القلعة نيوز : احصاء للمصادر المكتوبة الباحثة في فن وشعر الملحون، نشرته حديثا مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء.
وجاء تعميم هذا العمل، الذي يمكن الاطلاع عليه رقميا عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة، في إطار معرض للكتب بالعاصمة الاقتصادية بعنوان "فن الملحون بالمغرب، دواوين ودراسات”.
واتُخذت هذه المبادرة، وفق المؤسسة الواقفة وراءها، "تعريفا بهذا الفن المغربي الأصيل، الذي تعود جذوره إلى العصر الموحدي”.
ويروم المعرض "تسليط الضوء على بعض قصائد الملحون ونصوصها المتوفرة في المكتبة”، وإبراز "الدراسات التاريخية والحضارية والاجتماعية واللغوية والصوتية حول هذا الفن”.
وتضم هذه البيبليوغرافيا عناوين كتب ومقالات ودراسات عن الملحون المغربي بلغات متعددة، من بينها العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية.
وفضلا عن رواد البحث في مجال هذا الشعر الشعبي، مثل عباس الجراري ومحمد الفاسي وأحمد سهوم ومنير البصكري وعبد الرحمان الملحوني، تحضر في هذه الببليوغرافيا أسماء كتبت حول الملحون، دلالة ومعاني وتركيبا وصِواتة وتأريخا، من قبيل حاييم الزعفراني، محمد المدلاوي، حسن أوريد، عبد الصمد بلكبير، عبد الله شقرون ومحمد بنعبد الجليل.
والملحون شعر مغربي شعبي بالدارجة، يرجع باحثون تاريخه إلى ملتقى الحضارات بسجلماسة تافيلالت في الجنوب الشرقي للبلاد، قبل انتشاره خاصة في مكناس ومراكش وسلا وفاس وآسفي، ويعرف في التداول المغربي بـ”لْكْلامْ”.
وعرفت الجامعة المغربية بعد الاستقلال سعيا حثيثا للعناية بالأدبين المغربي والأندلسي، في شقيهما الشعبي والفصيح، خاصة بجهود الأكاديميين عباس الجراري ومحمد بنشريفة، وأبحاث أول وزراء التربية الوطنية بعد الاستقلال محمد الفاسي.
وفي 11 جزءا، جمعت أكاديمية المملكة المغربية دواوين أبرز شعراء الملحون المغاربة، وصولا إلى شيخ الملحون المعاصر أحمد سهوم الذي رحل عن دنيا الناس في سنة 2020.
وعرّف باحثون في الأدب الشعبي الملحون بـ”ديوان المغاربة”، نظرا لغنى ما تكتنزه أشعاره عن معيش المغاربة ورؤاهم وحكمهم وتطلعاتهم.
وفضلا عن بعديه الجمالي والأدبي، يعرف الملحون بلغته الدارجة الرفيعة، وتعدد أغراضه من مديح نبوي وغزل وتغنّ بالطبيعة، والجمال بشكل عام، والحِكم وقصص المغاربة وآرائهم الاجتماعية والسياسية والثقافية وجديد معيشهم.