في هذه الأثناء، يحاول عشرات الآلاف الفرار من أفغانستان خشية من حكم طالبان المتشدد أو خوفًا من الانتقام منهم لتأييدهم الحكومة التي دعمتها الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين.
واستؤنفت رحلات الإجلاء من مطار كابول، أمس الثلاثاء، بعد الفوضى التي شهدها الإثنين مع تدفق أعداد ضخمة احتشدت على مدرج المطار حتى أن اليأس دفع البعض للتشبث بطائرة عسكرية أميركية أثناء استعدادها للإقلاع.
وتسعى طالبان مع عودتها إلى السلطة إلى إشاعة أجواء من الهدوء والظهور بمظهر معتدل عبرت عنه، أمس الثلاثاء، بإعلان عفو عام عن موظفي الحكومة.
وجاء في بيان طالبان أن «أولئك الذين يعملون في أي قسم أو دائرة حكومية يجب أن يستأنفوا عملهم برضا تام وأن يواصلوا أداء واجباتهم من دون أي خوف». كذلك أعيد فتح بعض المحلات التجارية مع عودة شرطة المرور إلى الشوارع، فيما يستعد مسؤولو طالبان لعقد أول اجتماع دبلوماسي مع السفير الروسي. وأجرى مسؤول في طالبان مقابلة مع صحافية في قناة إخبارية أفغانية.
لكن المدارس والجامعات ما زالت مغلقة، وخرج عدد قليل من النساء إلى الشوارع فيما خلع الرجال ملابسهم المدنية لارتداء الملابس التقليدية.
وقال مجلس الأمن الدولي، الإثنين، إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يعمل لضمان ألا توفر أفغانستان ملاذًا للإرهاب. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن إن العالم «يتابع» ما يجري. وأضاف أن «على المجتمع الدولي توحيد صفوفه لضمان عدم استخدام أفغانستان مجددا منصة أو ملاذا لتنظيمات ارهابية». كذلك، دعا «مجلس الامن والمجتمع الدولي برمته الى تشكيل جبهة والعمل معا والتحرك معا، واستخدام كل الأدوات المتاحة لهما للقضاء على التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان وضمان احترام الحقوق الإنسانية الأساسية».
وفي أول تصريح له منذ انتصار طالبان، اعترف بايدن بأن تقدم الحركة جرى أسرع مما كان متوقعا. لكنه وجه انتقادات إلى حكومة غني، وأصر على أنه لا يشعر بأي ندم مؤكدًا أن القوات الأميركية لا تستطيع الدفاع عن دولة «استسلم قادتها وفروا». وقال بايدن في خطابه بالبيت الأبيض: «أعطيناهم كلّ فرصة لتقرير مستقبلهم. لا يمكننا إعطاؤهم الإرادة للقتال من أجل مستقبلهم... لا يمكن للقوات الأميركية ولا ينبغي لها أن تقاتل في حرب وأن تُقتل في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها».(وكالات)