القلعة نيوز : قالت مجلة "نيوز ويك" الأمريكية إن أكثر ما يقلق موسكو في الأزمة الأوكرانية هو أسطول الطائرات بدون طيارالمقاتلة التي تم الحصول عليها من عضو آخر في الناتو "تركيا" ويهدد بقلب دفة الحرب لصالح كييف.
لم تكشف تركيا ولا أوكرانيا عن العدد الدقيق للطائرات بدون طيار التركية "بيرقدار تي بي 2"، التي بيعت إلى الأخيرة، لكن التقارير تشير إلى أن الرقم أكبر مما كان يعتقد سابقًا.
تلك الصفقات، وفق المجلة، أثارت حفيظة موسكو، حيث حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان من وجود الطائرة المسيرة في الصراع، وقال الكرملين في اتصال هاتفي مع أردوغان في وقت سابق من هذا الشهر إن الرئيس الروسي "شدد على أن كييف واصلت جهودها التخريبية لتخريب اتفاقيات مينسك. مثل الأنشطة الاستفزازية للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة النزاع، بما في ذلك استخدام طائرات بدون طيار هجومية من طراز بيرقدار".
في الواقع لـ"بيرقدار" سجل حافل بالإعجاب في القضاء على القوات المتحالفة مع روسيا في ليبيا وسوريا وخصوصا في أذربيجان.
وبينما أصبحت القدرة الفتاكة للطائرة بدون طيار معروفة الآن، فإن التدخل الروسي المباشر في أوكرانيا سيثبت اختبارًا جديدًا للسلاح الذي أصبح الآن في قلب التوترات المتصاعدة على الحدود بين الخصمين، حسب المجلة الأمريكية.
تنقل المجلة عن مدير برنامج الأبحاث في برنامج الدراسات الروسية "CNA" مايكل كوفمان قوله إن الطائرات التركية بدون طيار "أثبتت فعاليتها، خاصةً من حيث التكلفة، مقارنةً باستخدام الطيران المأهول".
ويضيف: "ومع ذلك، فقد عملوا في بيئات يفتقر فيها الخصوم إلى قوة جوية فعالة ويمتلكون دفاعًا جويًا غير متطور أو قديم."
تنتشر "بيرقدار" اليوم في 12 دولة.
وحسب ريتا كوناييف، الزميل الأول المساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد فقد تم استخدام "بيرقدار" في ليبيا وناغورنو كاراباخ بشكل فعال لجمع المعلومات الاستخباراتية، والمراقبة المستمرة والاستطلاع، وفي النهاية ساعدت القوات على الأرض في الحصول على ميزة ضد الخصم.
وتضيف: "في هجوم مضاد كبير في سوريا، دمرت القوات التركية دبابات النظام السوري وناقلات الجند المدرعة ومعدات أخرى في هجوم متطور عالي الإيقاع نسق ضربات الطائرات بدون طيار بالنيران الصاروخية والمدفعية".
من جهته أوضح أنطون مارداسوف، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي والباحث في برنامج سوريا التابع لمعهد الشرق الأوسط، الميزة الاستراتيجية التي تجلبها مثل هذه الأداة إلى ترسانة جيش أجنبي.
وكشف مارداسوف أن "تركيا كانت أول دولة تستخدم الطائرات بدون طيار كعنصر عملياتي رئيسي للدعم الناري والمراقبة والاستطلاع في العمليات الهجومية والدفاعية، وذلك في سوريا في عام 2020".
وقال إن هذه هي "المرة الأولى في التاريخ العسكري" التي "تم تكليف طائرة بدون طيار بدور وسيلة دعم جوي مباشر لعملية بهذا الحجم وبهذه الكفاءة". وأوضح أن القيام بذلك جعل من الممكن استبدال الطائرات المقاتلة والاستطلاعية بالكامل.
وقال إنه في وقت ما كان هناك ما يصل إلى 20 طائرة تركية هجومية واستطلاعية في سماء إدلب، تعمل في ما أسماه "مجموعات الذئاب". قد يكون مثل هذا التكتيك سيناريو كابوسًا للمتمردين المتحالفين مع روسيا في دونباس إذا كان لدى أوكرانيا الجدية والخبرة لشن مثل هذه العملية.
ويكشف مارداسوف أنه في حالة تكثيف استخدام الطائرات بدون طيار في أوكرانيا، فإن "روسيا ستضطر إلى المشاركة بشكل أكبر في الصراع، وعلى الأقل لبناء وسائل للحرب الإلكترونية لتشكيل دفاع متسلسل".