
عمان- - حسن محمد الزبن
اَلْأَوْرَاقِ اَلصَّفْرَاءِ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَعُودَ لِمَكَانِهَا، وَلَيْسَ مُمْكِنًا أَنْ تَعُودَ خَضْرَاء أَمَامَ نَظَرَاتِ عَدَمِ اَلِاهْتِمَامِ وَالْعِشْقِ، فَقَدْ نَالَتْ مِنْ اَلرِّعَايَةِ وَضَخِّ اَلْمَاءِ وَالسَّمَادِ مَا يَكْفِي، وَلَاقَتْ مِنْ اَلْحُبِّ وَالِانْجِذَابِ حَاجَتَهَا.
وَلَيْسَ سِرًّا عَلَى اَلطَّبِيعَةِ وَالْكِيمْيَاءِ لَنْ يُعَادَ دُبُّ اَلْحَيَاةِ فِيهَا، وَحَتَّى أَقُلْ مَا يُمْكِنُ مِنْ اَلْأُلْفَةِ، لَمْلَمَتُهَا وَتَلْوِينُهَا فِي وِعَاءِ زُجَاجِيٍّ بَرَّاقٍ، لَنْ يَكُونَ لَهُ مُعْجَبُونَ مِنْ ضُيُوفِ اَلْبَيْتِ، وَمَهْمَا صَمَدَ اَلْوِعَاءُ فِي رُكْنِ مَا، سَيَأْتِي لَحْظَةً وَيُسْقِطُ وَيَتَحَطَّمُ، أَوْ فِي أَقَلِّ تَقْدِيرٍ يُمْكِنُ أَنْ يَنْقُلَ إِلَى رَدْهَةِ خَارِجِيَّةٍ مِنْ اَلْمَنْزِلِ، حَتَّى لَا يُثِيرُ اِنْتِبَاهَ اَلضُّيُوفِ، وَيَكُون مِحْوَرُ اَلْحَدِيثِ فِي اَلْعَائِلَةِ.
فَالْوَعْيُ حَاضِنٌ لِلتَّغْيِيرِ اَلْمَأْلُوفِ وَلَيْسَ اَلْمُسْتَهْجَنُ، وَيَنْسَجِمَ مَعَ اَلْفَسَائِلِ وَالْغرَاسْ اَلْحَيَّةَ وَالْمُورِقَةِ وَالْمُتَجَدِّدَةِ، وَعلبَثًا اَلِاحْتِفَاظُ بِأَوْرَاقٍ أُسْقِطَتْ نَفْسُهَا، وَلَمْ تُحَافِظْ عَلَى أَلْقِهَا، وَسَرِقَةُ نَظَرَاتٍ اَلْمُعْجَبِينَ إِلَيْهَا، وَانْزَاحَتْ وَاخْتَارَتْ أَلَّا تَحْتَفِيَ بِعِنَايَةِ اَلنِّعْمَةِ، نِعْمَةُ اَلْهَوَاءِ وَالْمَاءِ وَالدِّفْءِ، وَعَصَفَتْ بِنَفْسِهَا لِتَكَوُّنٍ وَحَّدَهَا مَعَ عَبَثِ أَقْدَامِ اَللَّيْلِ اَلْمُوحِشِ، وَرِيَاحَ اَلطَّقْسِ اَلْمُتَغَيِّرِ، لِتُلَامِس اَلْأَرْضُ، وَتُوَاجِهَ عَوَاصِفُ اَلتَّغْبِيرْ.
كُلُّنَا نُحِبُّ وَنَعْشَقُ أَنْ يَكُونَ اَلْوَطَنُ أَخْضَرُ،،