرية الأفغانية التي تقاتل في مناطق ريفية إلى الدعم الجوي الأميركي.
واعترف ميلر، الذي سيحل محله قائد آخر، قريبًا، بأن خسارة القوات الحكومية أراضي لصالح طالبان لها تأثير على الأمن في البلاد ككل وفي كابول.
وقال «لأن المناطق (المعنية) تمثل مناطق رئيسية من حيث صلتها بأمن الناس وعواصم الولايات وبالتأكيد أمن العاصمة».
وحاصر المسلحون جميع المدن الرئيسية تقريبًا في البلاد، ما أثار مخاوف من أنهم قد يقومون أيضًا بهجوم عسكري للسيطرة على كابول بعد مغادرة القوات الأميركية وقوات الناتو.
وقال ميلر «إن السيطرة العسكرية ليست في مصلحة أحد، وبالتأكيد ليست من مصلحة شعب أفغانستان»، مضيفًا أن الوضع الأمني العام «ليس جيدًا»، وقال «هذا شيء تعرفه قوات الأمن الأفغانية وهم يقومون بالتعديلات المناسبة فيما نمضي قدما». وكالات