وتُعَدّ هذه الجريمة الثالثة من نوعها في غضون أشهر قليلة، بعد حادثتَي ذبح الطالبة في كلية الآداب نيرة أشرف (21 عاماً) أمام بوابة جامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، والطالبة في كلية الإعلام سلمى الشوادفي (20 عاماً) التي تعرّضت للطعن عند مدخل أحد العقارات في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في أغسطس/ آب الماضي، علماً أنّ الجاني في كلّ مرّة كان يتحجّج برفض الضحية الزواج به.
وأحمد فتحي عميرة المتّهم في الجريمة الجديدة يبلغ من العمر 26 عاماً، وهو حاصل على مؤهّل متوسط، وقد فرّ هارباً بعد ارتكابه واقعة القتل على مرأى ومسمع المارة في قرية طوخ طنبشا التابعة لمركز بركة السبع في محافظة المنوفية، في حين نُقلت الضحية غارقة في دمائها إلى المستشفى قبل أن تفارق الحياة متأثّرة بإصابتها. وقد أقامت أجهزة الأمن في المنوفية حواجز ثابتة وأخرى متحركة لإلقاء القبض عليه من دون جدوى.
وأفاد شهود عيان بأنّ الجاني تربّص بالمجني عليها، وأطلق عليها النار من الخلف عند دخولها المنزل وهي عائدة من مخبز قريتها، مشيرين إلى أنّ القاتل يسكن في نهاية الشارع نفسه، ولطالما اعترض طريقها بالمضايقات اللفظية طالباً الزواج منها، من دون أن يتقدّم لخطبتها بشكل رسمي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الضحية كانت تتمتّع في القرية بسمعة حسنة وأخلاق طيبة، وكذلك بتفوّقها في دراستها، في حين أنّ الجاني اشتهر بسوء سلوكه وتعاطيه مواد مخدّرة.
وتضاف هذه الجريمة إلى سجلّ من حوادث العنف التي تتعرّض لها المرأة في مصر، الأمر الذي يرسم صورة لواقع مأساوي تعيشه النساء والفتيات في مصر، علماً أنّ ذلك يظهر جلياً في بيانات رسمية وأخرى غير رسمية.
ووفقاً للإحصاءات الصادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية (حكومي)، وصلت أعداد جرائم قتل النساء والفتيات إلى 296 جريمة في عام 2021، كما أعلن المركز أنّ "نسبة تتجاوز 80 في المائة من النساء والفتيات المقيمات في مصر تتعرّضن للعنف والتحرّش في الشوارع، وترتفع هذه النسبة في المدن عن المناطق الريفية، وغالبية مرتكبيها من الشباب الأصغر سناً".
أمّا المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (غير حكومي) فأشار إلى أنّ عدد جرائم القتل التي استهدفت النساء والفتيات في عام 2020 بلغ 72 جريمة، من بينها 54 جريمة ارتُبكت من قبل فرد من الأسرة، و12 جريمة من قبل شخص غريب، فيما عُثر على ستّ جثث مجهولة تظهر عليها آثار تعذيب أو خنق.