شريط الأخبار
الحكومة توافق على اتفاقية تمويل مشترك لمشروع الناقل الوطني الجيش: إحباط محاولة تسلل وتهريب مخدرات باستخدام طائر الهيئة المستقلة للانتخاب: تردنا مئات الاستقالات الحزبية لويس دياز يخرج عن صمته بعد تدخله القوي ضد المغربي أشرف حكيمي وإصابته فوتشيتش: روسيا تحاول إيجاد مخرج لحصتها في شركة نيس الخاضعة للعقوبات انفجارات قوية تهز مقاطعة أوديسا "معركة بين الجنسين!".. النجمة سابالينكا و"المشاكس" كيريوس في تحد مثير بدبي الزيود يكتب إلى وزير الثقافة مصطفى الرواشدة أكثر من 40 شركة روسية مثلت البلاد في معرض Canton Fair مدير الأمن الفيدرالي الروسي يطلب مهلة لدراسة ملف الاختبارات النووية الأمريكية رسميا.. ميلان وإنتر ميلان يوقعان عقد شراء سان سيرو منتدى الاستراتيجيات: العقبة قادرة على دفع عجلة النمو الاقتصادي 20% الكنيست الاسرائيلي يؤجل التصويت على قانون إعدام الأسرى الملك يلتقي مع رئيس أركان الدفاع الهنغاري فضيحة أمنية في "إسرائيل": تسريب يوميات وزير الأمن القومي بن غفير لعامين رونالدو: ترامب يستطيع تغيير العالم برعاية الرواشدة ... مهرجان الأردن المسرحي ينطلق غدًا الخميس الحنيطي يستقبل رئيس دفاع قوات الدفاع الهنغارية القضاة والسفير الأمريكي يبحثان التعاون الاقتصادي أمن الدولة تخلي سبيل النائب السابق محمد عناد الفايز بكفالة

لماذا فَرِح الاردنيون بفوز الرمثا .. قراءة مغايرة ..!! رمضان الرواشدة

لماذا فَرِح الاردنيون بفوز الرمثا .. قراءة مغايرة ..!! رمضان الرواشدة
القلعة نيوز.. هذا المقال ليس تحليلا رياضيا، فأنا لا اكتب ابدا في قضايا الرياضة، التي لها اختصاصيون افضل مني . وانا لست منحازا كرويا ولا مشجعا لاي ناد اردني او ضد ناد آخر ..وكانت آخر مبارة حضرتها في الدوري الاردني عام 1987 وبعدها لم احضر اي مبارة ، سوى بعض مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم التي اقيمت في عمان خلال السنوات الماضية. ولكن فرح الاردنيين الغامر لفوز نادي الرمثا بدوري المحترفين ، بما في ذلك فرحة مشجعي اندية منافسة - باستثناء القلة القليلة - جعلني اتوقف عند مجموعة من الحقائق المهمة المتعلقة ( بالفرح الاردني) عموما واسبابه .. وهي باعتقادي اسباب لها علاقة بالنادي ومدينة الرمثا تحديدا وبالاردنيين اجمالا اضافة لعوامل متعلقة بالهمّ العربي : اولا- يأتي فوز نادي الرمثا بالدوري بعد غياب عن الفوز منذ عام 1982 ورغم فوز الرمثا بعد ذلك ببطولات درع الاتحاد وكأس الاردن وكأس الكؤوس عدة مرات ، الا ان فرحة الدوري لها نكهة خاصة .. وقد مر النادي بظروف صعبة كثيرة استطاع تجاوز بعضها ومع ذلك بقي ضمن اندية دوري المحترفين ..وقد جاء الفرح والتضامن الاردني منذ انطلاق موكب النادي بعد الفوز من الملعب الى الرمثا -والذي استغرق ست ساعات - وخروج المواطنيين الى الطرقات التي سلكها موكب النادي لاستقبالهم وللتعبير عن فرحهم باعتباره جزء من التضامن مع هذا النادي العريق . ثانيا- مدينة الرمثا مدينة بهية ، ككل المدن الاردنية ، يحمل النادي اسمها ، واهلها كرماء وطيبون واغانيهم ودبكاتهم واعراسهم التي حضرتها تعبر عن حبهم للفرح وللحياة ...ولكن خلال السنوات العشر الماضية عانت مدينة الرمثا - الحدودية مع سوريا - واهلها من اوضاع معيشية واقتصادية جمة نتيجة المواجهات الدموية المسلحة في سوريا واغلاق المعبر وانقطاع رزق عشرات الآلاف من الرماثنة الذين كانوا يعتمدون على التجارة مع سوريا وهذا اثّر كثيرا على اوضاعم الاسرية والمعيشية والنفسية ... وقد زرت الرمثا ثلاث مرات خلال العامين الماضيين ولم اجدها مثلما عرفتها قبل الازمة السورية. ثالثا- اثرت جائحة كورونا منذ عام 2020 على اوضاع كثير من الاردنيين ذوي الدخل المتوسط والمحدود وادت اجراءات الحظر الشامل التي قامت بها الحكومة والتباعد الاجتماعي واغلاق صالات الافراح والاعراس والحفلات الفنية والثقافية الى تراجع منسوب الفرح لدى الاردنيين . وقد اكدت دراسة اجرها مركز متخصص بالجامعة الاردنية، قبل اشهر ، بأن حالات الإكتئاب والقلق النفسي والهلع زادت لدى الاردنيين بنسبة 65 % وامتلأت عيادات الطب النفسي بالمراجعين حسب قول عديد من الاطباء . لذلك كان طبيعيا هذه الحشودات التي رايناها في حفلات المطربين في مهرجان جرش وغيرها . فالأردنيون بحاجة الى فسحة فرح وبحاجة الى اي خبر يبهجهم ...وهو ما حققه لهم نادي الرمثا بالفوز بالدوري . رابعا- الاوضاع الاقتصادية لدى الطبقة الوسطى القادرة على حضور الفعاليات الغنائية والفنية تراجعت بشدة خلال الاعوام الماضية وتزايدت بعد جائحة كورونا . ولكن الانفتاح الاخير لكثير من القطاعات اعاد الامل والحياة لقطاعات كثيرة ومن بينها النشاطات الاجتماعية والفنية والاعراس والحفلات ومباريات كرة القدم والسلة وغيرها .. خامسا- الاردنيون بشكل عام يتأثرون بالمحيط العربي، لأنهم عروبيون وقوميون بالفطرة، ولذا فالاوضاع الدامية بالعراق وسوريا وخوفهم على بلدهم من ان تؤثر عليه تداعيات هذه الاوضاع زاد من منسوب القلق العام واصبحت الرياضة بالذات وكرة القدم بالتحديد متنفسا لهم للتعبير عن الفرح ..وهذا الفرح ينطبق ايضا عند فوز اي لاعب اردني ببطولة عربية او دولية او فوز بلد عربي ببطولة دولية حتى عندما يسجل اللاعب المصري محمد صلاح هدفا لفريقه( ليفربول ) كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل فرحا . اخيرا .. الاردنيون بحاجة للفرح والاحتفاء بأي انجاز مهما علا اوصغُر والحياة العامة مقلقة بكل تلاوينها فلنجعل للفرح مكانا كبيرا وكفانا معاناة وقلق ونعم للانفتاح على كل مباهج الحياة... مبروك لكل الاردنيين فوز الرمثا .