القلعة نيوز - د.فائق فراج
المنافسة في أي اتجاه إذا لم تكن ضمن مفهوم السلامة والأمان تتحول إلى عنف والعنف يجلب الدمار ونحن بغنى عن كل هذه السلوكيات التي في النهاية هي دمار لنا ولأبنائنا ومجتمعنا .
الرياضة في جميع أنحاء العالم هي منافسة بين طرفين وفيها ربح وخسارة وتعادل ، والجمهور أداة لتنشيط الحركات الرياضية في العالم ويتغذى الجمهور على الرياضة بالفوز وتصيبه خيبة الأمل في حال الخسارة .
لقد جاء قرار الاتحاد الأردني لكرة القدم اختراقاً لمفهوم الرياضة وتعدياً على حقوق المواطن في رفاهية ذاته ،وأعتقد أن القرار لم يكن مدروساً أو مخططا له بطريقة إيجابية بل العكس من ذلك ، وقد أشعل هذا القرار حالة من التوتر النفسي والاجتماعي لدى جماهير الكرة وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى أزمة تدخل في اتجاهات أخرى .
وسؤالي أيضاً والجمهور لاتحاد الكرة أين يكمن منطقية وإيجابية نقل المباراة إلى اربد ، والواقع من اتخذ القرار أراد أن ينقل هذا المشهد القاسي إلى مناطق أخرى .
وكأنه تناسى أن كلا الفريقين لهم مشجعيهم حتى في المناطق النائية .
ونسي أيضاً بعد انتهاء المباراة ماذا يحدث على طريق اربد عمان ومن الممكن أن ينتقل الصراع على الشوارع .
المواطن الرياضي وغير الرياضي لا يرى في هذا القرار الا استفزازا لمشاعر المشجعين واحباط عنصر التشجيع والجلوس على التلفزيون ومراقبة والتلذذ بما حصل وكان أصبح يطبق النظرية السادية في قهر فرح الآخرين .
والأهم من ذلك حين تم وضع جدول المباريات منذ بداية الدوري تم التوزيع باتفاق رؤساء الأندية وبالتالي حقاً مشروعاً للوحدات أن يلعب على ملعبه كما هي الأندية الأخرى .
وقد رفض الوحدات هذا القرار وانسحب من الدوري وهنا يتوجب على الاتحاد مراجعة القرار بهدوء واتخاذ ما سناسب رغبات الجماهير الرياضية دون تعنت وبعيداً عن القرار الأحادي الظالم الذي سيخرجنا جميعاً عن مسار الرياضة السليمة .
هل يعرف الاتحاد بأن العلاقة الشعب تقوم على بنية وبناء سليم تربطه علاقة الدم والمصاهرة والنسب ، وهذه العلاقة أقوى من قرار الاتحاد لأنها علاقة مصيرية إلى مالانهاية ولن يستطيع أي أحد أن يضعف هذه العلاقة أو أن يلعب في توازنها مهما زاد عدد النخاسين والخراصين في المجتمع ويجب أن نمنع قارعي الطبول الجوفاء والغربان ونعيقها من التحكم في مجتمع تعيش تحت مظلة الاحترام والحرية والتواصل الأبدي .
فريق الوحدات يمثل زاوية وموقعاً قوياً في الكرة الأردنية والمحلية والعالمية وكذلك نظائره من الأندية الأخرى الفيصلي والرمثا والحسين وكل الأندية المحلية لها احترامها وتقديرها ومكانتها في هذا المجتمع والرياضة تمثل واجهة نفسية واجتماعية في بناء شخصية أبنائها من مراحل الطفولة المبكرة وحتى مرحلة الشيخوخة ويالتالي هي عنصر فعال وقوة دافعة في البناء التنموي والمعرفي وهذا هو الهدف الأسمى الذي نعطيه اهتمامنا بدلاً من التخطيط والتفكير أيام وليالي في كيفية نقل مباراة لكرة القدم مدتها 90 دقيقة أو أكئر تنتهي والكل يعود إلى بيته لأن لديه عمل آخر .
الوحدات في قراره الانسحاب فهو حق من حقوقه الرياضية والاتحاد يجب أن يكون صدره واسعاً لاستيعاب ما يحصل وأن يدفع باتجاه المصلحة العامة وهي مصلحة الوطن والمواطن والجميع يعرف أن الوطن لم يتعافى جيداً من الأزمات التي مازالت تضغط علينا وتؤرق مواطنيه ، وهذا كله يمثل واقعية المشهد الذي يراه المواطن في الشارع والمقاهي والجامعات .
وأخيراً فإن قرار اتحاد الكرة يحتاج إلى قرار تصحيح حق يحقق الأمن والأمان الذي نريده .
الاتحاد الأردني لكرة القدم يجب أن يكون حاضنة دافئة لجميع الأندية لا أن يكون متحدياً نافذاً وقوة ضاغطة على الأندية .
وشيئ آخر في حديث نبض البلد تحدث أحد الضيوف أن هنالك تحدي بين الاتحاد ونادي الوحدات والواقع يقول إن النحدي جاء من طرف الاتحاد والوحدات قام بالدفاع عن حقه الممنوح له في التعليمات وظهر تحدي الاتحاد وبالاكراه على أنه إذا لم ينفذ الوحدات القرار سيتعرض النادي لغرامة مائة ألف دينار وهبوط الوحدات للدرجة الأولى ، وهذا التحدي فيه جنون وصفعة كبيرة لجميع الأندية ، والأجدر أن يصح إلا الصحيح إضافة إلى ذلك القوى الأمنية لديها الخبرة الكاملة بالتعامل مع أحداث أي مباراة وهي قادرة على ضبط الأمور والتحكم في الموقف .
لذلك يتوجب على الاتحاد الأردني الرجوع عن قراره وتنفيذ القرار الرياضي العامة للخروج من هذه المشكلة .
ونحن نختلف وهو أمر جيد لا نصل إلى مرحلة الخلاف (أي القطيعة )المدمرة .