"الأردن كان وسيبقى وطن الجميع دون تمييز أو محاباة .. بأنّ كل من يحمل الرقم الوطني أردني مئة بالمئة وله حقوق كأيّ أردني ، ولنترك جانبا هذه المهاترات التي يطرب لها اليمين المتطرف في دولة الإحتلال"
القلعة نيوز- الدكتور محمد أبو بكر
منذ أن تطرّقت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية لمصطلح الهوية الوطنية الجامعة ، والحديث لا ينقطع حول هذا المفهوم ، وكأنّ الأردن دولة هشّة وضعيفة ولا تحتمل مثل هذه المصطلحات ، وقد مللنا فعلا الحديث حول ذلك ، فبتنا نكرر أنفسنا .
المعارضون لهذا المصطلح ينطلقون من رؤية بأنّ المصطلح سابق الذكر يعني المقدمة لتوطين الفلسطينيين أو إقامة الوطن البديل في الأردن ، وفي ذلك رؤية تدلّ على قصر في النظر وغباء بات يستفحل عند البعض ووسواس آن له أن ينتهي عندهم .
فمن يروّج للوطن البديل غير اليمين الصهيوني المتطرّف الذي يخرج إلينا بين الفينة والأخرى بذلك ؟ وكأنه يرمي بالونات اختبار سئمنا منها ، ووصلنا إلى مرحلة أصبح هذا الموضوع لا يعنينا أبدا ، فليقل اليمين الصهيوني ما يشاء ، المهم أن لا ينساق البعض خلف رواياتهم .
فالهوية الوطنية الجامعة لا علاقة لها بالتوطين ، ومن هو الفلسطيني الذي يقبل بديلا عن وطنه ؟ وجميعنا يدرك مدى تشبث الفلسطيني بأرضه ومقدساته وأشجار زيتونه ، واستحالة مغادرة وطنه مهما تكالبت عليه الظروف والمؤامرات التي ازدادت وتيرتها مؤخرا .
حتى النظام السياسي في الأردن وعبر عقود عديدة كررها مرات ومرات .. لا للوطن البديل ، ونحن أيضا وبكل منابتنا وأصولنا نرددها معه .. لا وألف لا !
ولا بدّ هنا من تأكيد مسألة هامّة ، وليدركها البعض .. أنّ كل من يحمل الرقم الوطني حتى لو جاء من بلاد واق الواق هو مواطن أردني ويحمل الهوية الأردنية ، ومن حقّه أن ينافس حتى على موقع رئاسة الحكومة أو البرلمان !
فهوية من يحمل الرقم الوطني هي الهوية الوطنية الجامعة لكل الأردنيين على اختلاف منابتهم وأصولهم ، ومن أين جاؤوا ، وكيف وصلوا لبلادنا ، ولا وجود لهويات فرعية كما يدّعي البعض والذين يعملون بغباء على تجزئة الوطن بمثل هذه الهويات الفرعية غير الموجودة أصلا إلّا في أذهانهم ، ولكن هذا لا يعني عدم الإعتزاز والفخر بالعشيرة والعائلة والأصل والدين والثقافة ودون تعصّب أعمى لا طائل منه سوى مزيد من التفرقة بين أبناء الوطن الواحد .
فليتوقف من يكررون المقولات الصهيونية بحسن أو سوء نيّة ، ومن يوجهون سهام الإتهام بأن الهوية الوطنية الجامعة ماهي إلّا لتمرير صفقات مشبوهة أو مؤامرات ..
أقول لهم .. اتّقوا الله في أنفسكم أولا وفي الوطن ثانيا ، وترفّعوا عن ذلك يارعاكم الله . فالأردن كان وسيبقى وطن الجميع دون تمييز أو محاباة ، وأكرر .. بأنّ كل من يحمل الرقم الوطني أردني مئة بالمئة وله حقوق كأيّ أردني ، ولنترك جانبا هذه المهاترات التي يطرب لها اليمين المتطرف في دولة الإحتلال .