عمان- القلعه نيوز
استغل بعض النواب مقالة للكاتب الصحفي وعضو مجلس الأعيان جميل النمري حول تصريحات أدلى بها الوزير حازم الناصر قبل عدة أيام وأثارت عاصفة من الجدل بين النخب والخبراء ودون تعليق لا من وزير المياه الحالي المهندس محمد النجار ولا من الحكومة ولا من أي من وزراء المياه السابقين.
وجاء في مقال النمري:
تصريحات الوزير حازم الناصر وبصفته من أرفع أصحاب الاختصاص والخبرة الأردنيين في هذا المجال ومن المعروفين بوطنيتهم لا يمكن القفز عنها أو تجاهلها وتُؤسّس لحالة خطيرة لا بدّ من التدقيق فيها.
لم يُقدّم الناصر أدلة مباشرة على مثل هذه السيناريوهات ولم يتطرّق للتفاصيل لكن مجلس النواب التقط المقال ويعمل بعض اعضائه على اثارته امام حكومة الدكتور بشر الخصاونه خاصة مايتعلق منها بالمياه الجوفية ومزاعم لم تؤكد حول استفادة اسرائيل من تفريغ السدود في الأردن حسب وزير مياه سابق.
ما قاله الوزير حازم الناصر مثير وغير مسبوق فقد صرّح علنا بأن بلاده تعرضت لمؤامرة لها علاقة بالمياه الجوفية لصالح البقاء في حضن الحاجة لمياه إسرائيل.
وأشار النمري إلى صعوبة التسليم بهذه الوقائع والحقائق والحديث عن مؤامرة بدون أدلة، لكن ما يقوله صاحب اختصاص رفيع برأي النمري مثل الدكتور الناصر يعني ضرورة التوقف والتأمل والحفر في التفاصيل.
ولم يُعرف بعد ما هي الأسباب والخلفيات التي دفعت الدكتور الناصر لاطلاق هذه التصريحات خصوصا وأن الجدل كبير بين النخب السياسية وخبراء المياه في الدولة الاردنية تحت عنوان كيفية التعاطي والتعامل مع مخزون المياه الجوفية حيث سبق للوزير منذر حدادين أن قال نقل عبر وسائل الإعلام وعبر اجتماعات في مجلسي الاعيان والنواب أن الأردن لديه مخزون كبير من المياه الجوفية يكفيه لمدة ٥٠٠ عام. الا ان خبراء اردنيين اكدوا ان هذه المياه غير صالحه للشرب ولا يمكن تنقيتها كونها مخلوطه بمعادن قاتله .
تصريح حدادين قبل عدة أشهر أثار أيضا الكثير من الجدل لكن وزارة المياه اعتبرت أنه ينطوي على مبالغه وان استخراج المياه الجوفية يحتاج إلى دراسات معمقة اكثر والى الكثير من النفقات المالية ألا أن مداخلة حازم الناصر لها مدلول سياسي و تؤثر على حجم الخلاف والتجاذب لا بل ما الصراع أحيانا بين شريحة وزراء المياه السابقة الذين يفضل أغلبهم عدم التحدث خصوصا وانه وزارة المياه الحالية متقلبة في تصريحاتها تحت عنوان أزمة المياه المتوقعة في الصيف الحالي بعدما اعلن الوزير الحالي النجار ان سوريا رفضت اعطاء الاردن نحو 30 مليون متر مكعبا من المياه متفق عليها في وقت سابق لكن الوزير النجار عاد واعلن بان سوريا تذرعت بوضع امني لا يسمح لها بتقاسم المياه او تزويد الاردن بالمياه.
وكانت جزئية تفريغ السدود قد أثارت الكثير من الجدل في الماضي القريب وتمّت في عهد أحد وزراء المياه السابقين .. لكن الوزير الناصر اعتبر - حسب مايقال عنه - أن تفريغ السدود كان اقرب الى مؤامرة بالاضافة الى ان عدم الاستغلال والاستثمار في المياه الجوفية يخدم مصالح اسرائيل التي ترغب في ان يبقى ملف المياه و هو ملف الأمن المائي الاستراتيجي المهم جدا في حضنها
راي اليوم اللندنية