يمكن القول دبلوماسيا بان كل من عمان ودمشق هما الطرفان المستفيدان بشكل اساسي من هذا التحول الدراماتيكي في مسار الاحداث فقد انشغلت العاصمة الاردنية على الاقل طوال يومي الخميس والاربعاء بهذا الترتيب بسبب العوائد المالية والاقتصادية التي يمكن توقعها بعد السماح للاردن بتحويل كمية من الكهرباء المنتجة لديه والتي تعتبر كهرباء فائضة الى اللبنانيين بغطاء امريكي وترتيبات دولية وبتنسيق مع الجانب السوري
عمان- القلعه نيوز
كهرباء اردنية الى لبنان وبهدف تغطية العجز في ذلك البلد الذي يعاني من سلسلة معقدة من المشكلات ..هذا هو اخر الانباء في الرد على مبادرات وحراكات حزب الله اللبناني على المستوى الامريكي.
سبق لعمان ان طالبت بالسماح لها بتصدير الكهرباء الى لبنان تحديدا والذي تعتبر احتياجاته من الكهرباء سابقة اصلا لازماته الاقتصادية والمعيشية الاخيرة الا ان الادارة الامريكية السابقة رفضت هذا الخيار بالمطلق بسبب اضطرار الكهرباء الاردنية للعبور عبر الاراضي السورية بالرغم من موافقة السلطات السورية على السماح للكهرباء الاردنية بالعبور الى لبنان.
تغيرت المعطيات على نحو مفاجيء بمجرد الاعلان عن توجه سفينة ايرانية مليئة بالنفط والمحروقات الى الشعب اللبناني.
قطاع الكهرباء الاردني يفترض ان يستفيد او يستثمر في أزمة الطاقة تلك خصوصا وان الكهرباء الاردنية قد تكون في طريقها بالتنسيق مع الكهرباء المصرية طبعا الى الشعب اللبناني عبر الاراضي السورية وبغطاء امريكي لا بل اممي على مستوى الامم المتحدة هذه المرة.
ذلك تحول سياسي بطبيعة الحال قد لا يكون له علاقة بالكهرباء بقدر ما له علاقة بالطاقة التي تجددت على مستوى الدور الاردني ووجهة نظر الحكومة الاردنية ازاء العديد من الملفات خصوصا بعد الزيارة المهمة التي قام بها الى الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.
وزيرة الطاقة الاردنية هالة زواتي كانت قد عبرت علنا و منذ نحو عامين عن رغبة بلادها بتصدير الكهرباء الى لبنان والى سورية او عبر سورية ولكن ما منع ذلك هو الادارة الامريكية السابقة عمليا مع وجود فائض من كميات الطاقة والكهرباء الاردنية المنتجة من بدائل انتاج الطاقة وبالتالي جاء الفيتو الامريكي لمنع التحول خوفا من ان يستفيد النظام السوري من هذه المسالة.
لكن البيت الابيض بدل في معادلته في الساعات القليلة الماضية وابلغت عمان بالاستعداد لاستئناف او لضخ الكهرباء الى لبنان وطلب منها خلف الكواليس التفاهم مع السوريين على هذه المسالة.
المستفيد الثاني بعد قطاع الكهرباء الاردني قد يكون الدولة السورية واليوم تقول عمان المطلوب منها اقناع دمشق بالمساعدة وتوفير اللوجستيات لكن ثمة مشكلات فنية لابد من معالجتها قبل السماح بضخ الكهرباء عبر الاراضي السورية وتحديدا في مناطق الجنوب السوري وشمال الاردن وأهمها درعا.
وهي مسائل يبدو انها تبحث الان مع السوريين و بنوع من الزخم السياسي املا في تمكين الكهرباء الاردنية من العبور الى المضخات اللبنانية في محاولة امريكية تدعمها بعض الدول الاوروبية لضخ الكهرباء الى لبنان املا في ان لا يستثمر حزب الله والمحور الايراني في المنطقة في الازمة برمتها.
وعليه يمكن القول دبلوماسيا بان كل
من عمان ودمشق هما الطرفان المستفيدان بشكل اساسي من هذا التحول الدراماتيكي في
مسار الاحداث فقد انشغلت العاصمة الاردنية على الاقل طوال يومي الخميس
والاربعاء بهذا الترتيب بسبب العوائد المالية والاقتصادية التي يمكن توقعها بعد
السماح للاردن بتحويل كمية من الكهرباء المنتجة لديه والتي تعتبر كهرباء
فائضة الى اللبنانيين بغطاء امريكي وترتيبات دولية وبتنسيق مع الجانب
السوري،
الامر الذي يتوقع ان يؤدي في حال عبوره على مستوى الترتيبات الاقليمية الى تبادل المشورة الفنية وتبادل الفرق الفنية بين الاردن وسورية بالرغم من ان العلاقات التجارية والحدودية بين الاردن وسوريا حتى بعد فتح معبر جابر الحدودي الضخم لحركة الشاحنات لا تزال قيد العديد من التعقيدات
· عن " راي اليوم " اللندنية