الشباب ووسائل الاعلام
بقلم: بســام العـوران
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل الآكثر رواجا بين الشباب ؛ فقد كسرت القيود والحدود والجغرافيا وعملت على تقارب الأفكار والأخبار وتطورت العلاقات بين الناس على اختلاف ثقاففاتهم ولغاتهم وبيئاتهم.
وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا لايتجزأ من حياة عدد كبير من الشباب الى حد درجة الادمان. وهذه المواقع سلاح ذو حدين حيث تتضاربت الآراء حولها ، وقد نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في التغيير والتعبير عما يكنه الشباب بداخلهم متأثرين بثقافة العصر والانفتاح على الثقافات العالمية وبالمقابل فان هذه الشبكات يمكن ان تكون أداة خطرة لهدم الأخلاق والقضاء على العادات والتقاليد الأصيلة خاصة اذا استخدمت في بث الاشاعات وتزوير الواقع والحقائق.
ان مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم وسائل الاعلام والاتصال لما يميزها من امكانات متاحة أمام المستخدم للحصول على المعلومة وتداولها وخاصة من قبل الشاب ويجب توعية الشباب باستخدام هذه المواقع بشكل ايجابي وعلى وسائل الاعلام ان تنشر برامج التوعية واقامة الندوات واللقاءات والحوارات وورش العمل التي تهدف الى توجيه استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لأجل حماية عقول الشباب من الأفكار المنحرفة والضالة التي تنعكس على أمن واستقرار بلدانهم.
ان سبب اقبال الشباب من الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة لتقصير المؤسسات الرسمية في استيعاب حاجيات الشباب وتلبية طموحاتهم لأن هذه المواقع تكسر الحواجز وتتيح الحصول على المعلومات وتخزينها وعرض الصور وشرائط الفيديو بالاضافة الى غرف الدردشة والتحاور حتى ان الكهول تجرؤا على استعمالها والاستفادة منها.
لقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى التواصل السياسي أيضا. والدليل على ذلك ، ماحدث في بعض الدول العربية بتغيير أنظمتها السياسية. مما يؤشر ذلك ان شباب الفيسبوك أصبح لهم خطابا سياسيا تجاوز في ادراكه للواقع خطابات الأحزاب والأنظمة السياسية القائمة وقد نجحوا في تعبئة وتحشيد فئات واسعة من الشعوب للقيام يثورات ضد حكامهم وأنظمتهم. بل ارتفع مستوى الوعي الثقافي والسياسي عند الشباب وأصبح هناك ثقافة شبابية جديدة متفاعلة مع وسائط الاتصال بالغة التقنية ومتفوقة على محتويات التكوين والتربية وكسر حاجز الخوف عند الفئة الصامتة في أي بلد من البلدان العربية.
الاعلام له أهدافه وأدواته ورسائله في التأثير والجذب والتغيير فلذلك تلعب أجهزة الاعلام المرئية والسمعية والمقروءة دورا مؤثرا في صناعة الرأي العام والتأثير والجذب والتغيير فلذلك تلعب أجهزة الاعلام المرئية والسمعية والمقروءة دورا مؤثرا في صناعة الرأي العام والتأثير في صناعة القرار السياسي.
ولا شك أن شريحة الاطفال والشباب المراهقين هم من يتأثر بالاعلام الجديد أكثر من غيرهم. ولذلك نرى أن أكثر البرامج الاعلامية موجهة لهذه الشرائح لأنها أقوى الوسائل المؤثرة في الشباب حيث تنقل وسائل الاعلام الحديثة الحدث على الهواء مباشرة بفضل تقنية الأقمار الصناعيى المتطورة بالاضافة الى الانترنت.
وتكون تكنولوجيا الاعلام والاتصالات ثورة حقيقية لها تأثيرها على جميع الناس في كل العالم والتي تتيح الفرصة للمعرفة والعلم والترويح عن النفس. ولكن في الوقت نفسه هناك اعلام سلبي فاسد يتعدى على القيم والأخلاق وله خطورته على الشباب العربي والمسلم بل أصبح هذا العالم يؤثر في بعض الشباب.
ان صناعة الاعلام ترتكز على ثلاثة أسس: الرسالة الاعلامية والعنصر البشري والوسيلة التقنية. وان الهدف من الرسالة الاعلامية هو الاتصال بين المرسل والمتلقي عبر الوسائل الاعلامية. حيث ان الاعلام أصبح عصب التطور في عصرنا الراهن شأنه شأن الزراعة والصناعة والثروات الطبيعية. ولكن على مجتمعنا العربية أن يطوع هذه التقنيات الحديثة حتى تخدم قضايانا والقاء الضوء على حضارتنا وفكرنا ورؤيتنا.
لاننكر وجود مواقع ومحطات عربية تؤدي دورا ثقافيا وتنمويا هاما. لكن ذلك لايشكل إلا نسبة قليلة أمام الكم الكبير من المواقع والمحطات والفضائيات التي لاتقدم إلا الدردشة والحوارات غير الجادة. ولذلك فان على المؤسسات الاعلامية ان تتكامل مع المؤسسات التربوية والاسرية لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وتعزيز القيم الانسانية وتنمية شعور الفرد بالانتماء لمجتمعه.
لقد ساهمت وسائل الاتصال الحديثة أيضا في انفتاح دول العالم العربي على بعضها البعض وعلى العالم. ومنذ دخول العالم العربي عصر المعلومات والثورة الرقمية أصبح العالم كله بين أيدينا وذلك بالانفتاح على ثقافات مختلفة ووضعت المعارف في خدمة الانسان وقد جاءت التطورات العلمية والتقنية وثورة الاتصالات ودخول العالم في مرحلة العولمة. كل ذلك يجب أن تستغل التأثيرات القادمة عبر الانترنت والفضائيات لزيادة الوعي عند جيل الشباب وتشجيع المواهب وملء الفراغ لدى الشباب وغرس القيم الديمقراطية ونشر الوعي السياسي والثقافي بين الشباب ولأن رسرعة نقل الخبر بالصورة والصوت أصبح يشد كل جيل الشباب.