بغداد- القلعه نيوز - احمد الركابي
في الحقيقة ...بيت تلاقت فيه البشرية بالنبوة واتصلت الأرض بالسماء، هنا عاشت نساء النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- واجتمعت فيهن صفات المؤمنين الزاهدين الأنقياء، ومهدن الطريق لنيل رضا الله وجنته، وفزن بشرف الانتساب لحبيبه .
يقول الله-عزَّ وجل-: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الأحزاب: 6].
وتاريخ الإسلام يعترف لهؤلاء السيدات الكريمات، بأنهن كن دائمًا في حياة الرسول البطل، يصحبنه حين يخرج في معاركه ومغازيه، ويهيئن له ما يرضي بشريته، ويغذي قلبه، ويمتع وجدانه، ويجدد نشاطه، فكان له من ذلك كله ما أعانه على حمل العبء الثقيل، واحتمال ما لقي في سبيل دعوته الخالدة من تكاليف بالغة الصعوبة.
نعم ...والخلق الحسن الكريم أن يسيطرَ المسلمُ ...بروحه على بدنه، ويسمو بنفسه فوقَ حِسّه، ويُحسن الوفاقَ بين عقله وقلبه، فإذا هو سليم الفؤاد، حكيم المقال، رشيد الفعال، لديه من الحصانة الإيمانية والخُلُقية ما يجعلُه يتأبَّى على كل خطيئة أو إثم، ويدفع كل شبهة أو تشكيك. ولديه من نور البصيرة والهداية ما يجعله أهلاً لرحمة الله في دنياه وأخراه.
وعليه فإن المكانة لنساء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لها الخصوصية والفضل من الله- سبحانه وتعالى- ، في احقاق الحق ونبذ الشرك والنفاق ، وعلى هذا الأساس الواقعي التاريخي فقد أكد العلامة الفقيه الصرخي على ضرورة التخيير الذي اختص بأمهات المؤمنين ، وهذه تغريدته المباركة جاء فيها
نَسْتَنْتِجُ مِن ذَلِك: إنَّ حُـكْـمَ الـتَّـخْـيِـيـرِ اخْتَصَّ بِأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) لِأَنَـهُـنَّ زَوْجَـاتُ النَّبِـيِّ لِأَنَهُـنَّ مِـن نِسَـاءِ النَّـبِيِّ لِأَنَّهُـنَّ مِـن أَهْـلِ بَـيْـتِ الـنَّـبِـيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)