وقال والدها بصوت يملؤه الحزن والغضب إن ابنته متزوجة بأحد الأشخاص وأنجبت منه طفلا، فيما لديها طفلان آخران من زوجها السابق، ويعيشان في منزله "جد الطفلين".
وأضاف أن هناك مشكلات عائلية كانت موجودة بين ابنته وزوجها منذ مدة، بسبب تعاطيه المواد المخدرة، حتى إنها أبلغت الأجهزة الأمنية عنه قبل مدة، ما أدى إلى اعتقاله، لذا طلبت الطلاق منه.
وبين أن ابنته شعرت بالحزن على طفلها، فأسقطت الشكوى عن زوجها، الذي تم الإفراج عنه بعد إنهاء التحقيقات معه، ليعود للعيش معها في منزلهما الكائن في مدينة سحاب بالعاصمة عمان، لكنه منع عنها المصروف.
وقال إن ابنته تحصل على راتب من التنمية الاجتماعية، وفي أحد الأيام ذهبت هي وزوجها لتتسلم راتبها، لكنه لم يكن مودعا بعد في حسابها، ما أغضب زوجها ظنا منه أنها تكذب عليه، وأنها لا تريد إعطاءه راتبها، وفي أثناء عودتهما إلى المنزل صادف عددا من الأشخاص فتوقف معهم، قائلة إنها اشتبهت بأنه أخذ منهم مواد مخدرة، ما أدى إلى نشوب شجار بينهما عند عودتهما إلى المنزل، بحضور طفلها الصغير.
ويضيف "ش.أ" أن الشجار نشب بينهما في المنزل بسبب عودته لتعاطي المواد المخدرة، بعد أن تعهد لها سابقا بأنه لن يعود إليها، وأنه سيلتفت إلى منزله وحياته، وعلى إثر ذلك ضربها وهربت منه واختبأت في دورة المياه.
ويتابع عندما حاول الزوج أن يخلع باب الحمام للدخول، سكبت الكاز على جسدها وهددته بإحراق نفسها إذا لم يبتعد عنها ويتركها وشأنها، فما كان منه إلا أن حاول تهدئتها، ووعدها بأنه لن يضربها، فهدأت قليلا وذهبت إلى غرفة النوم وحملت طفلها بين يديها لتحاول تهدئته، وبتلك اللحظة أشعل الزوج النار من "القداحة" واقترب بها من جسدها.
وبين أن ابنته وفور أن شاهدت النار بدأت تشتعل في جسدها ألقت طفلها من يدها لكي لا تمسه النار، محاولة إخمادها، فتوسلت لزوجها أن يساعدها، لكنه بقي واقفا ينظر إليها، فما كان منها إلا أن خلعت ملابسها ولفت نفسها بـ"بطانية"، وبالفعل انطفأت بعد أن التهمت أجزاء كبيرة من جسدها: يديها ورقبتها وصدرها ووجهها.
وأوضح أنه قبل أن تخور قواها ذهبت إلى باب المنزل واستنجدت بالجيران، فهب أحدهم لمساعدتها، إلا أن زوجها في هذه الأثناء كان يحاول سحبها إلى داخل المنزل، لكن الجيران حضروا قبل أن ينجح في ذلك، فأسعفوها إلى مستشفى التوتنجي، لافتا إلى أن زوجها ادعى بأنها احترقت بسبب انفجار الغاز بها في أثناء تحضير الطعام، كذلك هددها إن ذكرت اسمه في المستشفى أو ادعت أنه هو من أحرقها.
ولدى وصول ابنته إلى مستشفى التوتنجي، قدم الكادر الطبي الإسعافات الأولية لها، ومن ثم حولها إلى قسم الحروق في مستشفى البشير، ولم يعلم أحد من أهلها بما حدث معها إلا في اليوم التالي، يقول "ش.أ"، ويضيف أن ابنته دخلت في غيبوبة في مستشفى البشير، مما أدى إلى نقص الأكسجين لديها، فأنعشتها الكوادر الطبية.
وتابع "ش.أ" أنه بعد وصوله إلى المستشفى بمدة استفاقت ابنته من الغيبوبة، وأبلغته بما جرى معها، فأبلغ على الفور مديرية الأمن العام بتفاصيل الحادثة، إذ توجهت إدارة حماية الأسرة لأخذ أقوالها، وتوجه المدعي العام في صبيحة اليوم التالي إلى المستشفى، واستمع إلى إفادتها ثم غادر، إلا أنها وفي المساء ساءت حالتها الصحية مجددا ودخلت بغيبوبة أخرى، وتم تزويدها بالأكسجين، وبقيت على هذا الحال حتى توفيت في مساء الثلاثاء الموافق لـ14/9/2021.
وبين أن الأمن العام تمكن من إلقاء القبض على الزوج، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية معه.