( رغم ايجابيات القطاع الطبي الرسمي .. الا ان هناك سلبيات تطفو على السطح احيانا تسيء لهذا القطاع الذي يعاني العاملون فيه والمواطنون على حد سواء كثيرا.. لاسباب لوجستيه ومالية وتنظيمية.. عجزت حكومات متعاقبة عن التصدي لها ...)
(كتاب استقالة مدير عام مستشفيات البشير - كما يفهم من مضمونه - يؤشر على هذه السلبيات مما يستدعي تحقيقا شفافا بما ورد فيه ، لأن تقديم رعاية طبية متكاملة للمريض ، هي ادنى شروط مباديء حقوق الانسان ،التي وافق عليها الأردن واعلن امام المجتمع الدولي التزامه المطلق بها " )
القلعه نيوز - محمد مناور العبادي -
علّمنا الهاشميون ان لا نهادن فيما يتعلق بشؤون الوطن والمواطن .. الا ان بعض كبار المسؤولين يريدون من المكلفين بإدارة الشؤون التنفيذية ان يجاملوهم وان " يكذبوا " وان يتجنبوا قول الحقيقة المرة والقاسية ، بل ان يصوروا الأمور على انها - عال العال – وان الوطن بلف خير وان يكونوا بطانة سوء ، بدلا ان يكونوا مشاعل للحق والحقيقة ، وان يتحولوا الى " شياطين "- الساكت عن الحق شيطان اخرس" - و"منافقين" - "أية المنافق ثلاث .. اذاحدث كذب واذا اؤتمن خان واذا صام وصلى وزعم انه مسلما " -..
صحيح نفخر كاردنيين بالقطاع العام الطبي ونقدر جهود العاملين فيه ، والمسؤوليات الضخمه التي يتحملونها ، والاحوال الماليه الصعبه التي يعيشونها كباقي العاملين في القطاع العام ،، لكن ذلك لايعني الصمت عن السلبيات التي تطفو على السطح بين فترة واخرى لتكشف لنا حقائق تنهش من جسد هذا القطاع ، الذي يتعامل مع الحالات المرضية، التي تصيب اعلى مايملك الاردن وهو المواطن -
استقالة مدير عام إدارة مستشفيات البشير د.عبدالمانع السليمات- انموذج على ذلك - اذا صح تماما مضمون ماورد في كتاب استقالته -
لقد رفض "السليمات " - كما يفهم من مضمون كتاب استقالته - ان يكون شيطانا ومنافقا وكاذبا ، على حساب مواطنين أردنيين صالحين ودافعي ضرائب ، استلقوا في ممرات مستشفى البشير بانتظار من ينقذهم دون ان يستمع احد الى آهاتهم ، وكـأنهم في كوكب اخر ، رغم ان معالجة مواطن مريض هي ادنى شروط مباديء حقوق الانسان التي وافق عليها الأردن واعلن امام المجتمع الدولي التزامه المطلق بها .
" القلعه نيوز " نشرت نص الاستقالة ، التي شخصت بشجاعة و بدقة مايجري في المستشفى بصدق.. وكانت - حسب ماورد فيها - صرخة مدوية بلسان حال كل مواطن اردني وباسم الكوادر الطبية والتمريضية ليس في مستشفىات البشير بل في القطاع الطبي الرسمي عموما ، والتي وصلت الى مرحلة يأس مما يجري، جعلها مشاريع مهاجرين للخارج ، اوينتظرون فرصة تلوح لهم في القطاع الخاص
المطلوب :
تحقيق شفاف وسريع فيما ورد باستقالة مديرعام مستشفيات البشير ومحاسبة لتتبين الحقيقة للمواطن الأردني .. بين الواقع بكل مرارته ، وبين مايقوله مسؤولون حول واقعنا الطبي ،
فالحقائق مهما كانت قاسيه تبني الوطن ، وتعمق ولاء وانتماء المواطن ، والالتفاف عليها اخلال بأمنه واستقراره ومنعته .. فهل يرتقي المسؤولون في وطننا الى مستوى طموحات عميد الهاشميين جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يجسد في كل قراراته ضمير الوطن والمواطن في آن واحد؟ حتى يبقى القطاع الطبي الرسمي في المملكه منارة طبيه وانموذجا يحتذى
.
رغم هذه الهنات والسلبيات التي تطفو على السطح ستبقى قامات الأردنيين شامخة ... وانتماؤهم وولاؤهم لايتزعزغ .. وسيبقى الأردن منارة للخير والحق والحقيقة .. تماما كما كان منذ تأسيسه قبل مائة عام ...
نص كتاب الاستقالة وفيديو - القلعه نيوز - على الرابط التالي المنشور اليوم :
https://alqalahnews.net/article/285285