كتب / قاسم الحجايا
لم أستغرب أبدا التوجيه الملكي لدراسة قضايا إطالة اللسان تمهيدا لمنح عفو خاص ، فهذه هي أخلاق ملوك بني هاشم التي اعتدنا عليها طيلة العقود العديدة الماضية ، فهذه هي الشيم والأصالة التي تربينا عليها ، ونحن نعيش في ظل عائلة كريمة هي جزء من هذه الأسرة الكبيرة . التوجيه الملكي كان له الأثر البالغ في نفوس كل الأردنيين والذين ينظرون للعائلة الهاشمية كمدرسة في التربية والأخلاق ، ونتعلم دائما في رحاب هذه المدرسة التي أنجبت ملوكا قلّ نظيرهم في عالم اليوم من حيث التسامح والعفو . وهي ليست المرّة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه التوجيهات ، التي لا يمكن أن نراها في أي دولة ، ونعلم كيف تتصرف بعض الأنظمة مع معارضيها ، ويكفي أن المعارضة السياسية في الأردن كانت وما زالت تحظى بكل الوسائل المتاحة ، ولم يحدث عبر تاريخ الأردن الحديث إراقة نقطة دم واحدة لمعارض سياسي أو حتى مناكف . اليوم ؛ يضرب جلالة الملك مثالا رائعا في العفو عن كل من أساء لشخصه الكريم أو للعائلة الهاشمية ، وهذا نموذج نفتخر به ، وسيكون حتما مثار تداول في كافة وسائل الإعلام ، ليس فقط في الأردن ، بل في مختلف أنحاء المعمورة . جلالة الملك يفتح اليوم قلبه وعقله لكل مسيء ، ويدرك بأن هؤلاء سيكونون أمام مرحلة قد تغيّر كثيرا من أفكارهم ومعتقداتهم وهم يرون قائد الوطن يترفّع عن كل إساءة صدرت بحقه ، وسيدركون بأنهم ارتكبوا الخطأ ، ليس في شخص الملك فحسب ، بل في حق الوطن وأهله . شكرا يا صاحب الجلالة ، ياصاحب القلب الذي ينبض حبّا لهذا الوطن وأبنائه ، وشكرا لهذا العفو الذي سيكون له الصدى البالغ ، فهذه هي شيمكم وأخلاقكم ، يا أحفاد رسول الله الذي جسّد المثل الرائع في العفو والتسامح .