القلعة نيوز : انطلقت في مدينة إسطنبول التركية، الأربعاء، فعاليات المؤتمر التأسيسي لمنتدى الأكاديميين الدولي لقضايا بيت المقدس، والذي يستمرّ يومين متتاليين، بحضور عشرات الأكاديميين والباحثين والمتخصصين العرب والمسلمين من 21 دولة، ومتحدثين من مدينة القدس المحتلّة.
وفي كلمته بمستهل انطلاق المؤتمر، أشاد المدير التنفيذي لمنتدى الأكاديميين الدولي لقضايا بيت المقدس عادل العيساوي بدور العلماء والمفكرين والأكاديميين في خدمة قضايا القدس، والدفاع عنه وتحريره.
وقال العيساوي "بات من المؤكد أن المرافعة عن القضية وحماية مقدساتها الدينية والثقافية والحضارية ونصرة أهلها وشد أزرهم يأخذ مسارات عدة لا ينفصل بعضها عن بعض، لكن أهمها وأقواها وأدومها تلك التي تتجلى في المنابر والمواقع والمؤسسات الجامعية داخل فضاء المجتمع الأكاديمي الواسع بكل مكوناته، لكونه الفضاء الذي ينتج المعرفة ويوجهها لتكون قوة وأداة من أدوات الحق".
وأكد أن "القوة، لها من الحق نصيبٌ، وفيها سرٌّ للتفوق كامنٌ فيها في ترجيح موازين الصراع بين مفردات الحق والباطل".
وخاطب العيساوي الحضور قائلًا "لا يخفى عليكم أن الغرب بسط ذراعيه بوصيد العالم الإسلامي، قرونا من الزمن، تسور محرابها ومقدساتها في محاولة بائسة يائسة لإفنائها وإبادتها، ونحن في فجوة منه لا نملك من زمام أمورنا شيئا في محاولة لإلحاق مقدراتها بمنظومته المادية والفكرية والثقافية والسياسية، ولكن محاولاته باءت بالفشل بسبب يقظة رجال الفكر وعلماء الأمة وأصحاب الأقلام المتوضئة التي لا تزال تنشر الوعي في مختلف قطاعات الأمة".
وتابع "الصهاينة اليوم حققوا ما حققوا لأنهم اهتموا برجال الفكر والعلم واستثمروا في القطاع المعرفي والأكاديمي خدمة لقضيتهم الباطلة، وإذا كانوا قديما يقاتلون من وراء جدر من الحجارة والاسمنت فإنهم اليوم يقاتلون من وراء جدر المعرفة ومراكز الدراسات والجامعات والأبحاث والميزانيات الفلكية لرصد العالم الإسلامي وإجهاض أي مشروع من شأنه أن يهدد أمنه الاستراتيجي سواء كان داخل جغرافية فلسطين التاريخية أو جغرافية فلسطين العقدية في وجدان الأمة وساحاتها ومساحاتها المترامية من طنجة إلى جاكارتا".
وختم بقوله إنّ فكرة تأسيس المنتدى كأحد الإضافات النوعية المعززة للمجتمع الأكاديمي في العالم الإسلامي والعالم الحر جاءت في محاولة للمساهمة في صناعة حراك أكاديمي معرفي مستديم لصالح القضية، وإشاعة روح التعاون والتنسيق بين كل مكوناته العلمية والفكرية والمؤسساتية لأجل تعزيز مكانة القدس ونصرة المقدسيين والدفاع عن قضيتهم العادلة في المنابر الأكاديمية المحلية والإقليمية والدولية.
من جهته، استعرض الشيخ نور الدين الرجبي في كلمة له عن القدس أبرز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين والمسلمين القادمين إلى القدس، مشددا على أن المسجد الأقصى محفوف بالمخاطر والاعتداءات من كل الطرق المؤدية إليه.
كما استعرض الاعتداءات الجديدة التي يقوم بها قطعان المستوطنين في الفترة الأخيرة، مؤكدا أن المقدسيين متشبثون في مدينتهم وقدسهم وأقصاهم، وأن اعتداءات الاحتلال لا يمكن لها أن تحول المسجد الأقصى إلى الهيكل المزعوم.
بدوره، قال الدكتور وصفي عاشور أبو زيد في كلمته باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنّ "الأكاديميين في كل مكان هم الذين يشكلون العقول والنفوس ويربون الأجيال، ولو صلح حالهم لصلح حال الأمة، ولكن كثيرا من الأكاديميين في عالمنا يمارسون أعمالهم كوظيفة".
وأكّد على أنّ "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعم هذه الفكرة ويؤيدها".
من جانبه، دعا رئيس أكاديمية إسطنبول البروفسور أحمد أغرقجا العالم العربي والإسلامي إلى نصرة القدس والأقصى من خلال قطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ووقف التطبيع معه.
وأضاف: "لن نقطع الآمال أمام هذه القضية، ولن ننساها أبدا، في بيوتنا وحياتنا، وستعيش معنا في مجتمعاتها، ولابد أن ننقلها من جيل إلى جيل". مستعرضا في الوقت نفسه مجموعة من الفيديوهات والمواد الإعلامية التي تتحدث عن أوضاع التعليم في مدينة القدس المحتلة.
في سياق متصل، أشاد رئيس الجامعة الإسلامية في الهند الأستاذ الدكتور أحمد عبد السلام في كلمة له، "بالجهود الأكاديمية والعلمية التي لابد من بذل المزيد فيها لتوعية مجتمعاتنا ونشر المعرفة بالقدس والمسجد الأقصى المباركين بين أبنائها".
وتابع عبد السلام "أشارك في هذا الملتقى ممثلا عن مجتمع مسلم هو الأقلية المسلمة في الهند التي يبلغ عددها ٢٥٠ مليونا، وهم رغم جروحهم ومعاناتهم لم ولن ينسوا قضية فلسطين، قضية قبلتهم الأولى".
من جهته، ألقى الدكتور أسامة أحمد محمد عبد الرحيم من الكويت كلمة باسم الأكاديميين المشاركين في المؤتمر التأسيسي لمنتدى الأكاديميين الدولي لقضايا بيت المقدس أشاد فيها بالأكاديمية.
أما نائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، د فتحي عبد القادر فقد قال في كلمة له "نسعد في الائتلاف العالمي بهذه المشاركة في انطلاقة هذا المنتدى الأكاديمي، لأننا ندرك احتياج الأمة للرواية والسردية الفلسطينية، والمهمة الرئيسة في هذا المنتدى أن يكون للأكاديميين دور في بناء رواية فلسطينية تعرض للعالم كله في مواجهة الرواية الصهيونية الكاذبة المزيفة".
وأشار إلى أهمية حضور فلسطين في المناهج العربية والإسلامية، والتي من الممكن أن تكون مناهج موازية للمناهج الموجودة حاليا، وأهمية أن يكون هناك دور في هذا المجال، لقطع الطريق على التطبيع الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يخترق من خلاله أجيال الأمة. كما أشار إلى أهمية تنسيق الجهود من خلال إطار ينسق هذه الجهود ويستثمرها على الوجه الأفضل.
إلى ذلك، دعا الدكتور أيمن عيشات، المسؤول الميداني لجمعية الدفاع عن حقوق المسلمين في أمريكا إلى تكوين "رؤية واضحة للمراد من هذا المنتدى الأكاديمي، والتي لا أراها إلا في تحرير المسجد الأقصى المبارك"، مشددا على ضرورة التركيز على الأهداف والآليات والوسائل التي تخدم هذا الهدف الكبير.
أما المرابطة المقدسية منتهى أمارة فقالت في كلمة لها "جئنا من القدس والمسجد الأقصى المبارك نحمل الألم والأمل، شرفني الله تعالى أن أكون مرابطة في الأقصى، ونؤكد في هذا المؤتمر التأسيسي أننا لن نسمح بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك".