شريط الأخبار
تنكيس الأعلام فوق الوزارات والدوائر الرسمية حدادا على وفاة قداسة البابا فرنسيس المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل وزير الثقافة ينعى الكاتب والناقد غطاس الصويص أبو نضال اللاتفية أوستابينكو تفجر مفاجأة من العيار الثقيل في شتوتغارت الصادرات الزراعية الروسية إلى السعودية تسجل نموا بنحو الربع في 2024 بوتين يشكك في قدرة قادة الاتحاد الأوروبي على تنفيذ تهديداتهم ضد ضيوف احتفالات النصر في موسكو مانشستر سيتي يبلغ برناردو سيلفا بقرار "محبط" بشأن مستقبله مع الفريق الرياض تبدي اهتماما بالإنجازات الروسية الجديدة في مجال علم الوراثة دخان أبيض أو أسود.. كيف يجري اختيار بابا جديد في الكنيسة الكاثوليكية؟ قائد ليفربول يثير الجدل حول مستقبل أرنولد الخشاشنة: لن يتم تطبيق نظام البصمة إلا ضمن معايير واضحة تحمي حقوق الطبيب وتصون كرامته عندما يحكم العالم غبي... الصفدي: وحدتنا الوطنية أقدس من أن يعبث بها أي حاقد أو جاحد وزارة الداخلية تستعرض أبرز إنجازاتها خلال آذار اختتام معسكر القيادة والمسؤولية المجتمعية في عجلون النائب الهميسات يطالب العمل الإسلامي بالانفكاك عن الجماعة مطالبات نيابية بحل حزب جبهة العمل الإسلامي الملك: أحر التعازي للإخوة والأخوات المسيحيين في العالم بوفاة قداسة البابا فرنسيس النواب يشطب كلمة للعرموطي: لا خون في الحكومة ونحن نعرف أين الخون زلزال مالي جديد من قلب الصين

الإعلامي محمد الوشاح يكتب : عدنان ابو عوده .. عصيتُك يوما ما ... فسامحني.. وانا اعتذر

الإعلامي محمد الوشاح  يكتب :  عدنان ابو عوده .. عصيتُك يوما ما ... فسامحني.. وانا اعتذر


القلعه نيوز - بقلم : الإعلامي محمد الوشاح
تذكرتُ بعد وفاة وزير الإعلام الأسبق عدنان أبو عوده رحمه الله قصة حصلت بيني وبينه عام 1982 عندما كنت مذيعاً ومحرراً في الإذاعة الاردنية ، حيث تمّ تكليفي ذات العام بتغطية الجلسات الأسبوعية للمجلس الوطني الاستشاري الذي كان بديلاً عن مجلس الأمّه ، فبعد انتهاء كل جلسة كنتُ أسارع بإعداد تقرير إخباري لإذاعته عبر الهاتف على أقرب نشرة أخبار ، وكان الموضوع الذي احتدم النقاش حوله لعدة جلسات هو الوطن البديل ،
قُبيل موعد نشرة أخبار الثانية ظهراً بعشر دقائق كان تقريري الإذاعي جاهزاً لقراءته على الهواء ، فناداني الوزير أبو عوده بجملة – وينك يا إذاعه - ليسألني عمّا كتبت ، فقلت له عن الوطن البديل معاليك ، فغضب وقال اشطبْ ما كتبتْ واستبدله بأنّ المجلس الإستشاري ناقش في جلسة اليوم مشكلة فائض البندورة في الأغوار ، فدُهشتُ من طلبه المتأخر ولم أستطع لحظتها تنفيذ أمره لأن الوقت المتبقي للنشرة خمس دقائق ، فأذعتُ ما كتبتُ وليس كما طلب الوزير .

وبعد استماع ابو عوده لنشرة الأخبار عاد ليلومني على عدم الالتزام بتعليماته ، فقلتُ له معاليك لم يكن لدي مُتسع من الوقت لكتابة تقرير عن "البندورة" وباقٍ على النشرة دقائق قليلة ،
فقال معالية لي : أنتم المحررين يلزمكم غسيل دماغ ،
فسألته عن سبب طلبه بتغيير الموضوع من الوطن البديل الى فائض البندورة فقال هذه لعبة السياسة والإعلام ، فإذا بقينا نتحدث عن الوطن البديل فسيظلُ موضوعاً متكررأ على ألسنة الناس ، ومن أجل أن ينسوه يتوجب على الإعلام أن ينتقل الى موضوع آخر .
إنني أعترف أن مخالفتي لتعليمات الوزير أبو عوده وهو الإعلامي والسياسي المحنّك كانت مخاطرة وجرأة غير صحيحة من جانبي ، لكنني بتلك المخالفة التي جنبتّني من مطّبٍ إذاعي مؤكد ، اختصرتُ على نفسي جُهداً شاقاً وموقفاً قاتلاً لا أستطيع تحمله ، حيث أن خمس دقائق لا تكفي لكتابة تقرير عاجل حول موضوع أجهله .
وللأمانة أقول أن أعضاء المجلس الوطني الاستشاري في ذلك الزمن ، كانوا من خيرة الخيرة وأصحاب معرفة وخبرة طويلة ، متوافقين مع السلطة التنفيذية وناصحين لها في أمور كثيرة ، وقد أجمع الكثير من المواطنين الذين عاصروا تلك المرحلة من سياسيين وحزبيين وإعلاميين ،
ذلك المجلس استطاع الى حدٍ كبير ملئ الفراغ الذي أحدثه غياب مجلس النواب وبأقل التكاليف على الدولة ، حيث كان أعضاؤه يتقاضون مكافأة مالية رمزية دون أيّة امتيازات أو تكاليف أخرى ،
وكنتُ دائما اسأل نفسي ، لو فكّرتْ الدولة الأردنية العودة الى تشكيل مجلس استشاري من النُخب الوطنية الكفؤة والاستغناء عن مجلسي الأعيان والنواب ، كم سيوفر ذلك على الخزينة الأردنية من أموال ونفقات ؟ .
ومن هنا فإني أعتذر من المرحوم عدنان أبو عوده عن عصياني وامتناعي لتنفيذ تعليماته ، لكنّي أقرُّ وأعترف بأن معاليه كان مدرسة واسعة في الإعلام ، حيث عقد لنا – أسرة المذيعين والمحررين في الإذاعة – إجتماعاً ، أعطانا نصائح مفيدة لا زلتُ ملتزماً بها في مسيرتي الإعلامية .