شريط الأخبار
نجم سوري يحذر من خطورة ما تشهده سوريا حاليا ومن "تشويه وجه الثورة وخطف الانتصار" وزارة الداخلية السورية تصدر بيانا بشأن جوازات السفر لمواطنيها داخل وخارج البلاد وفيات الأردن الأحد 26-1-2025 شريط لاصق من الشاي الأخضر لعلاج التهابات الفم ما سبب زيادة ولادة التوائم.. عالمياً؟ عطل يضرب خدمات تطبيق "تشات جي بي تي" خطوة مثيرة للجدل.. ترامب يُلغي قرار بايدن ويسمح بإرسال قنابل “فائقة التدمير” إلى "إسرائيل" الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء محترف الفيصلي يصل الأردن 3.5 مليون دينار مدفوعات رقمية كل ساعة حالة عدم استقرار جوي تؤثر على الأردن الأحد والاثنين اللجنة الوطنية للأسرى الأردنيين: نرفض سياسة الإبعاد ونطالب بعودة المحررين إلى وطنهم علّان: استمرار ضعف الطلب على المصاغ الذهبي لجان نيابية تناقش اليوم مشاريع قوانين وقضايا عدة بالأسماء ... مدعوون للامتحان التنافسي والتعيين ترامب: يجب على الأردن ومصر استقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين وفاة و 5 إصابات دهساً على طرق الصحراوي وعمان والبلقاء الوسطاء يعلنون إتمام الدفعة الثانية من تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل ترامب يسمح بإرسال قنابل ثقيلة إلى الاحتلال الملك يهنئ ترمب هاتفيا بتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة

المحامي معن يرثي والده الفارس اللواء الركن المتقاعد عبد اللطيف العواملة في ذكراه الابعين.. الكبار لايموتون

المحامي معن يرثي والده   الفارس اللواء الركن المتقاعد عبد اللطيف  العواملة   في ذكراه  الابعين.. الكبار لايموتون


رحمك الله والدي الحبيب .. عامود البيت، ونوارته ، وسراجه ،الذي لن ينطفأ الى الأبد بأعيننا واعين كل محبيك . فقد تركت لنا ارثا لا ينضب الى امد الدهر ...فانت فارس الفرسان في اخلاقك ونبل صفاتك وعشقك للوطن والمواطن ، يشهد على ذلك سيرتك الطيبة كرجل امني دافعت عن الوطن ، ومحام قدير دافعت عن المظلومين ، وكاتب قدير لا يخشى في الحق لومة لائم .. عشت كبيرا ورحلت كبيرا. ارثك عابق بالمواقف والعبر، وسيرتك تعيش بيننا وفينا، فالكبار لا يموتون. وكذلك الفرسان ، يبقون منارات تضيء الطرق المظلمة للأجيال القادمة ... وانا لله وانا اليه راجعون

القلعه نيوز - كتب المحامي معن عبد اللطيف العواملة

-------------------------------------------------------------


بصمت و مهابة، رحل عبد اللطيف العواملة عن الدنيا. خاض معركته الاخيرة و ترجل، بعد رحلة مليئة بالأحداث و التحديات و الانجازات. مسيرة شاهدة على ابرز معالم الاردن منذ الاربعينيات.


رحل تاركا خلفه ارثا عميقا من اخلاق الفرسان. فقد كان رحمه الله مسؤولا وابا واخا وصديقا، ورجل دولة من طراز فريد.

عاش رحمه الله تجربة مميزة، عاصرت مراحل مفصلية من تاريخ الاردن، صقلت شخصيته و كونت هويته.


ولد الفارس عبد اللطيف العواملة في عين الباشا في عام 1942. نشأ وترعرع في حياة ريفية، و لكنها متشبعة بالمدنية لقربها من العاصمة اولا، و للعلاقات الواسعة التي كانت لوالده في عمان و السلط، و التي ضمنت لليافع آنذاك الاطلاع مبكرا على التنوع الثقافي و الديني و العرقي الذي ميز الأردن وحوله ايقونة عربية


ابتدأ حياته الدراسية الأولى في مدارس صافوط ، ثم انطلق نحو مدرسة رغدان حيث تعرف الى العديد من قيادات الاردن المستقبلية، و كون صداقات حميمة عابرة للمراحل، وتشرب حب الوطن والوطنية والقومية من اقرانه في المدرسة التي عمقها شغفه بالمطالعة وحب الثقافة


عايش تطور عمان منذ الخمسينات، و تمرس كشاب في معرفة عائلات الاردن و عشائرها و احزابها و شخصياتها، حيث بنى علاقات جيده مع الأردنيين من جميع المنابت والأصول مما شكل لديه وعيا مبكرا بالحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ومحبة المواطن والوطن في آن واحد .


في عام 1962 بدأ دراسة الحقوق في دمشق. حين كانت سوريا قمة في التعليم الجامعي النوعي ، و كانت تلك تجربة ثرية في زمنها حيث الحياة السياسية الحافلة بالتغيرات و بالمد القومي و الناصري و الشيوعي و البعثي و الفدائي و ما تخللها من احداث جسام في الأردن وسائر دول الإقليم ..كان يراقبها بعين المحب لوطنه والباحث والدارس والمتفحص لما يجري


كان لديه نهم للدراسة والمطالعة الجدية و للتواصل مع جميع اطياف اللون السياسي آنذاك ، ولكنه بقي مستقلا في رأيه و انتمائه ، عينه كانت دوما وابدا على الوطن ليبقى شامخا مزدهرا آمنا مستقرا عالي الهمة ،مفضلا الاطلاع على التوجهات الحزبية و فهم ابعادها من غير الانضمام اليها.


عايش رحمه الله في شبابه مرحلة شائكة صعبة مفصلية من التاريخ العربي، حيث كانت فلسطين مركز البوصلة تحاول جميع الاطراف ان تسعى اليها و لكن من غير ان تصلها.


عاد الى عمان حاملا ليسانس الحقوق ليبدأ رحلة البحث عن عمل في سلك القضاء حتى قادته الصدفة الى دائرة المخابرات العامة ليلتحق بها كضابط برتبه ملازم أول ...و يبدأ رحلة وطنية جديدة تعمق رحلته السابقع وعلى مدى ثلاثين عاما أخرى قضاها في العمل الامني المحترف مديرآ لمخابرات سبع محافظات اردنية انتهاءا بعمان,,, تخلل ذلك انتدابه من دائرة المخابرات العامه في بداية السبعينات للعمل عامين في سلطنة عمان مديرآ لمخابرات مسقط .


في عام 1996 تقدم بطلب احالته على التقاعد فتم ذلك و هو برتبة لواء بعد خدمة طويلة اهلته خدماته الجليلة لتكريمه بالعديد من الاوسمة الرفيعة كان اخرها وسام المئوية الذي قلده اياه جلالة الملك عبد الله الثاني لدوره و تميزه في الحفاظ على الامن الوطني الأردني في اقسى الظروف الأمنية التي اجتازها الأردن وتفوق المرحوم في أداء جميع المهام الموكلة اليه بإخلاص وتفان ومحبه للقائد و للوطن والمواطن


خلال مسيرته المهنية تعمقت معرفة المرحوم بالاردن و طبيعة تكوينه. فكما استفاد المرحوم من خبراته الحياتية و التعليمية السابقة، في عمله الأمني ، استفاد أيضا من عمله في دائرة المخابرات العامة حبا للوطن والمواطن وتكريس كل حياته لخدمتهما وتعميق علاقة المواطنة وتكريسها للارتقاء بالوطن ليبقى ايقونة كما أراده جلالة الملك عبد الله الثاني والمؤسسون الأوائل لهذا الحمى الهاشمي الوطني قبل مائة عام


وبعد تقاعده وافتتاحه مكتب للمحاماة عام 1996 واصل المرحوم الفارس الامني حياته كمحام كفارس امين على حقوق المظلومين ، مدافعا عن حقوقهم امام القضاء الأردني النزيه ، تماما كما كان مدافعا عن الوطن ومقدراته بروحه خلال خدماته الأمنية .


وهكذا بقي الفارس الأمني فارسا في مجال الدفاع عن المظلومين لتحصيل حقوقهم عبر القضاء وعبر مقالات منتظمة كان يطل بها على المواطنين بصورة منتظمة عبر العديد من الصحف والمواقع الاليكترونية حتى أيامه الأخيرة التي تشهد مقالاته خلاله على مدى عشقه للوطن وقيادته والمواطن وطموحاته ونيل حقوقه التي ضمنها الدستور ودأب جلالة الملك على تذكير كل حكومة جديده بضرورة العمل على خدمة المواطنيين


كانت كتابات المرحوم نورا يشع على المملكة تحلل الحاضر بناء على تجارب الماضي وتضع حلولا لمستقبل زاهر مشرق مما حدا بأكثر من اعلامي عريق ومميز بان يصف المرحوم بانه " "الرجل العتيق.. صاحب القلم الرشيق".


ترك المرحوم ابا رائد ارثا كبيرا لعائلته و لأصدقائه و محبيه. كان مجبولا على الايثار و الوفاء و النبل، مع الجرأة و الانضباط. كان حازما في المبادىء، مرنا في الاسلوب، عنيدا في احقاق العدل، معتدلا في تنفيذه.


استخدم رحمه الله اسلوب القصة في ايصال رسائله، فقد كانت ذاكرته تزخر بالوقائع الشاهدة على الاردن و رجالاته المخلصين والتي عاصرها بحكم موقعه الرسمي ودراسته الجامعية في دمشق وعلاقاته المتشعبة مع المفكرين والسياسيين


كان الفارس عبد اللطيف، فارسا في اخلاقه وحياته اليومية ، في كل الظروف والحالات وفي السراء والضراءعلى حد سواء ... امينا في روايته، يذكر المناقب للجميع بغض النظر عن موقفه منهم. ، عرف شرف الخصومة و وفاء الصداقة.


وبمناسبة الأربعين لوفاة رجل الرجال وفارس الفرسان والايقونة التي ستبقى تنير لنا درب الحياة - بهذه المناسبة الحزينة - اعيد نشر فقرة في مقال كتبه قبل عدة اعوام بعنوان "انا الاردن" قال رحمه الله: " الاردن يعرف من هو... و هذا ما يميزه عن محيطه. الاردن متنوع الخلفيات و الثقافات، منفتح،..وسطي... انساني الانتماء.. عروبي المرجعية.. مدني الحكم.. و عالمي التوجه. الاردن منسجم مع ذاته.. ولا يعاني من العقد.. ليس لديه ما يخفيه او يخاف منه...لا يعتدي و لا يتآمر.. و يدرك مهالك الافراط و و مآسي التفريط... نحن بلد يحب الخير و السلام للعالم اجمع."


رحمك الله والدي الحبيب .. عامود البيت، ونوارته ، وسراجه المنير،الذي لن ينطفأ الى الأبد بأعيننا واعين كل محبيك . فقد تركت لنا ارثا لا ينضب الى امد الدهر ...فانت فارس الفرسان في اخلاقك ونبل صفاتك وعشقك للوطن والمواطن ، يشهد على ذلك سيرتك الطيبة كرجل امني دافعت عن الوطن ، ومحام قدير دافعت عن المظلومين ، وكاتب قدير لا يخشى في الحق لومة لائم .. عشت كبيرا ورحلت كبيرا. ارثك عابق بالمواقف والعبر، وسيرتك تعيش بيننا وفينا، فالكبار لا يموتون. وكذلك الفرسان ، يبقون منارات تضيء الطرق المظلمة للأجيال القادمة ... وانا لله وانا اليه راجعون