شريط الأخبار
ابو صعيليك: نسب النمو الاقتصادي ما زالت إيجابية الملك يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي قطار التطبيع التركي مع سوريا نحو مساره مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشيرة النسور الخارجية اليمنية تأسف لفشل مجلس الأمن بمنح فلسطين العضوية انطلاق بطولة غرب آسيا لتنس الناشئين والناشئات "غوغل" تطرد مزيدا من الموظفين عارضوا التعاقد مع الاحتلال الإسرائيلي خبير عسكري لبناني يقول ان حرب غزة حطمت نظرية الردع الإسرائيلية للأبد تحديد مواعيد مباريات مؤجلة من بطولة كأس الأردن آسيا أكثر المناطق تضرراً من الكوارث المناخية العام الماضي مسؤول اوروبي يؤكد :: الدمار الذي لحق بغزة يفوق ما تعرضت له ألمانيا خلال الحرب العالميةالثانية حضور أردني مميز في حفل تكريم الإتحاد العربي للثقافة الرياضية في المباحثات الرسميه الاردنيه الكويتيه : اتفاق كامل بين جلالة الملك وسمو الآمير مشعل في جميع القضايا مدارالبحث الملك وولي العهد في مقدمة مستقبلي امير دولة الكويت .. وعمان استقبلته بصور سمو ه ويافطات الترحيب والاعلام الكويتيه تقارير ترجح: جيش الاحتلال سيشهد سلسلة استقالات جديدة أردوغان: نتنياهو هتلر العصر وزير التربية يستعرض خطط المسارات التعليمية وتطوير الثانوية العامة المبيضين: زيارات الملك للمحافظات والبوادي للتأكيد على المنجزات باليوبيل الفضي الأردن: التحقيق المستقل بشأن أونروا يفند اتهامات إسرائيل البوليفارد يؤكد على دوره المجتمعي الفاعل في ختام حملته الخيرية والإنسانية خلال موسم رمضان 2024

عبقرية محمد " صلى الله عليه وسلم" فدوى بهجت خصاونه

عبقرية محمد  صلى الله عليه وسلم فدوى بهجت خصاونه
القلعة نيوز ...
ميلاد الرسول هو الحدث الأبرز الذي سيغير من طقوس قوم وعاداتهم ، وسيغير من أفكارهم ومعتقداتهم الراسخة ؛ إن تغيير الأفكار ليس بالأمر السهل . فكيف يتسنى لشخص واحد فقير يتيم أمي أن يغير نهج أمة بما فيها عشيرته وأهله الأقربين ؟
بميلاد الرسول الكريم سيد الخلق أجمعين أضاءت الدنيا وأشرقت الأرض ، حل الربيع وتفتح الزهر ، وأخذت الأرض والسماء زخرفها ؛ فولدت خير أمة أخرجت للناس ، وهنا لا بد من التأكيد أن وصف الأرض والسماء ليس على سبيل المجاز ، ولكنه على سبيل الحقيقة الدامغة ، وهذا كله نوع من الإعداد الرباني لتغيير معتقدات ومورثات لو بقيت قائمة لحدث خلل في الحياة بكافة مناحيها .
جاء الرسول على قوم إذا بشر أحدهم بالأنثى يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ، قوم إذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ، واذا سرق القوي تركوه ، قوم تحكمه النعرات والنزعات القبلية ؛ وفوق هذا وذاك قوم طال بحثهم عن إله ليعبدوه حتى استقروا على عبادة الأصنام .
لقد تهيأ الرسول ليقف بمواجهة مجتمع يغرق في تفاصيل الجاهلية ؛ سلاحه الكلمة وجيشه الأخلاق التي تأصلت في نفسه ومنذ نشأته .
جاء الرسول الكريم على قوم يستعبدون الناس ، يفرقون بين الأبيض والأسود ، بين الفقير والغني ، بين الحاكم والمحكوم بين الذكر والأنثى ؛ انه مجتمع بمعادلة صعبة وليس بمقدور اي شخص ان يحل أي طرف من أطراف المعادلة إلا أن يكون ساحر كما وصفه قومه ؛ فقد كانت الكلمة جسر بين الرسول وقومه هي سر من أسرار انتشار الإسلام وعظمة الإسلام ، فليس ثمة عمل خارق قام به الرسول و شاهده الناس حتى تساءل قومه : "مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ". فقد سحر الناس بالكلمة الحسنة بأمر إلهي " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ".
تعرض النبي لحملات تشهير فقالوا عنه : ساحر مجنون كاهن شاعر ، حتى وصل الخبر إلى مسامع القرى المجاورة أن في مكة ساحر كبير ، وكل هذا لم يثنه ولم يحد من عزيمته ليواصل دعوته إلى الله .
فقد نشأ النبي صلى الله عليه وسلم يتيما عاش في كفالة جده عبد المطلب الذي كان يتوسم فيه الخير كان يدافع عنه ويوصي عليه كان يعطيه أفضل الطعام وأفضل اللباس ، كان العين الساهرة التي تراقبه وترعاه .
يموت جد الرسول وهو يوصي ولده ابي طالب على رعاية النبي والدفاع عنه ، ولا زالت السيرة تتحدث عن علاقات القربى ودور الجد والعم بالاحتواء "يقولون العم والد" فكان ابو طالب كثير الأولاد قليل المال و كل ذلك لم يكن سببا في أن يتخلى عن مسؤوليته وواجبه تجاه ابن أخيه فضمه إلى عائلته وأواه في بيته كان يمنع أولاده من الاقتراب الى الطعام إلا أن يحضر ابن أخيه ، يلازمه في حله وترحاله ، وحلت البركة حيثما حل الرسول .
نشأة الرسول في بيت جده وعمه أكسبته قوة وصلابة فاعتمد على نفسه ، وكان معينا لهما فعمل بالرعي والتجارة ، ليكون مؤهلا لتحمل المسؤوليات العظيمة إنه إعداد الله تعالى للنبي ليكون على قدر المهمة .
وبقي أن نقف وقفة قصيرة مع خلوة النبي التي كانت واحدة من سلوكيات النبوة ؛ فلا بد للإنسان أن يختلي بنفسه مع الله يتحاور مع نفسه ، يتساءل عن سر الكون العظيم . لا بد وأن يتفكر في كل ما يحيطه ليكون عقله ناضجا عبقريا ، يتعرف إلى الظواهر الكونية يستشعر عظمة الخالق تتوسع مداركه لما هو أبعد من مكانه فيصعد السماء و يغوص في لب الأرض ،وبعد ذلك يبذل روحه لأجل العقيدة و إعلاء كلمة الله " أفلا يتفكرون" .
يقول العقاد :
حسبنا من عبقرية محمد "صلى الله عليه وسلم " أن نقيم البرهان على أن محمداً عظيمٌ في كل ميزان: عظيمٌ في ميزان الدين، وعظيمٌ في ميزان العلم، وعظيمٌ في ميزان الشعور، وعظيم عند من يختلفون في العقائد .
إنه نقل قومه من الإيمان بالأصنام إلى الإيمان بالله، ونقل العالم كله من ركود إلى حركة ومن فوضى إلى نظام، ومن مهانةٍ حيوانيةٍ إلى كرامةٍ إنسانية .

فدوى بهجت خصاونه